وزير التربية والتعليم : ولايوجد اي دور للمدرس ولن يضع الامتحانات في النظام الجديد ..و نسب نجاح الثانوية العامة "خادعة "
قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، نحن نسير في إتجاهين.. نحن نري أن نظام التعليم الحالي قد فقد بالفعل صلاحيته، وأننا لن نأخذ منه أكثر من ذلك مهما حدث فيه من تطوير ـ وأصبح السؤال الملح: هل نستثمر في الواقع التعليمي الموجود حاليا ونعمل علي إصلاحه بجميع عناصره، وبالتضخم الموجود فيه وبنوعية المدرس وبنوعية المناهج الحالية؟ أم نأخذ خطوة أكثر جرأة بأن نصمم شيئا من جديد، ونبدأ من الأول ـ أي نأتي بسيارة جديدة بدلا من إصلاح المستعملة الحالية ؟ لقد مر علينا أكثر من عامين ونحن نتحدث في هذا الشأن، ومع المنظمات الدولية، ومع عدد من الخبراء من مختلف الإتجاهات، وإنتهينا إلي أن الحل الأفضل لإصلاح التعليم هو أن نبني نظاما جديدا تماما، وأن نغلق المحبس علي القديم، وألا ندخل فيه طلابا جددا، وبدءا من شهر سبتمبر عام 2018 لن يدخل طالب الثانوية العامة علي نظام التعليم الموجود عندنا حاليا وسنبدأ نظاما جديدا تتحقق فيه كل أحلامنا.
اضاف شوقي في حواره لـ " اخبار اليوم
" ، أن نسب النجاح هذه في الثانوية العامة بشكلها الحالي أصبحت خادعة، وأصبحت
لاتعبر عن مستوي هؤلاء الطلاب علي الإطلاق، ومن كان يحصل زمان في الثانوية العامة علي
60% يعتبر أفضل الآن ممن يحصل علي 95% ، وبدأنا نواجه بمقاومة شديدة عندما فكرنا في
هذا التغيير وكانت هذه المقاومة قادمة ممن يعطون الدروس الخصوصية في الثانوية العامة،
والذين يتقاضون فيها مابين 20ـ 30 مليار جنيه كل سنة في هذه الدروس إن لم يكن أكثر،
وإنتشرت السناتر الكثيرة، وزاد عدد القاعات التي يتم تأجيرها من أجل الدروس الخصوصية،
وتحولت هذه الدروس إلي صناعة لكن مصيبة هذه الصناعة أنها لاتعلم الأولاد المادة أومابها
من معلومات ولكن يعلمون الطالب في هذه الدروس كيف يتخطي الإمتحان ويحصل علي درجات ـ
وهذه قصة أخري، ويعلمونه صناعة كيف تنجح في مادة وتحصل فيها علي درجات وأنت غير فاهم
لها أو مافيها، وليس هذا هو هدفنا إذا أردنا حقيقة أن نطور تعليمنا.
ومانريد أن نفعله في الثانوية العامة من تطوير ليس
إختراعا أتينا به، نحن سنقيمه في السنة الأولي، والثانية، والثالثة، وبعدها سنأخذ تقدير
عام.. وتقييمه الصحيح في هذه الحالة لن يأتي إلا بإلغاء الثانوية العامة بشكلها الحالي
كسنة واحدة، ونقيمه علي مدي الثلاث سنوات كاملة.
ـ لذا قلنا لابد أن نلغي هذه الثانوية العامة بشكلها الحالي وأن نبحث عن »أساليب تقويم» مختلفة ـ وبدأنا نتكلم مع خبراء منذ عدة شهور طويلة متخصصين في التقييم ـ وهذا التقييم علم ضخم وبه طرق مبتكرة جدا، وليس الامتحان عن طريق »البوكليت» الذي طبقناه هذا العام، وهؤلاء الخبراء الذين إستعنا بهم مثل خبراء جامعة كمبريدج وغيرهم، وإستعنا بإمتحانات »الآي جي» الإنجليزية ـ وإمتحاناتها هذه يتم عقدها في أكثر من مكان علي مستوي العالم كله، ويتم تصحيحها في مكان آخر ـ هؤلاء محترفون في عملية التقييم، وقد بحثنا معهم عن أفضل أساليب التقييم، ووجدنا عندهم الكثير من أساليب التقييم، وقلنا انه بدلا من تطبيقها هذا العام علي طلاب الصف الأول الثانوي إتفقنا علي أن نبدأ في تطبيقها عام 2018، وكان الهدف أن من يدخل السنة الأولي الثانوي العام يبدأ تقييمه في هذه السنة، ولن يكون للمدرس أي دور في عملية التقييم في النظام الذي نصممه الآن، فالمدرس في هذا النظام من التقييم هو الذي يجهز الطالب للإمتحان لكنه لن يضع هو الإمتحان، ولن يصححه ـ مثلما يحدث في شهادة »التويفول» في اللغة الإنجليزية فإن من يعلمك الإنجليزي في مكان، ومن يمتحنك يكون في مكان آخر، ويكون التصحيح في مكان ثالث، وبذلك ستكون وظيفة المدرسة هي تحضير الطالب للإمتحان وليس تقييمه وإعطاؤه الدرجات، وهذا يفرق كثيرا ويحدث نوعا من »فك الإشتباك».