الخميس 02 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الغش في الثانوية العامة.. الأسباب والحلول

الإثنين 30/ديسمبر/2024 - 11:42 ص

موضوع الغش في الثانوية العامة والتداول عبر منصات مثل تليجرام يعكس مشكلة كبيرة تتداخل فيها عدة جوانب اجتماعية، سلوكية، أمنية وأخلاقية. هناك العديد من الأسباب التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة، وهي تشمل:

أسباب الغش من الناحية السلوكية: السلوكيات الخاطئة التي تنشأ من شعور الطلاب بالضغط الشديد لتحقيق نتائج في وقت محدود ووسط تنافسية غير صحية، غالبًا ما تدفعهم إلى اللجوء إلى الغش. هذا سلوك غير مسؤول ناتج عن تربية غير سليمة أحيانًا أو نتيجة للضغط الاجتماعي الذي يفرضه المجتمع على الطلاب للحصول على درجات عالية.

أسباب الغش من الناحية الاجتماعية: المجتمع أحيانًا يعزز قيم النجاح السريع دون بذل الجهد الكافي، مما يدفع الطلاب إلى البحث عن طرق مختصرة للنجاح. عندما يرون أن الغش ليس له عواقب حقيقية أو عندما يشهدون على نجاح الآخرين بطرق غير شرعية، فإن هذا يعزز ثقافة الغش ويجعله سلوكًا مقبولًا في أذهانهم.

أسباب الغش من الناحية الأخلاقية: الثقة بالنفس والوعي الأخلاقي يتراجعان عندما يصبح الغش أسلوبًا شائعًا، مما يؤثر على القيم المجتمعية. عدم وجود عقوبات رادعة يجعل الطلاب لا يقدرون أهمية الأمانة والصدق، وينظرون إلى الغش كوسيلة لتحقيق الأهداف دون التفكير في العواقب طويلة المدى.

أسباب الغش من الناحية الأمنية: من ناحية الأمن، هناك خلل في الرقابة على الامتحانات. تسريبات الامتحانات عبر الإنترنت (مثل تليجرام) تعكس ثغرات أمنية في الطريقة التي تُنظم بها الامتحانات. فعدم وجود تدابير كافية لحماية الامتحانات وإغلاق القنوات التي يتم من خلالها تسريب الأسئلة يؤدي إلى تفشي الظاهرة.

طرق الوقاية والحلول:

1. استخدام أجهزة التشويش: من الضروري تثبيت أجهزة تشويش على الهواتف المحمولة داخل اللجان. يمكن لهذه الأجهزة تعطيل الإشارة وإيقاف قدرة الطلاب على استخدام الأجهزة للغش.

2. تقنيات حديثة للرقابة: يجب أن تكون الفصول مجهزة بكاميرات مراقبة لتوثيق عملية الامتحان، مما يعزز من مراقبة الطلاب ويردعهم عن التفكير في الغش.

3. إيقاف التطبيقات التي تسهل الغش: من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة على التطبيقات مثل تليجرام وغيرها، التي تُستخدم في تداول  الامتحانات، من خلال حظر هذه التطبيقات داخل محيط المدارس خلال فترة الامتحانات.

4. التفتيش الجيد: التفتيش الأمني الصارم للطلاب قبل دخولهم القاعات مهم جدًا لضمان عدم إدخال أجهزة إلكترونية. فالعصا الالكترونيه لا تكفي  ويجب أن يتضمن التفتيش تفصيلًا لا يُترك مجالًا للشك.. ولكن دون خدش حياء الطلاب

5. دور المؤسسات الدينية والإعلامية والدرامية: من المهم تكثيف التوعية الأخلاقية والدينية عبر خطب المساجد، برامج الإعلام، والمحتوى الدرامي الذي يسلط الضوء على مخاطر الغش وأثره السلبي على الفرد والمجتمع. ينبغي أن تعمل هذه المؤسسات معًا لتعزيز القيم الأخلاقية وتوفير بيئة تحارب الفساد الفكري والسلوكي.

6. دوريات أمنية حول المدارس: نشر قوات أمنية حول المدارس خلال فترة الامتحانات لضمان عدم حدوث مثل ما حدث العام الماضي بوقوف بعض أولياء الأمور وتمرير الاجابات لزويهم داخل اللجان وايضا ربما يسبب بعض الاحراج او الخوف للمراقبين أو حدوث مشاكل خارج قاعات الامتحانات. هذا يوفر بيئة آمنة للطلاب ويزيد من فاعلية النظام الأمني.

الدمج بين المؤسسات: 

من الضروري دمج المؤسسات التعليمية، الدينية، الإعلامية، والأمنية لمواجهة ظاهرة الغش. التعاون بين هذه المؤسسات يمكن أن يساعد في نشر الوعي الثقافي والأخلاقي، وتقوية النظام الأمني لحماية الامتحانات.

تغيير ثقافة المجتمع: 

إصلاح الثقافة المجتمعية التي تعطي الأولوية للنتائج على حساب الجهد أمر أساسي. إذا تم تعزيز القيم التي تشجع على العمل الجاد والصدق، فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الطلاب ويحد من انتشار الغش..

تتطلب مكافحة الغش في الثانوية العامة جهودًا متعددة ومتواصلة تشمل تأمين الامتحانات، الرقابة الصارمة، وزيادة الوعي الأخلاقي. يجب أن تعمل المؤسسات المختلفة معًا لإيجاد حلول فعّالة تواجه هذه الظاهرة من جميع جوانبها، من السلوك إلى الأمن والوعي المجتمعي.