شجون جامعية
أيام الجودة ومدرسة التجمع الدولية
خناقةٌ طاحنةٌ بين بناتٍ في " مدرسة التجمع الدولية " بالتجمع شغلَت الإعلامَ بعد أن كشفَتها كالعادةِ مواقعُ التواصلِ. سلوكياتُ البلطجةِ والتباهي بها واقعٌ لا يظهرُ إلا عندما يخرجْ إلى مواقعِ التواصلِ.
هذه الواقعةُ تُظهرُ المُتغاضى عنه في مجتمعِنا ومن داخلِه التعليمِ. اِندَثرَت سلوكياتُ اِحترامِ القانونِ والأخلاقياتِ وغلَبتَها البلطجةُ والاِنفلاتُ عيني عينك. أبطالُ أفلامِ ومسلسلاتِ البلطجةِ نجومُ هذه الأيامِ!! الإعلامُ في عالَمِه الخاصِ ووزارتا التعليمِ مشغولتان بما يُطلَقُ عليه تطويرُ التعليمِ ولو على حسابِ تكريسِ الأخلاقياتِ.
المدارسُ حكوميةٌ و"فُلوسيةٌ" أي بالمبلغِ الفُلاني منهجُها شَغْلُ وقتَ الدراسةِ بالطولِ أو بالعرضِ. لكن بعد اِنتهاءِ فتراتِ الحصصِ يتجمعُ الطلابُ للشجارِ والتَنَمُرِ على خلقِ الله وإلقاءِ الطوبِ على وسائلِ النقلِ.
أما في الجامعاتِ، فقد عُلِقَ شعارُ الجودةِ ولم ينتُجْ عنه إلا اِستبياناتِ تَنَمُرِ الطلابِ على أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والضغطِ عليهم لرفعِ النتائجِ وتخفيفِ المناهجِ!! وماذا عن بعضٍ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ لا يترفعون عن تَوجيهِ الطلابِ كيدًا لزملائهم وترويجًا لأنفُسِهم؟! هناك من اِستفادَ فعلًا من حكايةِ الجودة؛ من هم؟ من رفعوا لافتاتِها.
البرامجُ الخاصةُ لأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ
في الجامعاتِ، لما تحتاجُ البرامجُ الخاصةُ لأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ تُفتحُ الميزانياتُ لاِنتدابِهم. لكن برامجَ العامةِ تُحجَبُ عنها ميزانياتُ الاِنتدابِ تلك وتُترَكُ لمعاناتِها ولو في نفسِ الكليةِ!! من الطبيعي أن يتصايحَ طلابُ البرامجِ الخاصة "أيوه نَنجح بفلوسنا". أي سلوكياتٍ تلك؟؟ هذا في جامعاتِ الحكومةِ وسَلِمْ على الجامعاتِ الخاصةِ والأهليةِ وغيرِها حيث الفلوس تَتكَلَمُ وتَتحَكَمُ.
لوائحُ تطويرِ التعليمِ الجامعي وما قبلَه مُنهمِرةٌ، حتى نصلُ للعالميةِ، لكن أين الاِهتمامُ بالأخلاقياتِ في البيتِ والجيرةِ والشارعِ والعملِ والرياضةِ؟ الممارساتُ المتَبَعةُ ما فيها إلا المظهريةَ!! هل أوصلَت تعليمَنا للعالميةِ، وكفى ترديدًا لحدوتةِ التصنيفاتِ؟ كفى مُكابرةٌ.
وزارةُ “التربية والتعليم ” عاقبَت الطلابَ الذين صوروا واقعةَ "مدرسة التجمع الدولية" لأنهم شهَروا بأطرافِها!! حقًا؟؟ أم لأنهم كَشفوا ما يَجري في مبانٍ أُطلِقَ عليها مُنشآتٌ تعليميةٌ؟! أرجو ألا يخرجُ أحدُ مُتحدثيها بأننا أفضلُ من غيرنا، في أمريكا الطلابُ يُطلقون الرصاصَ!! ولما كان الشئُ بالشئِ يُذَكِرُ، مدارس دولية، لكن لا مؤاخذة في أي تخصص؟!!
الاِنفلاتُ يبدأُ ويتضَخمُ لما تغيبُ السلوكياتُ في التعليمِ، إداراتٌ وبالتبعيةِ طلابٌ. خناقةُ شوارعِ أدخلَت تعليمَنا العالميةَ، ياعيني ع الصبر!!
نحن في مَركَبٍ واحدٍ…
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
- كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس