نكشف الاسباب الحقيقة لمعاناة المعلم المصري..المدرس يتألم ..والنظام التعليمي يئن و يتأجج
تكشف " السبورة " الاسباب الحقيقة لمعاناة المعلم المصري والذي يعتبر عماد التعليم والتعلم في أي نظام تعليمي، فبقدر رقي المعلم يرتقي الطلاب، وبقدر عجزه و قلة مستواه تظهر المشكلات و المعاناة الحقيقية. هكذا ، وبمناسبة العيد العالمي وما أطلقه العديد من معلمي مصر الكرام، في وقفاتهم الاحتجاجية السابقة و التي أطلقوا عليها كرامة المعلم،. فالأمر يحتاج منا وقفة بل و وقفة جادة و صادقة، و مصارحة مع الذات بالواقع المرير في هذا الجانب من المنظومة التعليمية التي تعاني في كل ربوع جسدها المريض. هي أزمة بكل المقاييس تسببت في انهيار نظام تعليمي كامل في بلد محوري. سأضع إذن بين يديكم المشكلة من حيث إدراكي لها و حيثياتها كما نراها واقعيا و بكل صراحة و مصداقية كاملة، من أجل الوقوف على حلول جذرية لهذا الأمر.
اولا دعونا نقر أولا بأن المعلم المصري
يتألم و يعاني، بل إن النظام التعليمي ككل يئن و يتأجج، هذه الأمور ينبغي ألا نخجل
من مواجهتها، كي نفيق من سباتنا العميق و ننطلق نحو التغيير و التطور. فالأزمة تنبع
أولا من معاناة المعلم، و لكن ما هي أسباب تلك الأزمة؟ تتفرع الأسباب لاتجاهات عدة
ولا تقتصر على المعلم وحده فحسب فدعونا نرى.
1 – أسباب أزمة المعلم المصري :
أ- أسباب تتعلق بالدولة المسؤولة عن النظام
ككل
قد يصعب حصر جميع الأسباب التي تدخل الدولة
طرفا فيها، لكن هذا لا يمنع من ذكر:
1- قلة الاهتمام بتلك الفئة من المجتمع،
بل و إهمالها و عدم وضع حلول لمشكلاتها.
2- عدم وضع استراتيجيات تطويرية دورية بصفة
مستمرة، تتغير وفقا لمتغيرات العصر الحديث التي تتصارع و تتناحر فيه الدول نحو التقدم
العلمي و التكنولوجي.
3- غياب الرقابة الإدارية و المالية في
كافة المؤسسات التعليمية، مما قد ينتج عنه بعض الاستهتار من قبل العاملين داخل المؤسسات
التعليمية بكل مراحلها.
4- عدم توفير الدعم الكافي للمنظومة التعليمية
بشكل كامل، و نقص و ضعف التجهيزات داخل المؤسسات.
5- تخصيص نسبة ضئيلة جدا لقطاع التعليم
من الموازنة العامة للدولة، نعم ضعيفة جدا لدولة ترغب في أن تكون في مصاف الدول المتقدمة.
ب- وهناك أسباب تتعلق بالمعلم
توجد كذلك أسباب تتعلق بالمعلم محور العملية
التعليمية، ومن بينها:
1- إهمال المعلم في إعداد نفسه الإعداد
الكافي، فالإعداد ليس مقتصرا على ما توفره الدولة أو المؤسسة التعليمية له، و لكن يجب
أن يتسم بروح البحث و الفضول لكي ينمي مهاراته و خبراته و يبحث عن كل ما هو جديد في
مجاله بشكل يومي.
2- فكر المعلم المادي الذي يتضح لدى بعض
المعلمين، و الذي يبحث دائما عن زيادة راتبه، و لا يبحث مطلقا عن زيادة في مستواه و
خبراته التعليمية و العلمية، مما قد يؤدي إلى التكاسل في أداء المهام.
3- جهل المعلم بما له و ما عليه من حقوق
وواجبات، فمعظم المعلمين لا يعرفون كيف تدار المنظومة و ما هي معاييرها من الناحية
القانونية العلمية.
4- اعتقاد المعلم أن حصوله على الوظيفة
هو نهاية المطاف، ليتبع نمطا وحيدا يسير عليه في عمله و حياته، و لا يغير في الأمر
شيئا.
5- مشاركته في إهدار قيمة و مكانة و هيبة
المعلم خاصة في العصر الحاضر، و لذلك أشكال عدة لا يتسع الحديث هنا لذكرها، فالقاصي
و الداني يعلمها.
ج- أسباب تتعلق بالمؤسسات التعليمية
قد تكون أسبابا مادية وقد تكون غير ذلك،
و هي كالآتي:
1- عدم توفر الدورات و ورشات العمل التدريبية
بصفة دورية قبل و أثناء العام الدراسي، للارتقاء بمستوى المعلم.
2- عدم تنظيم و ضبط و إدارة المنظومة التعليمية
داخل المؤسسة بأسلوب منسجم و بشكل عادل تحكمه الكفاءة و الأحقية.
3- إيلاء إدارة بعض المؤسسات لأشخاص غير
أكفاء و غير قادرين على وضع خطط دراسية و استراتيجيات تطويرية لمؤسسة يقبع على رأسها،
بل و نجد معظمهم يعانون من قلة الخبرة الإدارية، مما ينقلب على المعلم بمعاناة كبيرة.
4- الروتين و غياب اللامركزية في إدارة
المؤسسات وفقا لظروفها الخاصة و البيئة المحيطة بها، و الالتزام بالروتين و النمطية
التي يمليها على المؤسسة الوزير أو الحاكم الأعلى للنظام التعليمي، و بالتالي ضياع
و إهدار جهد كبير تسأل عنه المؤسسة.
5- قلة التجهيزات و عدم الوعي بالأولويات أثناء التجهيز عند توفر الدعم، فأحيانا نجد من يهتم بسور المؤسسة الخارجي و يترك المعامل والمختبرات دون عناية تذكر، و من هنا تظهر قدرة المدير الإدارية و القيادية للمؤسسة.