عدالة عمر أعطت كل ذى حقٍ حقه
الأربعاء 01/مارس/2017 - 12:27 م
امتازت الحقبة التاريخية في بديات الإسلام بأنها من أوج العصور الذهبية التي عاشتها الامة لما شهدته من فتوحات في شتى مجالات الحياة وخاصة العسكرية وعلى يد كبار الرموز الاسلامية ذات البعد الاجتماعي والأخلاقي الكبير من خلفاء راشدين وصحابة أجلاء (رضي الله عنهم أجمعين) بالإضافة إلى مظاهر العدالة والمساواة التي شاعت بين المسلمين وخير مثال على ذلك ما امتازت به الحقبة الزمنية آبان خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حيث انتشرت مبادئ التعايش السلمي، وسادت قيم الإسلام الأصيلة في عموم ارجاء الجزيرة العربية..
فمن أوضح مصاديق ما اشرنا إليه في تلك الحقبة والتي يمكن القول بأنها إحدى الأزمنة الذهبية التي مر بها المسلمون ما يتعلق بموضوع الحقوق الشرعية وكيفية توزيعها بشكل عادل ومنصف فنجد الاهتمام الكبير الذي أولاه الخليفة عمر ( رضي الله عنه) مصادقاً لعدله وشعوره بالمسؤولية العظمى الملقاة على عاتقه وحرصه الكبير على متابعة الولاة والحكام في البلدان القابعة تحت حكمه، فها هو الفاروق يسأل ويحاسب ولاة العراق والقائمين على جباية الأموال ومنهم عثمان بن حنيف الموكل على حفظ بيت المال في العراق..
وكما جاء في التاريخ و الأثر عن الخليفة عمر ما نصه ( فقال عمر لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب ) فلنتمعن جيداً يا مسلمين بمضامين هذه العبارات و حكمتها و عمق إنسانيتها كونها تنم عن عمق الشعور الإنساني و عظم المسؤولية فيما يخص أرامل العراق و فقراء باقي الأمصار العربية الذين لم تخفى آلامهم و معاناتهم عن عيون الخليفة عمر (رضي الله عنه) إلى المستوى الذي وصل به للسؤال عن أحوال تلك الطبقات المعدمة والفقيرة والتي تقبع تحت خط الفقر طبقاً لهذا الكلام الصادر من راعي الدولة وهذا ما يكشف زيف الاتهامات والافتراءات التي يسوقها تنظيم داعش وأئمته بحق عمر بن الخطاب فتارة يتهمونه بأنه أخذ القران من الجان، وتارة يقولون بأنه رأس الفتنة ورمح الشقاق والنفاق فسبحان الله أمثل عمر يتهم بهذه التهم والافتراءات؟ إنا لله وإنا إليه راجعون فيا دواعش الفكر المتطرف والإرهاب العالمي متى كان الخليفة عمر يأخذ القرآن من الجان ومتى كان شديداً وفضاً كما تزعمون وأنه حارب كبار الصحابة أمثال علي وعمار والمقداد وغيرهم؟ ومتى كان لا يعطي كل ذي حق حقه فيغتصب حقوق العباد؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ثم إن من الملفت للنظر أن الخليفة عمر كشخصية اسلامية عرف عنها العدل و الإنصاف والمساواة ومتابعة الولاة ومحاسبتهم كانت الدافع الأساس وراء حادثة اغتياله وقد صرح بذلك عمرو بن ميمون في قوله أعلاه ونختم بما أكده وبالأدلة القاطعة رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (19) من بحثه الموسوم وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري بتاريخ 18/2/2017 فقال المحقق الصرخي: (لا يخفى على العاقل أنه إذا وقعت جريمة فإن المحقق و الباحث وكل عاقل ينظر إلى المستفيد منها وخاصة إذا كان هناك شخص أو جهة مستفيدة و مستفيد أكبر مع وجود تهمة ثابتة واقعاً تدل عليها الأفعال والأقوال والمواقف و هنا جريمة اغتيال رئيس الدولة وخليفة المسلمين واقترن اغتياله مع تصريحه وتعهده في بسط العدل والأمان في العراق و بين أهل العراق)..
الكاتب العراقى حسن حمزة