السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

مَنْ يقف وراء الفوضى فى العراق؟

الإثنين 23/أكتوبر/2017 - 01:02 م

قتل هنا وهناك، سلب ونهب هنا وهناك، طائفية كل يوم هنا وهناك، فوضى وخراب ودمار وسفك دماء وزهق أرواح وتهجير قسري ونزوح بالملايين كلها جرائم فاقت كل التصورات حتى أزكمت روائحها النتنة أنوف الأحرار والشرفاء في العالم بأسره..

فأصبح العراق على إثرها ساحة لتصفية الحسابات حتى باتت البلاد على شفير الهاوية لكن هل جاءت تلك الأحوال والظروف السيئة من فراغ أم أنها وليدة مشاريع ومخططات اشتركت على تكوينها العديد من القوى التي تؤمن بمنطق القتل وسفك الدماء؟ نعم الواقع العراقي يؤكد أن ما يجري لم يأتِ من فراغ بل بسبب قوى شيطانية تعددت عناوينها وكلها تشترك في وحدة الهدف خدمة لمصالحها ومشاريعها الفاسدة ومخططاتها القذرة وعلى حساب الشعب العراقي الذي أصبح ضحية لتلك المؤامرات الدنيئة والإرادات الشيطانية العالمية التي استطاعت وبأسهل الطرق و قل الخسائر من حصد ثمار مخططاتها التي حاكتها خلف الكواليس..

وليس بالغريب أن هذه الأيادي الخبيثة التي تسعى لدمار وهلاك العراق تمثلت أولاً بالمحتلين وأذنابهم الفاسدين من سياسيين عملاء مفسدين وعمائم سوء وجهل وغباء كانت ولا تزال أسوأ قيادة شهدتها البلاد.. فالمعروف أن رجل الدين يتلخص عمله في أمور الدين ولا يتدخل في السياسة والحروب العسكرية لأنه غير ملم بخفاياهما ودقائق أمورهما وبهذا سيكون مثالاً واضحاً للحكمة القائلة (فاقد الشيء لا يعطيه)..

فكيف إذاً بمرجعية لا تعرف التكلم باللغة العربية كيف لها أن تدير بلدٍ بأكمله؟ وكيف بمرجع يجهل أساساً شؤون الحرب وخططها وتدابيرها وإدارة المعارك واتخاذ التدابير اللازمة في الحروب سواء في السراء أو الضراء؟ وهذا ما يفسر لنا حقيقة العلاقات المشبوهة القائمة بين المحتلين والمرجعية الفارسية في العراق والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال الآونة الأخيرة تمخض عنها عودة طائفية بين العراقيين من جديد ولعل ما يجرى من قتال عنيف بين مليشيات هذه المرجعية ومليشيات البيشمركة في كركوك وما يتبعها مستقبلاً من باقي مدن الشمال لهو خير شاهد على الخيانة والدور الكبير الذي تلعبه تلك المرجعية الإيرانية وعمليتها السياسية الفاسدة في تحقيق مآرب أعداء العراق وسعيهم الجاد في تقسيم البلاد وخلق الفوضى  وإراقة الدماء تحت مسمى الركون إلى الدستور وحفظ وحدة البلاد..

ولكنه في الحقيقة أي دستور خرم هذا فالكثير من السياسيين والشخصيات المرموقة العراقية كشفوا حقيقته وما يشوبه من هفوات وشحطات أظهرت للرأي العام مدى حجم جهل وغباء لهذه المرجعية البالية التي أوجبت على العراقيين التصويت لصالحه واتخاذه دستوراً بدل القرآن الكريم فلولاها لما حصل هذا الخراب والدمار والقتل والتهجير والنزوح في بلاد الرافدين..