شخابيط
أهل القمة من القاع!!
كليات القمة وكليات القاع.. مصطلح عنصرى من اختراعنا، وصلنا به إلى الدرك الأسفل من الانحدار والتفرقة بين الطلاب، وإذا ذكرنا القِمة يجب علينا ذِكر opposite"، العكس".. وكما يقول الشاعر: وبِضدها تتميز الأشياء.. والمقصود بما نطلق عليه كليات القِمة هو "القطاع الطبى والهندسى والذكاء الاصطناعى"، وكليات القاع هى كليات العلوم الانسانية، وانضمت اليهم بعض الكليات العلمية رغم انها تضم تخصصات كثيرة وهامة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والفلك والأحياء والجيولوجيا فى نطاق واسع.. لكن معظم الطلاب يجهلون أهمية هذه الكليات مثلها مثل كلية الزراعة..
وهذا شئ يدعو للتعجب والاستغراب الشديد، لأن جميع الكليات مكملة لاحتياجات المجتمع فى شتى المجالات.. فلا غنى عن الكليات الإنسانية بتخصصاتها المختلفة " الألسـن، الآداب، دارالعلـوم، الحقــوق، التربيـة، التجـارة، الآثـار"، والتى تخرج منها الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، والأديب نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وزكي نجيب محمود، فيلسوف المؤلفين ومؤلف الفلاسفة، والدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالى الأسبق، وعضو الوفد المصري، في مباحثات طابا، والتي حكم فيها لصالح مصر، وغيرهم الكثير والكثير من الأدباء والفلاسفة والوزراء، هؤلاء صنعوا القمة من كليات "القاع" كما يطلق عليها حاليا..
إذً القمة موجودة فى كل كلية أو معهد للطالب المتميز الطموح المتفوق، الذى يمتلك المهارات والقدرات الشخصية، وكيفية توظيفها التوظيف الأمثل، ولو فكرنا قليلا فى الجريمة التى نرتكبها بوصف الكليات بكليات القاع، والتى تؤثر سلبًا على معنويات طلابنا فى التعامل مع مقررات كلياتهم التى يلتحقون بها..
ولا بد أن نلغى مصطلح كليات "القمة والقاع" من قاموس حياتنا، ولا نهتم بالمسميات، ولكن بالكفاءات والمخرجات، فمن كليات القطاع الطبى والهندسى الكثير الذين يعملون فى وظائف أخرى، بعد العناء فى الدراسة، وفشله فى هذا المجال..
لا ننكر أن بعض الكليات النظرية والعلمية أيضا تحتاج إلى وقفة، ولا نريدها قوالب متجمدة حتى لا تخرج طالبا ميتا بدون حياة، وحتى تتحقق المعادلة الصعبة مع دراسة سوق العمل فى المستقبل وإعادة ترتيب أوراقنا مرة أخرى، فماذا سوف يحدث لو تم إغلاق كليات التربية 4 سنوات، ونستغل هذه الفرصة لتحديث مناهجها وتطويرها وإرسال كوادرها من الشباب للخارج، لتعود بقوة.. لأن "تعطيش السوق" يعنى الإقبال أو إلغاء هذه الكليات بوضعها الحالى، وتحويل كل الكليات التربوية للدراسات العليا، ومن يرغب فى العمل بمهنة التدريس فى الحكومى والخاص يلتحق بها، ويقتصر العمل بهذه المهنة على خريجيها فقط، لأن الطالب مشتت ما بين دراسة المواد التربوية، ومواد التخصص حاليا، والاكتفاء بكليات الآداب، والتركيز على المواد التخصصية، وبالتالى يكون الخريج "سوبر" مؤهل لسوق العمل.. أيضا علينا ضم التخصصات المتكررة فى الكليات المختلفة فى كلية واحدة.. فعلى سبيل المثال نجد تخصص علم النفس والتاريخ والجغرافيا وغيرهم فى كليات التربية والآداب والتربية النوعية..
الخلاصة ما يطلقون عليها كليات القمة لا توجد إلا في منطقتنا العربية، فى حين المتفوق فى جميع الكليات هو المتميز وهو " اهل القمة "، وهو المسئول عن الأجيال الجديدة، وبالتالى لا بد أن نطلق كلمة "أهل القمة" على المتفوقين والتميزين فى مختلف الكليات، لأنهم هم قادة المستقبل.. الدكتور والباشمهندس ألقاب ميّزها المجتمع عن غيرها، وأعطى لأصحابها مكانة خاصة، فأصبح البعض يلتحق بها لإرضاء الأسرة، التى حلمت بلقب الدكتور والمهندس " مورث اجتماعى "