جامعة القاهرة.. قرن من العطاء في ندوة بمعرض الكتاب

في إطار مشاركتها الفاعلة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظّمت جامعة القاهرة ندوة متميزة تحت عنوان "جامعة القاهرة: 100 عام من العطاء"، وذلك برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة. تناولت الندوة مسيرة الجامعة وإسهاماتها المؤثرة محليًا وعالميًا، وقدرتها على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة.

إسهامات بارزة في مختلف التخصصات

شارك في الندوة نخبة من أساتذة جامعة القاهرة، حيث قدّم الدكتور عادل مشرفة، أستاذ الرياضيات بكلية العلوم، رؤية حول التقدم الذي حققته الجامعة في التصنيفات الدولية، مشيرًا إلى تطور كلية العلوم منذ نشأتها وحتى إصدارها أول مجلة علمية عام 1936، ودورها في دراسة الجيولوجيا والنباتات المصرية.

أما الدكتورة إيمان عامر، أستاذ التاريخ بكلية الآداب، فتطرّقت إلى الدور الوطني الرائد لـجامعة القاهرة، وارتباطها الوثيق بالحركة الوطنية منذ عهد محمد علي، مؤكدة على إسهاماتها في مختلف القضايا الوطنية، سواء في مصر أو العالم العربي.

وفي سياق الحديث عن الفكر القانوني، أكدت الدكتورة إلهام مبروك، أستاذ القانون التجاري بكلية الحقوق، على الدور الكبير الذي لعبته كلية الحقوق في جامعة القاهرة في إثراء المنظومة القانونية المصرية والعربية، مشيدةً برموز تخرجوا منها مثل مصطفى النحاس، اللواء محمد نجيب، الدكتور صوفي أبو طالب، والمستشار عدلي منصور. كما ألقت الضوء على تطور الدراسة القانونية بالكلية من اللغة الفرنسية إلى العربية، ودور العلامة السنهوري في تطوير التشريعات.

إرث أكاديمي وهندسي رائد

من جانبه، تناول الدكتور نبيل الهادي، أستاذ العمارة بكلية الهندسة، نشأة كلية الهندسة بـجامعة القاهرة، التي بدأت تحت اسم "المهندسخانة" عام 1816، حيث لعبت دورًا محوريًا في دعم المشروعات القومية منذ عهد محمد علي، وساهم خريجوها في إثراء المجالات الهندسية، ومنهم علي مبارك. كما استعرض جهود الكلية في ترجمة العلوم الهندسية ونقل المعرفة إلى مصر.

دور المرأة في تأسيس جامعة القاهرة

أدارت الندوة الدكتورة رجاء أحمد علي، أستاذ الفلسفة ووكيل كلية الآداب الأسبق، التي استهلت حديثها بالإشادة بالدور الوطني في إنشاء جامعة القاهرة، مؤكدةً على مساهمات الشخصيات البارزة في دعم الفكرة، وعلى رأسهم الإمام محمد عبده. كما نوّهت بالدور الاستثنائي للمرأة في تأسيس الجامعة، مستذكرةً إسهامات الأميرة فاطمة، التي تبرعت بمجوهراتها وأراضيها لبناء الجامعة، إلى جانب تخريجها لنماذج نسائية رائدة مثل سهير القلماوي، والدكتورة عائشة راتب، والدكتورة مفيدة عبد الرحمن.

تفاعل واسع من الجمهور

شهدت الندوة حضورًا مميزًا من الطلاب وزوار معرض الكتاب، الذين تفاعلوا مع المناقشات التي سلّطت الضوء على المكانة الرائدة لـجامعة القاهرة، ودورها المستمر في دعم قضايا الوطن والمجتمع من خلال أجيال متعاقبة من العلماء والمفكرين.