الفترة الثانية بالجيزة.. أزمة مشتعلة.. أولياء الأمور يعترضون ويحذرون من تدمير العملية التعليمية
الأحد 01/نوفمبر/2015 - 09:18 ص
تشهد المدارس التجريبية في محافظة الجيزة التي طبق بها نظام الفترتين حالة استياء بين أولياء أمور التلاميذ نتيجة انخفاض المستوي التعليمي لأبنائهم في المدارس بسبب تقسيم الدراسة لفترتين في عدد من المدارس التجريبية في مناطق الهرم والعمرانية وارتفاع الكثافات بالمدارس.. إضافة إلي حالة التخبط التي أصابت حياتهم نتيجة إلحاق أبنائهم بالفترة الدراسية الثانية.
وكشف الخبراء أن هناك حلولا جذرية لتلك الأزمة حبيسة في أدراج القيادات بوزارة التربية والتعليم ومدرجة بالخطة الاستراتيجية للوزارة موقعة من رئاسة الجمهورية تتضمن التوسع الرأسي في المدارس وبناء أخري بمناطق أكتوبر مع تخصيص أتوبيسات لنقل وعودة التلاميذ من وإلي منازلهم.
أوضح عادل عبدالرحيم - مدرس لغة عربية - أن هذا النظام أدي إلي أعباء كثيرة علي ولي الأمر والطالب وأنه لا يجوز إرضاء الناس علي حساب العملية التعليمية مشيرا إلي أن ذلك تسبب في توجه معظم أولياء الأمور إلي المدارس الخاصة بعد أن فقدت المدارس التجريبية رونقها بزيادة الكثافات من ناحية وقلة عدد ساعات اليوم الدراسي مما يؤدي إلي فوضي في العملية التعليمية.
وقال جاد إبراهيم، ولي أمر طالب في رياض الأطفال بمدرسة أم الأبطال التجريبية: إن قرار إلحاق نجله بالفترة الثانية أدى إلى حدوث ارتباك في عائلته لأنه أصبح مطالبا باصطحاب نجله في فترة الظهيرة إلى المدرسة وهو وقت يكون به في عمله، إضافة إلى أن نجله حينما يعود لبيته لا يكون أمامه إلا وقت قصير للمذاكرة.
وأضاف أن المدرسين أنفسهم في المدرسة في حالة استياء لأن القرار لم يؤد لانخفاض الكثافات في الفصول بل أدى إلى تخفيض أعداد المدرسين في الفصول.. كما أن التلاميذ لن يكون بإمكانهم الحصول على كورسات تعليمية كاملة بسبب انخفاض الوقت الدراسي.
قال د. مخلص محمود، عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، "إن فكرة التخلص من الكثافة بالفصول تتلخص في بناء مدارس جديدة، وليس الاتجاه إلى تقسيم اليوم الدراسي لفترتين من أجل تخفيف الحمل على الطلاب والمعلمين، وسنري العديد من المشاكل كعدم توافر معلمين للفترة الثانية لأن معظم المعلمين يعطون دروساً خصوصية، ومن هنا سنقوم بتدمير المستوي التعليمي لطلاب الفترة الأخرى".
وأضاف متسائلا كيف لأطفال في مراحل عمرية صغيرة أن يذهب للمدرسة الساعة 12 ظهرا ويعود الساعة 5 مساءن ومتي سينال قسطا كافيا من النوم وأيضا كيف سيقوم بإنهاء مذاكرته؟!، ولهذا فهو يعد حلا مسكنا فقط لتخفيف الكثافة وليس أكثر، ولكنه قرار خاطئ، ويجب على الوزارة التراجع عن هذه القرارات لأنه في النهاية سيتم إلغاؤه كالعديد من القرارات الأخري التي كانت غير مدروسة.
أكد د. عبدالعظيم صبري، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان، أن الفترة الثانية أمر مدمر للتعليم المصري لأن اليوم الدراسي الصحيح يبدأ منذ الصباح وينتهي خلال فترة الظهر على أن يعود الطالب من أجل أن ينال قسطا من الراحة، ومن ثم العودة للمذاكرة، وأيضا تتيح له فرصة ممارسة أي نشاط، ومن هنا يستفيد الطالب باليوم كاملا، ولكن الفترة الثانية ستدمر اليوم بالكامل، لأنها تبدأ من منتصف اليوم ولن يستفيد الطالب سواء باليوم الدراسي أو المذاكرة أو حتي حضور دروسهم الخصوصية، ومن هنا سترتفع نسب الغياب بهذه الفترة ولن يهتم المعلم بالحضور.
كشف طارق نورالدين، المساعد السابق لوزير التربية والتعليم، أنه توجد خطة لمعالجة تلك الأزمة المتوقعة من ارتفاع الكثافات في بعض مناطق الجيزة حبيسة الأدراج بوزارة التربية والتعليم وهي تشمل التوسع الرأسي وبناء مدارس بأكتوبر يخصص لها أتوبيسات لنقل وعودة التلاميذ من منازلهم، موضحا أن تلك الخطة موجودة داخل الخطة الاستراتيجية للتعليم المصري، مناشدا في الوقت ذاته الدكتور الهلالي الشربيني بالتدخل وتفعيل الخطط الاستراتيجية الهادفة لمعالجة أزمة الكثافات داخل الفصول بمحافظة الجيزة، محذرا في الوقت ذاته من الاعتماد على سياسة المسكنات التي سوف تصدر الأزمة للفترة القادمة وتدمر التعليم المصري.
بثينة كشك، وكيل أول الوزارة بالجيزة، أكدت أن المديرية حصلت على موافقة الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق، على قرار تطبيق الفترة الثانية، موضحة أن القرار جاء نتيجة ضغوط شديدة من أولياء الأمور وصلت لدرجة التظاهر، مطالبين بإلحاق أبنائهم بالمدارس التجريبية، مشيرة إلى أن عدم تطبيق نظام الفترة الثانية كان سيؤدي إلى عدم قبول ما يصل إلى 25 ألف تلميذ تقدموا للالتحاق بالمدارس التجريبية بمحافظة الجيزة من جملة 46 ألفاً تقريبا تقدموا للمدارس التجريبية.