السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

مِنْ يملك مفاتيح الخلاص من داعش و اخواتها ؟

السبت 10/يونيو/2017 - 06:23 م

سنوات طِوال مرت على ظهور الغدة السرطانية في الجسد العربي فكثر اللغط حولها لوضع الحلول المناسبة لإنهاء خطرها المهدد لأمن و امان المجتمع برمته فهذه الغدة رغم أنها ترفع شعار نشر مبادئ و قيم الاسلام لكنه هل هو شعار السماء الصحيح أم انه شعار النفاق ؟ ومن المعروف ان هذا التنظيم يعتمد بالأساس على نشر فكر يتقاطع تماماً مع دستور و شرائع ديننا الحنيف وكل ما صدر منه شاهد حي على حقيقته المرة فهو يرى في كل مخالف لفكره و نهجه مرتد و كافر و مباح العرض و الدم فهل الاسلام يتعامل مع غير المسلمين بهذا المنظار الضيق ؟ بل طرح السبل الكفيلة في اخراج الناس من الظلامات إلى النور من خلال الحوار البناء و المجادلة بالحسنى ، ثم ان فلول داعش اعادوا التقاليد و العادات السيئة الشائعة في عصور الجاهلية من عبودية و سبي النساء و انتهاك اعراضهن و بيعهن في الاسواق كالجواري و الاسارى في حين ان الاسلام نهى عن هذه العادات البالية و وقف بوجهها فجعلها في خانة الشرك و الالحاد ، بالإضافة إلى ان داعش غيروا الاحكام و التعاليم القران الكريم وحسبما تشتهيه انفسهم و ملذاتهم فجعل المرأة لرجل واحد وفق شروط و عهود اتفاق بين الطرفين و ضمن لكل منهما الحقوق و وضع عليه الواجبات أما داعش فلا اشكال عند أئمتهم التيمية في نكاح المرأة من قبل اكثر من واحد ضاربين بذلك كل ما سنته دساتير السماء بحق المرأة من حقوق و واجبات فهل منهاجهم هذا المجف بحق النساء الغاصب و المنتهك لحقوقها فضلاً عن فرض قيود الصارمة من رق و تغيب الحريات و قتلاً لإبداعاتهن الخلاقة في دفع عجلة التقدم و التطور بالمجتمع إلى الأمام  و القائمة تطول من هذه الافكار المتطرفة ومعها نسأل كم من المؤتمرات الاعلامية سواء المناهضة للإرهاب ؟ وكم من التحالفات العالمية التي عقدت فأعلنت جاهزيتها للقضاء على المنهج التكفيري لكن النتائج أين ؟ لا شيء ملموس حصل على ارض الواقع فكلها حلول فاشلة ترقيعية لا طائل منها ، فدول المعمورة لا زالت في مرمى نيران الارهاب التيمي الداعشي التكفيري و تتعرض يومياً لخطر الانفجارات الدموية بشتى الوسائل و الحال لا يزال كما هو عليه و من سيء إلى أسوء و إلى متى يبقى الحال هكذا و الارواح تُحصد يومياً ؟ إذاً يتوجب على القيادات السياسية و اجهزتها الامنية ان تعي جيداً ما هي النتائج بعد هذه السنوات الطِوال من الحرب المدمرة هل تمنكت من تحقيق اهدافها ؟ فداعش فكر و منهاج و ليس سلاح فقط بل أنها تعتمد أولاً على نشر افكارها و تروج لها بمختلف الوسائل و الامكانيات ومعها فالحلول الحربية لم و لن تعطي ثمارها ما لم يقترن عملها بالحوار الفكري و المجادلة بالحسنى و إلا فالحلول العسكرية ترقيعية سطحية لا تجدي نفعاً وهذا ما شدد عليه الاستاذ المهندس الصرخي الحسني في محاضرته ( 45) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري ) بتاريخ 23/5/2017 فقال السيد المحقق الصرخي : ((هذه هي حقيقة الأمر فلا خلاص للإسلام والمسلمين ولا ‏للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي ‏المارق القاتل الإرهابي ولأمثاله في باقي الديانات؛ المنتسبة إلى المسيحية أو اليهودية أو ‏البوذية أو غيرها، إذن يوجد دواعش عندنا ‏ويوجد دواعش عندهم، يوجد أعراب عندنا ويوجد أعراب عندهم، يوجد فرنج عندهم ويوجد ‏فرنج عندنا، يوجد مغول عندهم ويوجد مغول عندنا، يوجد هولاكو عندهم ويوجد هولاكو ‏عندنا، يوجد لص وخوارزم عندنا يوجد لص وخوارزم عندهم )).