السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الدروس الخصوصية.. وزيادة رواتب المعلمين

الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 11:48 ص

جانب ليس بالهين من دوافع الدروس الخصوصية يتمثل في العند، ردًا على مواقف فيها تقليل وامتهان لشخص المعلم ومهنته؛ تأتي من قبل وسائل الإعلام، أو من أساليب المُتابعة والتوجيه والتقويم..
 
يتم إشعار المُعلم في كل لحظة أنه على جانب ما من التقصير؛ حيث يتم البحث عن هفواته لتضخيمها، في حين يتم السكوت عن حسناته وتحجيمها، ولذلك يستشعر المعلم عدم الموضوعية في التعامل معه مهنيًا وإنسانيًا؛ فليجأ للرد بطريقته الخاصة؛ ليقول للمجتمع بلسان الحال أنتم من ستأتون إليّ متوسلين حتى أوافق على إعطاء أولادكم درس خاص..
 
المُعلم كائن بشري يبحث عن التقدير والتشجيع والشعور بالكرامة، فإن فقده في المدرسة بحث عنه في الدرس الخاص وكتابة المذكرات؛ ليقول للناس أنا موجود ولي قيمة وأنتم من ستحتاجون إليّ..
 
ما أود قوله أن ظاهرة الدروس الخصوصية ليس علاجها الأوحد هو زيادة رواتب المُعلمين، ولكن يكمن أحد عناصر علاجها المُهمة في استفزاز الإنسانية في نفوس المعلمين؛ برفع مستوى التعامل معهم؛ بتقديرهم أدبيًا؛ بتحصينهم من الإهانة في محل عملهم؛ بمنحهم صلاحيات للتعامل مع انحرافات الطلاب؛ بمنحهم الثقة في أنفسهم؛ بالرقابة الذاتية على أنفسهم؛ بأن يكون لهم صوت مسموع في مدارسهم؛ باختيار أفراد المتابعة عليهم بعناية فائقة؛ بحيث لا يُتابع المعلم من هو أقل منه فكرًا ووظيفة وثقافة..
 
حين يشعر المُعلم بأنه إنسان له كرامة ومهابة في مدرسته ومجتمعه سيتغير من الداخل للأفضل وبالتالي سيتطور أداؤه وإنتاجه، وذلك يحتاج إلى قرار يرفع قيمة المعلم في وجوه الجميع.
عبد القادر مصطفى عبد القادر
كاتب وتربوي