حين يضرب المعلم تسقط الدولة
التدريس أصبح مهنة انتحارية يمارسها من
كتب عليهم الشقاء .. يتحمل المعلم أخطاء المجتمع في التربية و انحدار الذوق العام
.. وفشل الأسرة المصرية في تحصين أبنائهم من التطرف الفكري .. و فشل الدولة في الاعتناء
بالمعلم و تقديم الدعم المالي و التنمية المهنية و الحسم مع حالات العنف ضدهم .. و حظر استهداف المعلم و التقليل
من شأنه من قبل الإعلام و الذي يمارس للاسف
ممن تواجدوا بالخطأ في برامج دون أن يكون لديهم العلم أو الموهبة فنالوا جميعا من معلم
يؤدي واجبه تحت تهديدات قياداته و أولياء الأمور
و الطالب و ارهاب الدولة للمعلم حين يخطأ أو ينفعل ..
ونتج عن ذلك افتقد المعلم للدعم الوظيفي أو المجتمعي
و بات وحيدا يواجه مصير موحش لا يرحم .. ماذا لو ضرب قاضي أو رجل شرطة أو جيش أو وزير
من موظف لديه أو عميل بالتأكيد ستنقلب الدنيا و سيتحدث الجميع عن هيبة الدولة .. و
ستفرد الصفحات بالمنشيتات الحمراء العريضة منددة بالاعتداء و مطالبة بالقصاص و لأصبحت
برامج التوك شو منتديات ضد الفعل الإجرامي ..
دعوني طالب ضرب مدرس .. طالب طعن مدرس
.. طالب اغتصب مدرسة متعاقدة خارج محافظتها لأن موظف بدرجة وزير قرر معاقبة جميع المعلمين بالتعيين بعيدا عن محافظتهم دون دراسة أو وعي
.. يا وزارتنا التائهة بين تنفيذ الأوامر كالعبيد و بين انكار الأخطاء و الجرائم التي
ترتكب ضد معلم كل ذنبه أنكم تخليتم عنه .. و صدرتم متحدث اعلامي مهمته تجميل وجه قبيح
..
و خبراء ينقلوا التجربة اليابانية لدولة مدارسها من العصور الوسطي و قيادتها من عقود غابرة فقط لأن الرئيس زار اليابان ! أقول لوزيرنا كرر نفس الاكلاشيهات عن تطوير التعليم ولكن قل لنا أي تعليم ؟ ! و أية مناهج و المعلم يحصد ثمار فقدانكم التواصل و الرؤية لمستقبل البلاد ؟! ولمن يبرر أن الدروس الخصوصية نالت من صورة المعلم أقول تلك خيبتكم و ذلك عاركم .. لأن المعلم لا يعطي الدروس من قبيل الوجاهة بل للعوز و لأن مرتبه لا يكفيه أياما .. و ليس هذا سبب العنف و إلا كيف نفسر عنف طلبة الدبلومات ضد معلميهم لو فكر المعلم لفت نظر الطالب لخطأ ارتكبه . أقيلوا الوزير ليعلم من بعده أن المهمة ليست ترف ، و أن المعلم كرامته فوق الجميع ..