وزير التربية والتعليم يكشف عن خطة إعادة هيكلة المرحلة الثانوية لتقديم عملية تعليمية جيدة

ألقى السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بيانًا أمام مجلس النواب في جلسته العامة برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، تناول فيه رؤية الوزارة وخطتها لتطوير التعليم وتعزيز جودته، في الفترة من يوليو 2024 حتى أكتوبر 2024.

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم أن مصر تضم أكبر منظومة تعليم قبل الجامعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس الحكومية والخاصة للعام الدراسي 2023/2024 بلغ 25 مليونًا و494 ألفًا و232 طالبًا. وأوضح أن عدد المعلمين يبلغ 843،490 مع وجود عجز يقدر بنحو 665 ألف معلم، ويصل عدد الفصول إلى 550 ألف فصل، بينما يتطلب النظام بناء 250 ألف فصل جديد لتغطية احتياجات الطلاب.

خلال عرضه أمام البرلمان، استعرض  وزير التربية والتعليم التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وكذلك الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الوزارة للتغلب عليها، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات جاءت بعد زيارات ميدانية متعددة للمحافظات، ولقاءات مع مديري الإدارات والمدارس والمعلمين، بالإضافة إلى استشارات الخبراء والموافقة من مختلف أطراف المنظومة التعليمية، كما أكد أن الحلول المقدمة تتماشى مع احتياجات كل إدارة تعليمية.

إعادة هيكلة المرحلة الثانوية تستند إلى المعايير العالمية

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم أن رؤية الوزارة لإعادة هيكلة المرحلة الثانوية تستند إلى المعايير العالمية بهدف تحسين العملية التعليمية. تهدف هذه الهيكلة إلى توفير عدد كافٍ من ساعات التدريس للمواد الأساسية، مما يمنح المعلمين الوقت الكافي لتدريس المحتوى وتنمية مهارات الطلاب، في إطار زمني يضمن إنهاء المنهج في الوقت المحدد. كما شدد الوزير على أهمية مواكبة التعليم لتغيرات سوق العمل السريعة.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن عملية الهيكلة تعتمد على أسس علمية، بعد مراجعة خبراء متخصصين، حيث تم توزيع المواد الدراسية بشكل متوازن يتماشى مع نواتج التعلم، مع تجنب تكرار المحتوى أو تحميل الطلاب عبءًا معرفيًا زائدًا.

تقليص المواد الدراسية في المرحلة الثانوية

وفي هذا السياق، أوضح محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم أنه تم تقليص المواد الدراسية التي يدرسها الطلاب في المرحلة الثانوية، حيث كان يتم تدريس 32 مقررًا على مدى ثلاث سنوات، بينما الآن يتم دراسة 6 مقررات فقط في الصفين الأول والثاني الثانوي، و5 مواد في الصف الثالث الثانوي (شهادة الثانوية العامة). كما تم زيادة المدة المخصصة لكل مادة لتصل إلى المعدلات العالمية.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن الإجراءات التنفيذية تمت من خلال دراسة مقارنة للأنظمة التعليمية في أكثر من 20 دولة، أعدها فريق مكون من 120 أستاذًا باحثًا من كلية التربية. وقد أظهرت الدراسة أن عدد المواد الدراسية في هذه الدول يتراوح بين 6 إلى 8 مواد سنويًا، حيث يدرس نظام IGCSE بين 8 إلى 10 مواد خلال 3 سنوات، بينما يدرس نظام International Baccalaureate (IB) 6 مواد خلال عامين.

إعادة صياغة المحتوى المعرفي لتعزيز الهوية الوطنية

كما أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم على أهمية إعادة صياغة المحتوى المعرفي لتعزيز الهوية الوطنية، من خلال تضمين تاريخ مصر والموضوعات القومية في المناهج. ويهدف النظام الجديد أيضًا إلى تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل، مع التركيز على دراسة لغة أجنبية واحدة وزيادة حصصها لإتقانها.

وفي إطار تطوير المناهج، ذكر وزير التربية والتعليم أنه يتم حاليًا تحديث مناهج التربية الدينية بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، لتضمين القيم والمبادئ المشتركة. وأكد أنه تم إصدار قرار بتدريس مواد الهوية الوطنية، مثل اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية، في جميع المدارس التي تمنح شهادات دولية أو أجنبية، كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية وترسيخ الانتماء لدى الطلاب.