إلى متى يركع الإعلام لأرباب الإرهاب العالمى؟
الجمعة 03/نوفمبر/2017 - 10:07 م
يقيناً وقبل كل شيء نحن لا نتكلم بالكليات هنا بل نتطرق إلى جملة من الحقائق التي أفل نجمها عن الكثير من مواطن حله وترحاله ونقصد بذلك الموطن هو وسائل الإعلام سواء المرئي أو المسموع وعلى حدٍ سواء..
فالتاريخ حافل بالمواقف والأحداث المهمة والتي غيرت مساره وبشكل ملفت للنظر لأنها حملت معها حقائق كثيرة كانت لها وقع كبير على عقول المجتمع الإنساني، بالإضافة إلى ارتباطها المباشر بحياة الإنسان وتأثير عليه سواء في زمن وقوعها أم في المستقبل البعيد..
فالأحداث كثيرة ونتائجها أيضاً كثيرة فمنها السلبي والايجابي وقد تعرضت الأمة الإسلامية لكلا الأثرين بسبب ما لاقته من ظلم و إجحاف بحقها من قبل حفنة من ذئاب الفلوات و الوحوش الكاسرة التي تقودها وبذلك سقطت الأمة في ما لا يحمد عقباه فذاقت العذاب والهوان من قبل خلفاء وملوك وسلاطين تسلطوا على رقابها بالبدع والشبهات الباطلة تارة، وبقوة السيف ولغة التهديد والوعيد تارةً أخرى..
وهي في تلك المواقف العصيبة عليها وقعت تحت تأثير عدة مقدمات غررت بها فقادتها إلى حيث مستنقع المؤامرات الاستعمارية و لمخططات السياسية الفاشلة والفتاوى الدينية العقيمة يساندهم جميعاً في ذلك الإعلام المسيس والمغرم بالدينار والدرهم على حساب المهنية والمصداقية التي تعتبر الأسس القوية للإعلام النزيه وصاحب الكلمة الحرة، والتي أصبحت في الماضي والحاضر من العملات النادرة..
وحقيقةً هذا مما يؤسف له، فبالأمس شاهدنا كيف مارس الإعلام دوره الكبير في تضليل العقول والتغرير بها وقلب الحقائق رأساً على عقب عندما انبطح لتلك الجهات الثلاثة مقابل الدينار والدرهم وانصاع صاغراً لرغبات وتوجيهات السلطة الأموية واظهر للعالم الإسلامي برمته أن الحسين رضى الله عنه خارجي، وهو خرج إنما طلباً الحكم والرئاسة، ويسعى لتمزيق وحدة الأمة وهذا ما سلط عليه الإعلام الضوء كثيراً حتى اظهر الحق باطلاً والباطل حقاً، فانطلت حيل وخدع الأمويين على الناس فتخلت عن الحسين لسيوف وخناجر المأجورين والمغرر بهم..
واليوم إذً التاريخ يعيد نفسه من جديد فنرى الإعلام المظلل والمأجور يركع صاغراً ذليلاً أمام الدولار والدرهم فينبطح لتوجيهات أوامر أسياده عبيد الملذات الدنيوية والمناصب السيادية مقابل تشويه الحقائق على العراقيين وإبعادهم عن الحقيقة ومشاريع رجالها الصادقين والمخلصين للعراق الذين يرفضون الذل والهوان ويعشقون السير على خطى الحسين رضى الله عنه في بسط الحرية وقيم ومبادئ الإسلام الشريفة..
فتخلى الإعلام عن دوره الإنساني والمهني الصادق وانصاع للقيادات السياسية الفاسدة وأسيادها المحتلين في ترسيخ جذور مؤامراتهم الدنيئة الرامية لهدم أركان ديننا الحنيف تحت عبادة ومظلة المرجعيات الفارسية التي تلعب دور المنافق بدهاء كبير ففي العلن تسخر فضائياتها للبكاء واللطم والعويل على الحسين، ومن خلف الكواليس تهدم بمعول فسادها وإفسادها أركان الاسلام فإلى متى يركع الإعلام لأرباب الإرهاب العالمي ؟...
بقلم الكاتب والناشط المدني سعيد العراقي