الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أستيكة وزير التربية والتعليم!!

الجمعة 05/مايو/2017 - 02:06 م

الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الجديد، بعد أدائه اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية انطلق بموكبه إلى الوزارة، وبعد خروجه من قصر الاتحادية لمحت عيناه مكتبة شهيرة في برج سوق العصر بشارع الخليفة المأمون، فطلب من قائد الحرس إيقاف الموكب ونزل بنفسه لشراء أستيكة، وحينما علم صاحب المكتبة أنه وزير التعليم الجديد أعطاه أغلى أستيكة، وقال له للأسف يا فندم هى مستوردة وكما تعلم سيادتك أننا نستورد كل الأدوات المدرسية رغم أنها ليست عملية تكنولوجية معقدة ولا تحتاج إلى أموال كثيرة، يا فندم إحنا عندنا أكثر من 20 مليون طالب بنستورد لهم الشنط من الصين والأقلام الرصاص من الإمارات، لماذا لا ننتجها في مصر؟

 

يا فندم من السهل جدًا أن الوزارة تنتج الأدوات المدرسية في مدارس التعليم الفني، وبالتالي تحقق مكاسب كثيرة في التشغيل والتصنيع وتوفير العملة والعمالة، وتحقيق عائد تنفق منه على بناء المدارس وتحسين أجور المعلمين وتطوير العملية التعليمية، يا فندم المدارس الفنية ممكن تتحول لمصانع تُعلم الطلاب مهن تنفعهم في حياتهم وتحببهم في التعليم، وبالتالي تصبح المدرسة فعلًا منتجة وهذا شعار حبر على ورق للوزارة منذ خمسين سنة، يا فندم التعليم الفني هو طوق النجاة لمصر وهذه فرصة إننا نربطه بسوق العمل ويصبح لدينا عمالة فنية متميزة وبالتالي نساعد الدولة في ظروفها الصعبة..

 

يا فندم عيب علينا نستورد ماااا... فقاطعه الوزير قائلًا صدعت دماغي وأفسدت فرحتي بالمنصب ونسيتني كنت عايز إيه، أنا مستعجل فالموكب معطل الطريق والموظفين منتظريني بالورود، الوزير اشترى الأستيكة الصينية الفخيمة وبعد انتهائه من استقبال المهنئين طلب من سكرتيره كل الملفات المهمة وقرارات الوزير السابق الهلالي الشربيني، وبالأستيكة مسحها كلها حتى يبدأ من جديد وعلى نظيف، رغم أنه كان شريكًا في بعضها بحكم منصبه السابق مستشار علمي لرئيس الجمهورية، ولم يكتف بذلك بل قام بتنفيذ كل طلبات أولياء الأمور ووسائل الإعلام وفيس بوك (البوكليت، الميد ترم، جدول الامتحانات، المدرسين المغتربين) ربما يصل سقف المطالب لإلغاء الثانوية العامة نفسها..

 

فمثلًا حينما قررت الدولة تعيين 30 ألف مدرس كان لحاجتها في سد العجز بمدارس معينة، وليس لتعيين هؤلاء بجوار منازلهم وهم وافقوا على ذلك بتعهد رسمي منهم، ولكن الوزير الجديد قرر عودتهم إلى محل إقامتهم حتى لو أدى ذلك إلى عجز في المدارس المنقولين منها، وهى غالبًا في المناطق الحدودية والنائية..

 

أستيكة وزير التربية والتعليم هى عادة مصرية قديمة منذ عهد الفراعنة حتى الآن، فأصبح حالنا لا يسر عدو ولا حبيب، فالمسئول الجديد يقوم بمحو أعمال السابق ثم يبدأ من نقطة الصفر التي لا نفارقها، وهذا له أسبابه.. أولًا، أننا دولة ليست لديها رؤية عامة متكاملة في كل المجالات ودور المسئول فيها فقط التنفيذ، ثانيًا الوزير الجديد يتخيل أن الوزير السابق كان مغضوبًا عليه ولذلك تم إعفاؤه من منصبه فلا يجوز البناء على أعماله، أما السبب الثالث والأهم أن مؤسسة الرئاسة لم تعقد اجتماعًا بين الوزراء القدامى والجدد لتسليم وتسلم الملفات المهمة والتنبيه على الجديد باستكمال وليس هدم إنجازات السابق.. وهذا تقليد يحدث في دول العالم حتى التي كانت متخلفة ويحدث في مصر أيضًا ولكن فقط لقيادات الجيش تسليم وتسلم، اللهم احفظ مصر.

[email protected]