شاهد.."كفيف" يدير مدرسة للصم والبكم بالمحلة
السبت 27/ديسمبر/2014 - 02:17 م
بالرغم من الظروف الصعبة التي يعاني منها البعض نتيجة فقدان حاسة البصر تمكن رجل كفيف من العمل كمدير لمدرسة للصم والبكم بمدينة المحلة الكبرى، في سابقة هي الأولى من نوعها، هو علاء عايد، مدير مدرسة الأمل الثانوية الفنية للصم والبكم بمدينة المحلة، والذي يعد أول مدير كفيف لمدرسة تعد ذات طبيعة خاصة، نظرًا لكون طلابها من فاقدي حاستي السمع والنطق.
وللوهلة الأولى تتبادر للذهن تساؤلات عديدة حول كيفية التعامل بين مدير مدرسة كفيف وبين طلاب فقدوا حاستي السمع والنطق، فتلك التجربة الجديدة كانت مثار جدل من قبل الكثيرين لكنها كانت بمثابة تحد له.
وقال علاء عايد، إنه قبل توليه منصب مدير المدرسة، كان يعمل عضوًا بجهاز الرقابة والمتابعة بمكتب وكيل وزارة التعليم بالغربية، وعندما جاءته الفرصة ليدير المدرسة، راهن البعض على فشله في تلك التجربة، نظرًا لصعوبة تعامله مع الصم، لكنه قبل التحدي.
ولم يكن هذا التحدي مجرد فكرة، فقد ترجمه فيما بعد إلى نتائج إيجابية، سواء من الناحية التعليمية أو الأنشطة المختلفة، فقد حصلت المدرسة في العام الدراسي الماضي، على المركزين السابع والتاسع في دبلوم المدارس الثانوية الفنية للصم والبكم على مستوى الجمهورية، وكذلك حصلت المدرسة على الميدالية الذهبية على مستوى الجمهورية في مسابقة فرسان الإرادة والتحدي في الوثائق والمكتبات، والمركز الأول في الصحافة المدرسية على مستوى الجمهورية، وفي التربية الخاصة للإعاقات الثلاثة، وكان لذلك أثره الإيجابي لدى المدير الكفيف ودفعه للأمام.
وبعد عناء عمل طوال اليوم، يعود علاء عايد لمنزله، حيث الفصل الثاني من القصة، والذي يحتوي أبرز هواياته واهتماماته، فرغم إعاقته، لكن ذلك لم يمنعه من مسايرة العصر ومتابعة أهم وأبرز الأخبار من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
كل ما فات ربما يستوعبه الكثيرون لكن ما لم يستطع أحد استيعابه أن يقوم كفيف البصر بالتصوير، فالتصوير الفوتوغرافي إحدى الهوايات التي يمارسها علاء عايد منذ صغره، على الرغم من إعاقته، وسبق له أن أقام معرضان للصور الفوتوغرافية، افتتحهما محافظا الغربية السابقين، المستشار فكري عبد الحميد، والمستشار ماهر الجندي، حيث يعتمد في التصوير على أصوات الأشخاص أو انعكاسات الهواء.