أيها المعلمون.. ليتكم تتخذون هذا القرار!
الجمعة 21/أكتوبر/2016 - 10:57 ص
كم أتمنى أن يتخذ المعلمون قرارًا بالتوقف فورًا عن الدروس الخصوصية؛ لاستجلاء حقائق هامة مُغيبة في هذا الإطار؛ ومن ثم وضعها أمام الرأي العام ليُصدر حُكمًا جمعيًا لا ريب فيه بخصوص تلك القضية الشائكة والمتشابكة؛ بما يمهد السبيل للتعامل معها وعلاجها بأفضل السبل المُمكنة..
أوقن تمامًا بأن الطلاب وأولياء أمورهم سيناشدون المُعلمين بكل وسيلة ممكنة حتى يَعْدِلوا عن قرارهم بالتوقف عن الدروس الخصوصية؛ وربما يُشكلون ضغطًا على جهة الإدارة ووسائل الإعلام لإيقاف الهجوم على جموع المُعلمين ونفي اتهامهم بأنهم السبب الأوحد في تفشي هذه الظاهرة، وعندها ستتجه الأنظار ذات اليمين وذات الشمال للبحث عن الأسباب الحقيقية التي أجبرت المجتمع على التعاطي مع الدروس الخصوصية، وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ طرق أكثر موضوعية و واقعية للتعامل مع هذه المُعضلة المؤرقة..
يجب أن يعلم الجميع أن طبيعة المنهج، وكثرة عدد المواد المُقررة، وضخامة حجم المعلومات بالكتب الدراسية، وارتفاع كثافة الفصول الدراسية، وطريقة الإمتحان..الخ، هي من الأسباب المُكرسة للدروس الخصوصية، ويُضاف إليها سلوكيات رديئة من ”بعض“ وليس ”كل“ المُعلمين في عملية التدريس والتعليم، الأمر الذي يشكل في النهاية قوة لا يمكن إيقافها بإرجاع المُشكلة إلى المعلم وحده دون ذكر باقي الأسباب..
أيها المعلمون: يجب أن يُدرك الجميع كل ما سبق عبر التجربة؛ وذلك بتوقفكم فورًا على الدروس الخصوصية؛ لتتضح الصورة بلا تشوهات أمام واضعي السياسات ومتخذي القرارات؛ لوضع معالجة شاملة ومُتكاملة ودقيقة؛ تجعل من المدرسة بيتًا حقيقيًا للتعليم وبناء الأجيال..
عبد القادر مصطفى عبد القادر
كاتب وتربوي