شخابيط
600 ألف جنيه أرباح سنوية من جامعة وهمية !!
- 600 ألف جنيه أرباح سنوية من جامعة وهمية !!
ظلت وزارة التعليم العالى لسنوات طويلة وخلال عهود الوزراء السابقين تشن حرب تلو الاخرى بالتعاون مع اجهزة الدولة ضد جامعات ومعاهد "بير السلم" والتى يطلق عليها الكيانات التعليمية الوهمية حاليا، منذ إن فجرت جريدة "الجمهورية" هذه القضية عام 1996 فى عدد من التحقيقات الصحفية.
نجحت لجان الضبطية القضائية بالوزارة في ضبط ومُداهمة ما يقرب من 450 كيانًا تعليميًا وهميًا بمختلف المحافظات المصرية منذ عام 2015، اخرها الخميس الماضى حيث اصدر الدكتور ايمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى قرارًا بغلق المُنشأة المُسماة " أوبك أكاديمى" و"أكاديمية إسكندرية للعلوم" بمحافظة الاسكندرية.
ولفت نظرى إعلان غريب لإحدى الشركات على " الفيس بوك " عن "أول جامعة ربحية بالفيوم"، شئ لايصدقه العقل.
600 ألف جنيه أرباح سنوية من جامعة وهمية !!
نص الإعلان " دلوقتي تقدر تبقي شريك في اول جامعة ربحية بالفيوم بمقدم 225الف جنية فقط وهتقسط الباقي بدون فوايد وعلي 10سنين، أرباحك السنوية 600الف جنية للمجلس الاعلي للجامعات".
استغربت جدا من ذكر المجلس الأعلي للجامعات داخل الاعلان لانه ليس جهة اختصاص أومكتب محاسبة مالية وتمويلية يحدد أرباح كل من يساهم فى تأسيس الجامعة.
تواصلت مع الشركة صاحبة الأعلان واصابنتى الدهشة عندما قالوا أن الجامعة هى " "م. أ" بدأ تأسيسها على مساحة 15 فدانا بمحافظة الفيوم وتابعة لشركة تدعى" أ.أ " واصحابها رجال اعمال مشهورين " ب. ا " وشقيقه، وانها حصلت على الموافقات من المجلس الأعلي للجامعات وهو كما ذكرت ليس جهة اختصاص ثم موافقات وزارة التعليم العالى ومجلس الوزراء وتضم 8 كليات منها "الطب البشرى والصيدلة والاسنان والهندسة والعلاج الطبيعى ".
وكانت المفأجاة عندما تحدثت مع الدكتور عادل عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة التعليم العالى، والدكتور حلمى الغر أمين مجلس الجامعات الخاصة والاهلية عن هذه الجامعة، وجاء الرد حاسما منهما أنه لم يتم منح هذه الشركة موافقات لتأسيس جامعة بهذا الأسم نهائيا ولاصحة للأعلان المنشور وسيتم اتخاذ الأجراءات القانونية فورا.
قصة هذه الكيانات بدأت فى منتصف التسعينات بخير للزميل مجدى طنطاوى بقسم التعليم فى صدر الصفحة الأولى بجريدة "الجمهورية " تحت عنوان " نورث استرين جامعة تحت بير السلم " وقامت وزارة التعليم العالى بتشميع مقرها فى مصر الجديدة فى اليوم التالى للنشر بالشمع الأحمر .
وبعدها مباشرة "جامعة سيتى " بالدقى لمالكها الدكتور محمد حسين صاحب معاهد المدينة، وكان لها فروع ببعض الدول العربية والتى وافق على تأسيسها الدكتور حسين كامل بهاء الدين فى فترة تولية حقيبة وزارة التعليم ومنح الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى الأسبق فترة سماح لاستكمال الطلاب دراستهم وعدم قبول طلاب جدد وتم أغلاقها ايضا.
وفى عهد الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى الأسبق انفردت بنشر تحقيق صحفي بعنوان "جامعات ومعاهد أوكار تعليمية تحت بير السلم " وهى الجامعة الامريكية للتعليم عن بعد بمدينة نصر، الجامعة اليمينة بالمهندسين، معهد للسياحة بمنطقة الدقى، جامعة مصر 2000 بمدينة اكتوبر وعلى الفور قامت الأجهزة المعنية بالتعاون مع التعليم العالى بمداهمة تلك الأوكار والقبض على اصحابها واستمرت " الجمهورية " فى متابعة هذا الملف الخطير حتى لايقع طلابنا وأولياء الأمور فريسة لهؤلاء المحتالين والنصابين.
على الرغم من التوعية المستمرة بخطورة الانسياق خلف الاعلانات الوهمية لمثل هذه الكيانات، والبحث والتحري عن مصداقيته، وتوفير وزارة التعليم قائمة بالمؤسسات التعليمية المُعتمدة للمرحلة الجامعية الأولي "البكالوريوس، الليسانس"، ويتم تحديثها بشكل مُستمر، ونشرها على الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم العالي، وصفحات التواصل الاجتماعي الرسمية للوزارة، والموقع الإلكتروني للمجلس الأعلي للجامعات، وذلك للاطلاع عليها لمن يرغب حمايةً لأبنائها من عمليات النصب والاحتيال، حتي لا يقعوا فريسة للكيانات الوهمية، إلا أنه مازال المئات يقعون ضحايا لها.
للأسف الشديد هناك كيانات تعمل مرة أخرى بعد غلقها تحت مسميات جديدة، ويجب إصدار تشريعات قانونية صارمة لعقاب أصحاب هذه الكيانات غيرالشريعة المنتشرة فى محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية والفيوم وقنا والشرقية وغيرها
[email protected]