الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

محمد فودة : نقابة المعلمين أشهرت إفلاسها!!

الثلاثاء 05/مايو/2015 - 01:56 ص
السبورة

إذا كانت الدولة تعاني عجزاً في موازنتها العامة نتيجة لزيادة الاستيراد وندرة التصدير الأمر الذي اضطرها للاستعانة بأموال أصحاب المعاشات لسد عجز هذه الموازنة.. فأين ذهبت أموال النقابات المهنية؟!

نقابة المعلمين أشهرت إفلاسها لأول مرة. وذهب أصحاب المعاشات لصرف مستحقاتهم التي من المفترض أن يحصلوا عليها في أول أبريل الماضي فلم يجدوا في خزينتها الموجودة بوزارة التربية أموالاً.. قال لهم المسئولون: وصلتنا بعض الأموال فصرفناها للحاضرين.. وانتظروا لأول مايو.. وعندما سألوا المختص قال لهم: ذهبنا للبنك فلم نجد فيه أموالا للنقابة فرجعنا بخفي حنين!!

معاش نقابة المعلمين هزيل لا يساوي ما بذله المعلم علي مدي ما يقرب من 40 عاماً.. ففي كل ثلاثة أشهر يتم الصرف له بواقع 350 جنيهاً عن هذه المدة.. بما يعني أن معاشه 118 جنيهاً شهرياً!! رغم أن اشتراكه في النقابة كان يستقطع من المنبع.. والسؤال هنا: أين ذهبت أموال المعلمين؟! ولماذا وقعت النقابة في هذه الضائقة المالية؟!

السؤال موجه إلي نقيب المعلمين.. فالمفروض أن كل معلم قد خصم من مرتبه حق النقابة مقدماً.. فهل وزارة التربية والتعليم مُدينة للنقابة ولم تحول لها المبالغ المستحقة عليها؟! أم أن هناك شيئاً ما خطأ حدث في النقابة يؤخر حصول المعلمين علي حقوقهم في المعاش رغم أنه مبلغ لا يستحق هذا العناء؟

نرجو أن يصلنا رد النقيب ويحدد لنا فيه متي يصرف جميع المعلمين معاشاتهم؟!

وإذا كان هذا حال نقابة المعلمين العاجزة عن صرف معاش شهري قدره 118 جنيهاً للمعلم.. فإن حال نقابة التجاريين أكثر بؤساً عن حال نقابة المعلمين.. تصوروا أن عضو نقابة التجاريين يظل يدفع للنقابة علي مدي ما يقرب من 35 عاماً آلاف الجنيهات كاشتراكات شهرية فيها.. وبعد هذا العمر الطويل يفاجأ بأن النقابة تدفع له معاشاً 200 جنيه في العام.. مرة أخري 200 جنيه علي مدي السنة كلها.. فلو قسمنا هذا المبلغ علي12 شهراً لوجدنا أن المعاش لعضو النقابة أقل من 17 جنيهاً شهرياً!!

يا فرحتك وسعادة حضرتك عضو نقابة التجاريين بالـ 17 جنيها.. يعني ثمن نصف فرخة أو ثمن 2 كيلو فاكهة.. وإذا جاء موسم المانجو تستطيع ان تصرف هذا المعاش في كيلو واحد من هذه الفاكهة!!

الغريب أنك تذهب إلي نقابة التجاريين فتجد فيها حشداً هائلاً من الموظفين.. وإذا سألتهم عن شيء يعاملونك كأنك متطفل عليهم.. لماذا هذا الحشد الهائل من الموظفين يا نقيب التجاريين؟! هل كل هذا ليفرح التجاري بعد احالته إلي المعاش بالـ 17 جنيهاً!! أفضل لهذه النقابة أن تغلق أبوابها وتسرح الموظفين العاملين فيها.. وكل عضو في النقابة مستعد أن يتنازل عن هذا المعاش الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!!

نأتي لنقابة الصحفيين وأمرها أيضا غريب.. فهي النقابة الوحيدة التي لا تعطي معاشاً للصحفي بعد بلوغه سن الستين إذا وجد عملا يعمله بعد هذه السن.. تقول للصحفي: أنت يا أخي وجدت عملاً تأخذ منه مكافأة ما صغرت أم كبرت فلا تستحق أن تأخذ المعاش!!

لسان حالهم يقول: كونوا مع القاعدين في البيوت لتلازموا القواعد من النساء وعندئذ نصرف لكم معاشكم!!

نأمل من نقيب الصحفيين الجديد الأستاذ يحيي قلاش أن يحل لنا هذه المعضلة في فترة قيادته الأولي للنقابة.. لعله يوفق في ذلك.

*مقال الكاتب الصحفي الكبير محمد فودة " من الواقع " بجريدة المساء