السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

دورة إعداد المعلم الجامعى وجودة أداء عضو هيئة التدريس

الأربعاء 20/أغسطس/2014 - 03:42 ص

كانت فى السابق تُقام دورة تدريبية عن إعداد المعلم الجامعى شاملة ،ومتكاملة كافة الأساليب التربوية ،والنفسية، واستراتيجيات التعليم المتنوعة التى تخدم المعلم الجامعى أو عضو هيئة التدريس بالجامعة ، وكانت مُخصصة للهيئة المعاونة المعيد والمدرس المساعد لمدة أسبوعين بشكل متواصل . وقد حالفنى الحظ أن أحصل على تلك الدورة التدريبية التى كانت إثرائية، وفى كل يوم تتضمن الجديد والجديد من مستجدات المعرفة ، وانبهرت بحلقات التواصل المتنوعة بين قاعات التدريس بالدورات ، فكنا ننقسم إلى مجموعات منفصلة نتلقى قسط من التدريس فى إحدى موضوعات التعلم ،ولتكن فنيات التواصل مع المتعلمين ثم نعاود فى لقاء موسع مع كافة القاعات ، ونتبادل الرؤى، والتوجهات فيما بيننا حتى نصل إلى توصيات فى هذا الموضوع . وهكذا كل يوم كان فيه الجديد . وكانت قاعات التدريس المصغر من أروع ما يكون حيث يمثل المعلم الجامعى دوراً يقوم فيه بتدريس موضوع ما ، ويتم تصوير أداءه ثم يرى ما قام بتمثيله على الشاشات ، ويعرف نقاط القوة والضعف فيما تم عرضه ، ثم يتم تمثيل الموقف التدريسى مرة أخرى بعد أخذ التوجيهات من رائد الدورة الخاص بقاعة التدريس المصغر الملتحق بها حتى يصل إلى المعايير والمستوى المطلوب من الأداء . الأمر لا ينتهى عند هذا الحد بل يتم تقييمه من الحضور من بقية الزملاء، وإعطاء وجهات نظرهم بكل حب وبهجة وتعاون مثمر . الدورة على مدار الأسبوعين خلية نحل تعمل دون كلل أو ملل .

ومثلما كانت ثمة حفلة افتتاح للدورة يتم استقبال فيها جميع الملتحقين بالدورة من الهيئة المعاونة بالجامعات ، كانت أيضاً حفلة اختتام توزع فيها جوائز قيمة للآوائل من المتدربين من الهيئة المعاونة بالجامعات فى كافة مجالات الدورة التدريبية . ويتم تكريم الأوائل الدورة بتعينهم رواد فى العام التالى بشرط أن يكون عضو هيئة تدريس بوظيفة مدرس أو يتم تعينه رائد مساعد إن كان من الهيئة المعاونة ،ولم يحصل على الدكتوراة حتى لا تضيع فرصة الاستفادة من خبرته فى الدورة.

ومثلما كنت ذو حظٍ عظيم بالالتحاق بدورة إعداد المعلم الجامعى قبل أن يتم إلغائها لأسباب غير معروفة ،وظروف غامضة ، أسعدنى الحظ أن ُأعين بها رائدة عندما تفوقت وقتما كنت متدربة بها . بل أحسب أننى تعلمت أساسيات التدريب المتميز من تلك الدورة التدريبية .

ولكن كانت من سلبيات الدورة التدريبية أن هناك الكثير من المتدربين من الهيئة المعاونة كانوا متضررين لارتباطهم بأعمال أخرى ، فكاونوا كثيرى الشكوى لماذا أسبوعان ؟ لدينا شغل بأموال طائلة فى الخارج عيادات ، وأعمال هندسية ، وأشغال أخرى .....

كنت أسمع ذلك من متدربين ساهموا من أجل أغراضهم الشخصية فى إلغاء دورة إعداد المعلم القيمة ،والمتميزة لأنهم لا يريدون أن يتعلموا فنيات المهنة ، ويتحججون هذا وقت ضائع لنا لأننا تخصصات أخرى لا نريد البعد التربوى .

ودعونى أتساءل بصوت عالى ماذا تفعل فى حلقات التدريس مع طلابك عندما تحصل على الدكتوراة ،وتصبح عضو هيئة تدريس مالم تحصل على فنيات التدريس واستراتيجيات التعليم والتعلم وفنيات التواصل ، ودراسة الُبعد النفسى والاجتماعى والخلقى لطلابك وطالباتك ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

للأسف استجابت رئاسة الجمهورية وقتها- لأن تلك الدورة كانت بقرار جمهورى - ، وتم إلغائها وخسرت الجامعات دورة متميزة فى إعداد، وتأهيل معلم الجامعة على أسس، وفنيات وأخلاقيات المهنة ، ولا يمكن أن يعوضها دورات أخرى فقد كانت قيمة، ومتميزة ومنظومة متكاملة لإعداد المعلم الجامعى .

ونأمل من رئاسة الجمهورية إعادتها مرة أخرى لأنها فتحت أفاق كثيرة للمعلم الجامعى، ومن أهمها رسالته السامية والخلقية فى إعداد مواطن المستقبل وفقاً لتوجهات الدولة ،واحترام هيبتها والحفاظ على كرامتها وصيانتها .

وفق الله الجميع لصالح هذا البلد الأمين بعيداً عن المآرب الشخصية .

*كاتب المقال

الدكتورة فاطمة الزهراء سالم محمود

أستاذ أصول التربية المساعد والسياسات التعليمية

كلية التربية –جامعة عين شمس