سيدي الرئيس نحن في الوقت الضائع والتعليم انحدر

في حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية أشار الرئيس إلى وضع التعليم قائلا إنه يتم حاليا الإعداد إلى مؤتمر قومي للتعليم ، وهذا في حد ذاته يعد نبأ جيداً ، شريطة أن يتم الإعداد الجيد لهذا المؤتمر وأن تكون هناك بالفعل نية سياسية من الدولة أن تضع يدها في هذا الملف الصعب والحيوي. لكن الرئيس أوضح بعدها أن التعليم يحتاج إلى سنوات طويلة من أجل إصلاح عيوبه ووضعه المتردي ، وهذه هي المرة الثانية التي يصرح الرئيس بمثل هذا المضمون في تناوله لملف التعليم ، سبق وقال إن التعليم يحتاج إلى ثلاثة عشر عاما ، وربما ظاهريا قد يكون هذا طبيعيا ومنطقيا قياسا بوضع التعليم المتردي ، وإهمال الدولة له ، ورفع يدها عامدة متعمدة عن الإصلاح والتطوير منذ سنوات طويلة،

لكنه على الجانب الأخر سيدي الرئيس ، التعليم المصري انحدر  إلى أخر قاع البئر ، حيث  لا مجال لمزيد من الانحدار ، نحن في أخر سلم الدول ، متقدمة كانت أم نامية أم حابية ، لأن كل هذه الدول أدركت قيمة التعليم  ووضعته في مرتبتها الأولى وقبل كل شىء وأي شىء ، بينما التعليم لدينا أصبح ملفا روتينيا ، يعبث به الوزراء المتعاقبون ، كل منهم يحوم ويناور من بعيد ، دون أن يتدخل ، وإن تدخل بمبضعه المرتعش والذي ينعدم الرؤية ، يعجل بوفاة هذا الجسد المـُسجى والهامد منذ سنين طويلة .

الأمثلة عديدة سيدي لدول كثيرة ، نهضت في سنوات قليلة ، فقط حين توافرت النية والرغبة ، فلندا ، ماليزيا ، أندونسيا ، تركيا وغيرها ، والوضع لدينا لا يحتمل ترف الوقت ، نحن في الوقت الضائع ، والفرصة التي تمر لن تعود ثانية ، ونتمنى أن يكون مؤتمر التعليم الذي أشرت إليه غدا وليس بعد غد ، وأن يتم التحضير الجيد له ، وأن يكون إيقاع إصلاح التعليم بنفس إيقاع تنفيذ المشروعات القومية الكبرى ، وإن قالوا لسيادتك خلال ثلاثة عشر عاما يا أفندم ، فقل لهم صارخا :ـ عام واحد يا أفندم.