شخابيط
المستقبل فى كليات الهندسة..ولكن !!
اعلنت وزارة الاتصالات عن برنامج تأهيلي للشباب بتكلفة 30 ألف دولار لكل طالب من خريجى الهندسة والحاسبات على نفقة الدولة لتوفير فرص عمل للبرمجة براتب 20 ألف دولار، تقدم 300 ألف ونجح منهم 111 فقط وهو ما يعكس عدم وجود خريجين مؤهلين لسوق العمل
قضية التعليم سواء تعليم هندسي أو عام هي قضية أمن قومي لمصر، ويدفعنا ذلك لطرح القضية وكيفية التطوير، فى ظل اهتمام الدولة وعلي رأسها القيادة السياسية بتعليم وتأهيل الشباب من خريجي الكليات العملية ويؤكد ذلك حجم الإنفاق الضخم التي توجهه الدولة إلى مجالات التعليم والتدريب في تخصصات الهندسة والحاسبات لكي يسايروا أحدث التطورات العالمية في تلك التخصصات لإيمانها بأن ذلك سيكون له مردوده في بناء دولة قوية وحديثة.
كليات الهندسة هى أحد المحاور الداعمة لتنفيذ خطط التنمية، وهناك 27 كلية هندسة فى الجامعات الحكومية و19 كلية بالجامعات الاهلية و54 معهدا و5 كليات بالفروع الدولية بالاضافة الى كليات بجميع الجامعات الخاصة واليابانية وزويل والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وفروعها
تمتلك هذه الكليات امكانيات مادية وبشرية كبيرة وكفاءات علمية متميزة، وهناك احتياج عالمى لخريجى الهندسة المؤهلين تأهيليا جيدا وخاصة فى فى البرامج والتخصصات ذات الصلة بوظائف المستقبل، واوروبا حاليا تفتح باب الهجرة للعقول المتميزة وخاصة فى الهندسة والحاسبات
المشكلة هنا فى حالة التشبع الموجودة فى سوق العمل للتخصصات التقليدية ولابد من التوسع فى تخصصات المستقبل مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والتى تشمل " الرياح – الامواج – الاعماق – الشمسية " وهى موجودة فى 5 كليات حاليا بالرغم من اهميتها فى عصر المناخ، وتحلية المياه يتم تدريسها فى 4 كليات فقط، والتطور فى العلوم الهندسة هو تطور فى مجالات شتى
وبدأت تطفو على السطح إشكالية كبرى عزوف الطلاب عن شعبة الرياضيات وتلك الإشكالية موجودة ليست في مصر وحدها، بل الدول العربية، وبنظرة سريعة نجد عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة315 100 طالبًاوطالبة من إجمالي 707992 طالبا خلال العام الدراسى 2021 / 2022، وجاءت فى المرتبة الأولى شعبة علمى علوم 338882، والشعبة الادبية 268897، والوضع غير طبيعى خاصة اذا عرفنا الكتلة الحرجة بعد اعلان نتيجة الثانوية العامة كانت ما بين 50- 60% ولايمكن ان تلتحق بالهندسة او الحاسبات وذلك على عكس ما كان موجودًا قبل عام 2000؛ وهذا يؤكد اننا كليات الهندسة ستتعرض لمشكلة فى المستقبل القريب
وذلك يرجع للعديد من الأسباب واهمها عدم استخدام التطور والتكنولوجي بالشكل الأمثل ؛ حيث أصبح في يد كل طالب جهاز محمول معه في كل مكان، لدرجة أنه لم يعد الطالب يحب القراءة ولا الكتابةَ باستخدام الورقة والقلم، وعليه فكيف يقوم بحل المسائل الرياضية بالوسائل التقليدية للتعليم والتعلم ؟، ولم يعد يخزن في رأسه أي معلومات علمية على الإطلاق؛ لأنه وبكل بساطة إذا أراد إجابة لسؤال يسأل الأجهزة اللوحية و" جوجل "، وكان في الماضي حتى سنوات قريبة، يحفظ تلاميذ الابتدائي جدول الضرب، أما الآن ومع انتشار الآلة الحاسبة التي أصبحت في التليفونات المحمولة، فلماذا إذًا يشغل عقله في الفهم، وأدى ذلك إلى استسهال الطلاب فى الحصول على المعلومات، بدون تعب اوبذل جهد
وقد لخص ذلك فيلم " الثلاثة يشتغلونها" فنجد الطالبة " نجيبة " ياسمين عبدالعزيز نشأت على الحفظ لدرجة كان والدها يقوم بتسميع الكتب لها، فكانت تحفظ حتى عدد صفحات الكتاب، ووزن ورق الكتاب، واستطاعت أن تكون الأولى على شهادة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، ولكنها بدأت تواجه مشاكل الحياة وتتفاعَل مع الناس والمجتمع بشكل أوسع عند التحاقها بكلية من كليات القمة، وتعرضت للعديد من الصدمات والمشاكل التي سببت لها الأزمات النفسية والاجتماعية
وحلول مشكلة عزوف طلابنا عن الالتحاق شعبة الرياضيات وزيادة الاعداد فى مرحلة الثانوية، وبالتالى زيادة اعداد الطلاب المتميزين فى هذا القطاع كثيرة جدا ولكنها محتاجه ارادة قوية ومرونة فى فى تعديل وتطبيق اللوائح، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، العودة الى التشعيب علمى وأدبى والطالب الذى لا يلتحق بكليات القطاع الطبى ستتاح له الفرصة فى الالتحاق بكليات الهندسة وهذا النظام تم تطبيقه فى عهد الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق، او السماح لطلاب علمى بالالتحاق بالهندسة ودراسة مادة " رياضة 2 المقررة فى الثانوية على طلاب شعبة الرياضيات فى السنة الدراسية الاولى