عودة الهاربين من جنة التعليم
إنهاء مشكلة عجز المعلمين في المدارس تحتاج إلى بعض المرونة وإعمال العقل فقط، وهي ذات أبعاد كثيرة ولها جذور عميقة، وتحتاج وقفة حقيقية.
عدد الطلاب حاليا ٢٦ مليون طالب، وعدد المعلمين ما يقرب من مليون معلم أي حوالي معلم لكل ٢٦ طالبًا، لكن المشكلة في التخصصات والتوزيع، وللأسف اكبر عجز حاليا في السنوات الأولى من التعليم الأساسي وهي أهم المراحل التعليمية، ويجب أن يكون توجيه أفضل المعلمين للمرحلة الأولى لأنهم يساهمون في تشكيل وتأسيس الطالب، والمثير للغرابة والدهشة أن أقل عجز موجود في الثانوية العامة ويعلم الجميع الأسباب اوراء ذلك.
هروب المعلمين من المدارس إلى المديريات والادارات التعليمية والمراكز وغيرها من أسباب العجز، الآلاف من المعلمين حاليا يعملوا فالمراكز الاستكشافية والتي يبلغ عددها ما يقرب من 60 مركزا على مستوى الجمهورية، تخيلوا على سبيل المثال لا الحصر المركز الاستكشافي بحدائق القبة يعمل به اكثر من 600 موظف هاربين من الخدمة داخل المدارس بسبب الحوافز والمكافآت الضخمة المخصصة للعاملين به.
وأتمنى أن يفتح دكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم ملف المراكز الاستكشافية للعلوم وسيرى العجب، فهي مساحات تصل إلى مئات الأفدنة وفي أفضل مواقع في المحافظات، وبها آلاف المدرسين المنتدبين على الرغم من وجود عجز في تخصصاتهم بالمدارس وهم حاليا بلا عمل ويجب اتخاذ قرار جرئ وهذا ما عهدناه من الدكتور رضا حجازي بعودتهم لأن وجودهم حاليا هو اهدار للمال العام، الاستفادة من مقراتها ستكون افضل استثمار.
ايضا لابد من حصر عدد المعلمين في وحدات الفيديوكوانفرس على مستوى الجمهورية وتخيلوا ان كان وحدة يعمل بها ما يقرب من 10 إلى 30 معلمًا وبعضها يتجاوز هذه الارقام بمراحل وخاصة في القاهرة الكبرى، والغريب ان قاعة الباجور يعمل بها 48 مدرسا واذا عرف السبب بطل العجب، ويمكن إدارة الوحدة بفردين من الإداريين ولا حاجه للمعلمين بها.
هذا مع اعادة المعلمين الهاربين إلى الادارات والمديريات واعادة التوزيع العادل للمعلمين فهناك زيادة كبيرة في عدد المعلمين في بعض المناطق وعجز في الكثير بها.
وبهذه المقترحات البسيطة سيتم حل ما يقرب من 50% من مشكلة العجز في مدارسنا.
• كلمة اخيرة
«الطالب يمثل انه طالب والمعلم يمثل انه معلم وولي الامر يمثل انه ولي امر ويبكي على ابنه»