هل لازال شهر رمضان للروحانيات؟
شهر رمضان من أشهر العبادات التي يُحرم فيها الإثم ويعلو فيه صوت الدعاء، هكذا تعلمنا وقالت ولاتزال المنابر في كل مسجد وزاوية. لكن الواقع يروي عن غش متفاقم وسرقة بكل العنف في كل وقت من أوقات النهار وكل يوم. بداية، الثانوية العامة سرقت الأضواء بغش محترف سواء بتسريب الامتحانات من داخل الوزراة أو من خارجها بمعرفة الأهالي الذين سهلوا لأبنائهم كل وسائل الغشُ من تكنولوجيا ورشوة وترهيب للمراقبين. ثم العنف في الشوارع خاصة مدينة نصر بسرقة حقائب السيدات وسحلهن في الشوارع بسيارات أو دراجات نارية. أضف سرقة الهواتف المحمولة خاصة من عصابات النشالات على محطات ترام الإسكندرية. عنف وغش لا يبالي فيه المجرمون بأخلاقيات ولا فقدان أرواح أو إصابات.
هذا الغش والعنف
والسرقة بلا رادع ولا وازع، دلالة على مجتمع ودولة في حالة سيئة، على انعدام ضمير وأخلاقيات
وأنانية تهدد كل الأساسيات وتجعل من المجتمع غابة يسودها المجرم غشاشًا كان أو لصًا
أو نشالة. على من تقع مسؤولية هذا التردي؟ على الجميع، على المجتمع الذي يحترم من يحصل
على أعلى الدرجات ولو بالغش، ويُعلي من يكنز الملايين ولو بالسرقة والنصب. وعلى الدولة
التي تثق بمن يُنافق ويُفبرك وتُوليه وتُؤبده على كرسيه. الأمن عليه من اللوم نصيبٌ،
صحيح أنه مضغوط ومشتت لكن لا يمكن إعفائه كلية من هذا التدهور.
إزداد الغش في رمضان، واستفحلت الجرائم بكل أنواعها، إلى أين نحن ذاهبون؟!!
* كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود
أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس
www.albahary.blogspot.com Twitter: @albahary
Prof.
Hossam M.A. Fahmy