عبقرية التطوير في المسرح العائم
السبت 25/مارس/2017 - 11:18 م
كما أوقعتنا الادارة السابقة في خطأ جسيم من حيث توقيته بإجراء عملية تطوير المسرح العائم.. مسرح فاطمة رشدي في بدايات يونيو من العام الماضي لتطيح بالموسم الصيفي في مسرح يعد من افضل المسارح الصيفية في هذا البلد إن لم يكن افضلها على الاطلاق.. هذا المسرح الذى يتكون من مسرحيين لفرقتين مستقلتين هما العائم الكبير الكوميدي والعائم الصغير الشباب..
نأمل أن تتدارك الادارة الحالية الموقف بجدية وبعيدا عن حركة التغييرات بين الشركات وعملية تأخير المسرح فقد شاهدت بعيني حالة المسرح الذي تربيت فيه عبر اكثر من ربع قرن من الزمان تطوير يفتقد لأدنى أبجديات الحس الجمالي والمتعة البصرية حيث تلاحقك عند النزول من الباب الرئيسي على يمينك وفي الامام قليلا كتلة اسمنتية مكونة من حجرتين متداخلتين للأمن والكاميرات تعلوا بارتفاع اربعة امتار فأكثر هذا الهيكل الخرساني الذي لم يكتمل بعد..
يحجب عنك الرؤية لترى كافة اركان الحديقة في مقدمة الباب الرئيسي ويفقدك الحس الجمالي والبصري لمتعة الحديقة الشاسعة الواقعة على ضفاف نيل القاهرة والمحاطة بالخضرة من جميع الاركان.. بالاضافة فقد سد هذا الهيكل رؤية المسرح العائم الصغير عن بعد واغلقت امام عينيك مشاهدة صالة عرض الشباب للقادم من الباب الرئيسي.. الم يكن من الملائم جعل حجرتي الأمن والكاميرات على مستوى نهاية سلم الدخول في منطقة عمياء لتظهر جمال الحديقة ورونقها.. واذا كان السبب هو التراخيص كما يقال.. هل كان من المحال تحريك هذا الهيكل بضعة أمتار او الحصول على ترخيص جديد؟..
وحينما تحط قدماك داخل المسرح تجد دليل آخر على التطوير العشوائي.. وهو قطع صالة عرض مسرح الشباب بسور اسمنتي على ارتفاع سقف الصالة لعمل قاعة، وكان من الاولى نقل مسرح الشباب بأكمله لمنشأة ثقافية اخرى بدلا من تعامل عشوائي مع صالة عرض افقدت المسرح العائم الصغير بريقه وحولت صالة العرض الى صالة عرضية بعد ان كانت طولية الامر الذي افقد الصالة وخشبة المسرح رونقها ايضا، حيث ساهم في تقليص الشكل العام للمسرح وبالتالي افقد المتلقى الشعور بالمكان.. فلماذا لاتبادر السلطة المختصة بتشكيل لجنة من مهندسي المسارح من داخل قطاع وزارة الثقافة الرسمي او خارجها؟..
فالمسارح لاتحتاج لمن ينشئ كتل خرسانية، المسارح يلزمها عند أي تطوير لمتخصصين في مجال الفن حتى لاتفقد المنشأة الثقافية حسها الجمالي ومتعتها البصرية وسط جمود المباني،رحم الله السيد راضي وسامحه فقد رفض الكتل الخرسانية..