الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
ثقافة وفن

كتاب جديد للحمامصي بعنوان "هموم نساء مصر بين يدي رواد النهضة"

الأحد 02/فبراير/2020 - 07:27 م
السبورة

صدر للكاتب الصحفي محمد الحمامصي كتابًا بعنوان"هموم نساء مصر بين يدي رواد النهضة" أعده للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الحادية والخمسين هذا العام.

 

حمل الكتاب مشكلات القراء عبر رسائلهم إلى باب"مشكلة الأسبوع" بمجلة"الاثنين" الصادرة عن مؤسسة دار الهلال في فترة الثلاثينيات والأربعينيات وردود رواد قوى مصر الناعمة من المفكرين والمبدعين عليها آنذاك وكان أبرزهم توفيق الحكيم وعباس محمود العقاد، ومحمد فريد وجدي، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمود تيمور، وزكي طليمات، وإبراهيم ناجي، وإبراهيم المصري، ومحمد عبد القادر حمزة، وعائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، ومحمد زكي عبد القادر، ومحمد صبري، وعلي أدهم، وسليمان نجيب، وعبد الرحمن صدقي، وشوكت التوني المحامي، وأمير بقطر، وغيرهم من الأساتذة الذين تتلمذوا على أيديهم لاحقًا.

 

ويكشف تحليل ومناقشة رواد النهضة لمشكلات القراء ورسائلهم في تلك الفترة عن حرصهم أياما الحرص على الاهتمام بهموم الفرد في المجتمع، حتى أن المجلة كانت تنتدب أكثر من مفكر للرد على مشكلة واحدة، فيتضمن الرد عليها أكثر من نصيحة واثنين وثلاثة، ما يبرز مدى تواصل النخبة مع المجتمع المصري في تلك الحقبة ودورها الفاعل في حياتهم.

 

ووفق ما جاء في مقدمة الكتاب فجل ردود رواد النهضة المصرية ذهبت إلى الاتزان والهدوء والحث على التأني في اتخاذ القرارات المفصلية في الحياة الاجتماعية ومسائلها.

 

 

يقول الكاتب الصحفي محمد الحمامصي: "الكتاب يسلط الضوء على مدى القرب النفسي والذهني بين المفكرين والفرد البسيط داخل المجتمع آنذاك لا سيما هموم النساء ويرمي إلى أن قوى المجتمع الناعمة كانت فاعلة في حياة الفرد تشاركه همومه وحل مشكلاته ولم تكن منفصلة أو بمعزل عنه".

 

وحسب تقديم الحمامصي في"هموم نساء مصر" فإن هؤلاء الرواد لم يكتفوا بمؤلفات عالجوا فيها مختلف القضايا التي طمحوا أن يجدوا لها حلولا للخروج بالمجتمع من الأوضاع المزرية التي كان يرزح تحت نيرها سواء نتيجة التقاليد والعادات الخرافية، أو سطوة التفسيرات الدينية المضللة، أو جحيم الاستعمار عثمانيا كان أو غربيا، بل شاركوا في الإعلام بالمقالات النقدية التحليلية لما يجري على مختلف المستويات والأصعدة، ليقودوا ثورة تنوير خاطبت مختلف فئات وطبقات المجتمع ودفعته نحو التمرد على السائد والوعي بالمستقبل، وترسيخ القيم الحضارية والإنسانية التي هي جزء أصيل من مصر الشعب والأرض، وقد كان من المدهش حقا أن يتلقوا تساؤلات القراء والقارئات حول مشكلاتهم الاجتماعية والعاطفية الخاصة.

 

حيث فتحت مجلة الاثنين "بين عامي 1939 و1940" التي كانت تصدر عن مؤسسة دار الهلال صفحاتها، وأن تأتي إجاباتهم جزءا لا يتجزأ من محاولاتهم دفع الحراك المجتمعي والإنساني المعاش على أرضية تنويرية نحو التخلص من الأفكار الرجعية والظلامية التي كانت تسيطر على العقل والوجدان الجمعيين لعشرات السنين.

 

وقد تطورت فكرة هذا الباب الذي لم يستمر لأكثر من عامين(1939-1940)، فيما بعد، ليظهر باب(اسألوني) للكاتبة والصحفية الرائدة أمينة السعيد، ثم باب(مشكلتك) للكاتبة والقاصة صوفي عبد الله، وقد تناوب على هذه الفكرة أكثر من كاتبة وتحديدًا في مجلة "حواء" التي تصدرها مؤسسة دار الهلال.

 

ويشير الحمامصي إلى أن مؤسسة دار الهلال خرجت الفكرة إلى الصحف والمجلات المصرية والعربية لتخصص أبوابًا حملت أسماء مختلفة منها"بريد الجمعة"، "أريد حلًا"، "قلوب جريحة" وغيرها، غير أن ما جاء في"الاثنين" يختلف عما جاء بعده من أصحاب ردود مثلوا نخبة مفكري ومثقفي تلك الفترة الزاخرة بالعطاء الفكري من تاريخ مصر والتي نشأ في أحضانها كبار مبدعى مصر في كافة الآداب والفنون والعلوم.