شخابيط
" التعليم العالى " بين الحزم والعزم
وجهت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خلال 48 ساعة فقط، رسائل حزم ورسائل عزم الى أولئك الذين يتساءلون إلى أين نحن ذاهبون فى التعليم الجامعى وهذه الرسائل لم تكن وليدة الصدفة ولكن مدلولها عميق جدا " معا نبنى ونطور التعليم ومعا نضرب بيد من حديد ضد كل مخالف اومتلاعب لايحترم القانون ".
قبل إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي " بـ 24 ساعة، وجه الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى رسالة شديدة اللهجة ضد المخالفين والذين يتلاعبون بأحلام المواطنين، حيث كلف لجان الضبطية القضائية بملاحقة منشأة تدعى أنها جامعة خاصة
استجابة لما نشرته فى مقالى بتاريخ 18 فبراير 2023عن هذا الكيان غير الشرعى تحت عنوان " الجامعات الوهمية.. نصب واحتيال "، وكشفت عن إعلان لإحدى الشركات على مواقع التواصل الأجتماعى عن أول جامعة ربحية فى الفيوم بنظام بيع أسهم تقترب 4 مليار و750 مليون، بمقدم 225الف جنية فقط وهتقسط الباقي بدون فوائد علي 10 سنوات ، وارباح تتجاوز الـ 600الف سنويا.
وهنا كان الحزم الشديد وبيد من حديد ، حيث تمكنت لجان الضبطية القضائية تحت أشراف السيد عطا رئيس قطاع التعليم وقيادات الوزارة من مداهمة مقرها، وتبين خلو الأوراق من وجود أي تراخيص أو موافقات من الجهات الرسمية بالدولة تُتيح لها مزاولة أي نشاط تعليمي جامعي.
ووجه الوزير بإتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذه المنشأة، بالتنسيق مع الجهات المعنية في هذا الشأن،فى ضوء أحكام القانون رقم 12 لسنة 2009 بشأن إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية، حيث نصت المادة رقم 1 على:"يجوز إنشاء جامعات خاصة تكون أغلبية الأموال المشاركة في رأس مالها مملوكة لمصريين ولا يكون غرضها الأساسي تحقيق الربح ويصدر بإنشاء الجامعات الخاصة وتحديد نظامها قرار من رئيس الجمهورية بناء على طلب جماعة المؤسسين وعرض وزير التعليم العالى وبموافقة مجلس الوزراء".
وطالبت الوزارة المواطنين بعدم الانسياق وراء الدعاية الخاصة بالمنشأة المزعومة "جامعة الشرق الأوسط" بمدينة الفيوم الجديدة، وعدم التورط في دفع قيمة أسهم في كيان غير موجود اصلا وليس له سند قانونى.
وفى صباح اليوم التالى جاءت رسائل العزم التى تدعوإلى استنهاض الهمم والأمل، وسعى الدكتور أيمن عاشور ووزارة التعليم العالى في المضي قدمًا نحو تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى بكافة جوانبها بإ طلاق "الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي " برعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وحضور د. محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقاية، ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية،التربية والتعليم والتعليم الفنى، الصحة والسكان، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المالية،، الشباب والرياضة، الزراعة واستصلاح الأراضي، القوى العاملة، ورؤساء الجامعات والقطاعات، وذلك بدعم وتوفير كل الأمكانيات من القيادة السياسية، فى أطار خطة الدولة للنهوض بمنظومة التعليم الجامعى.
تم عقد ٥ جلسات، حول تطوير المناهج وملفات البرامج، الاستثمار في التعليم العالي، تدويل التعليم العالي، الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي، وتحديث المستشفيات الجامعية لتقديم الخدمات التعليمية والصحية.
وجاءت توصيات الجلسات لتواكب متطلبات العصر واهمها فى رأى إعداد قانون موحد للتعليم العالي وإعادة هيكلة المجالس داخل الوزارة مع وجود مرونة في اللوائح حتى يتسنى للجامعات اتخاذ القرارات وفقًا لاحتياجات سوق العمل والمجتمع، مع وضع معايير للتقييم، تعزيز التحالفات الإقليمية، وآلية لتشجيع الكفاءات من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ربط مشاريع الطلاب والمشاريع البحثية بالاحتياج الحقيقي لسوق العمل ومتطلبات المجتمع ووضعها حيز التنفيذ بدلا من وضعها فى الأدراج.
وتطوير المناخ التشريعي لتحفيز الاستثمار في التعليم العالي، وتطوير البرامج الدراسية فى الجامعات وربطها بسوق العمل، والعمل على جعل الجامعات المصرية مؤسسات جاذبة للطلاب الوافدين لتشجيع السياحة التعليمية وهى سياحة تعتبر المصدر الرئيسى لدخل بعض الدول فى مختلف انحاء العالم ويصل حاليا الى مليارات الدولارات سنويا.
واتمنى تطبيق توصية اختيار القيادات الجامعية القادرة على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال،بالاضافة أن يكون لديهم كفاءة فى أدارة العمل والقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه على المرشحين حاليا لرئاسة عدد من الجامعات، وتقديمهم رؤية واضحة عن اليات العمل خلال فترة عملهم.
كما أتمنى سرعة تنفيذ مقترح إمكانية وجود سنة دراسية تأسيسية حتى تتيح فرص أكثر أمام طلاب خريجي التعليم الثانوي لأنه سيكون له تأثير إيجابى على الطالب والمنظومة.
مع ضرورة سرعة إصدار لائحة تنفيذية واضحة وصريحة لوضع خارطة طريق لـ "الاستراتيجية " اليوم قبل غد لأهميتها ، خاصة أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وما تمتلكه من إمكانيات وكوادر بشرية قادرة على ترجمة ذلك على أرض الواقع .
