النقابة في المغارة
على مدار تاريخها ظلت نقابة المعلمين رهنا لحفنة من الأفاقين أو لصوص المال العام ، جعلوها سبوبة لأطماعهم ، وتحولتْ على أيديهم إلى بيزنس ومجالا للهبش والسلب ، بدلا من أن تكون حاميا وسندا لقضايا واهتمامات المعلمين ، لم تكن أبدا نقابة تدافع عن حقوق أعضائها كما هو الحال في معظم النقابات المهنية كالأطباء والمحامين ، كانت وكرا للشللية وأصحاب المصالح ، وحكرا على المرتزقة وعديمي الرؤية والضمير، وسيفا في إيدي الحكومات المتعاقبة تبطش بالمعلمين ،هكذا دائما يراها المعلمون ربما منذ إنشائها. الساعات الماضية حملت في طياتها بشرى سعيدة للمعلمين ، حين استطاع نخبة من المناضلين والمكافحين انتزاع حكم قضائي بإلغاء الحراسة على النقابة ، وإسقاط لجان تيسير الأعمال التي أهدرت أموال المعلمين دون ضابط أو رابط ، وإجراء انتخابات حديدة خلال ستة أشهر .
جاء هذا الحكم التاريخي ، ليعيد الكرة إلى
ملعب المعلمين ، الذين عليهم أن يتكاتفوا من أجل اختيار نقابة من لحمهم ودمهم ، نقابة
حقيقية وليست هياكل ورقية تطوحها الوزارة كما تريد ، فهل يستغل المعلمون الفرصة هذه
المرة ليخرجوا نقابتهم من مغارتها التي تقبع فيها منذ الأزل؟ هل يتخلى المعلمون عن
سلبيتهم المعهودة التي دائما ما يدفعون وحدهم ثمنها ؟ أم كعادتهم سيولون ظهورهم ثم
يبكون بعد ذلك على اللبن المسروق .
· كاتب المقال
·
محمد صفوت
كاتب روائي ومعلم مصري