رودى نبيل تكتب: ظاهرة العنف المدرسي وماذا بعد ؟
تعد ظاهرة العنف المدرسي، من أخطر الظواهر التي أخذت تنتشر وتتفاقم مؤخرًا حيث تأخذ أشكالا عديدة أبرزها اللفظية مثل التنمر والجسدية أيضا. والتي ينتج عنها سلوكات مرضية على الطلاب والمعلمين أيضا.
فأصبح من الصعب أن يمر عامآ دون أن نسمع عن حوادث تقشعر لها الأبدان غريبة عن مجتمعنا وتنعكس بدورها على كل جوانب المجتمع وعن الجيل الصاعد.
إن ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة لم تنشأ من العدم، ولكن تقف خلفها الكثير من العوامل الاجتماعية المرضية، التي شكلت المستنقع الذي تفاقمت فيه أعراض هذا الداء، والتي تتجلى أبرزها في
1/ أساليب التنشئة الاجتماعية،
2/بالإضافة إلى وسائل الإعلام والفنى وما تحمله من محتوى
3/إلى جانب تأثير المخدرات.
4/وكذلك العوامل الفيزيولوجية لبعض المراهقين.
5/تهميش الجانب الدينى.
6/الكثافه الطلابيه وقله الوقت.
7/قله الانشطه المدرسية التى تستوعب طاقه الطلاب.
8/الفجوه بين الطالب والمعلم وولى الأمر.
9/العاب العنف من الانترنت.
تضافر المجتمع ومؤسساتة للقضاء على ظاهرة العنف المدرسي
لذا فإن الأمر يستدعي تضافر الجهود من المجتمع ومؤسساتة من أجل ضمان تنشئة أسرية ومجتمعية سليمة ومحاربة ظاهرة العنف المدرسي ، وكذلك تدخل الوزارة لوضع عقوبات صارمة مناسبة للسلوكيات العدوانية الممارسة داخل الحرم المدرسي وما حوله، إلى جانب الاهتمام بمجال التربية الاعلامية والفنية التى تقدم لابنائنا وكل ذلك بغرض مكافحة هذه الظاهرة من خلال الحد من انتشارها، والوقاية منها دمج المؤسسات الدينية والتعليمية .. عن طريق. تنظيم ندوات بشكل. منتظم من الازهر والكنيسة.
التأكيد على لائحة السلوك الأخلاقي،
وإدراج التوعية بالأنظمة الجزائية بما يخص العنف بكل أشكاله ضمن المناهج والبرامج المدرسية.
تفعيل دور الرقابة وتكثيفه من خلال رفع عدد المراقبين المشرفين مع فترة الاستراحة، وكذلك نهاية اليوم الدراسي
توفير نظام إدارة الزائرين بحيث تؤخذ بيانات جميع الزائرين، وتسجيل الدخول
توفير سيارات دورية للحراسات المدرسية، لتسهيل عمليات التفتيش اليومية.
دليل منظمة اليونسكو لمحاربة ظاهرة العنف المدرسي
وحتى يتم القضاء على ظاهرة العنف المدرسي التى اصبحت وجع فى منظومة التعليم لابد أن نلقى نظرة على التقريرالذى أصدرت منظمة اليونسكو منذ سنوات وهو دليل نقدمه لكل المهتمين سواء وزارة التربية والتعليم أو الدولة، رغم صدوره من سنوات الأ اننا نحتاجه وبشدة فى هذه الفترة للقضاء على هذه الظاهرة التى ستقضي على اجيال كاملة ، وكان تحت تحت عنوان “وقف العنف في المدارس.. دليل المعلم”؛ للإسهام في تنفيذ برنامج “التعليم للجميع” وبنود الاتفاقية الدولية بخصوص ثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001 ـ 2010). ويندرج الدليل أيضا في إطار متابعة التقرير العالمي عن العنف ضد الأطفال لعام 2006.
لقد ساهم في إعداد هذا التقرير عدد من الخبراء والباحثين بعد سلسلة من الاجتماعات حول وقف العنف في المدارس كاجتماع2007 والمؤتمر العالمي الرابع بشأن العنف في المدارس والسياسات العامة، ثم العنف في البيئة المدرسية عام 2008 في لشبونة، كما أسهمت اللجنة العلمية للمرصد الدولي حول العنف في البيئة المدرسية مساهمة فعالة في إعداد هذا الدليل.
يتناول دليل “وقف العنف في المدارس” مختلف أشكال العنف الحاصلة في المدارس، ويقدم مقترحات عملية لما يمكن أن يفعله المعلمون لمنعها. ويقترح الدليل في هذا الصدد عشرة مجالات للعمل، كل مجال منها مع أمثلة معينة يمكن أن يطورها المعلمون للتصدي للعنف. وترد كملحق في نهاية هذا الدليل مقتطفات من المعاهدات الدولية ذات الصلة، فضلا عن قائمة بوصلات إلى عدد من المواقع على الإنترنت بشأن منع العنف في المدارس.
يوفر هذا الدليل نقطة انطلاقة أساسية للمجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة، خيث يشير إلى أن عواقب العنف تظل تؤثر على الأطفال طوال حياتهم، وتعوق النمو العاطفي والإدراكي لديهم وكذلك القدرة على التصرف وفي نهاية المطاف تؤثر على المجتمع بأسره. ويضيف أن لا مبرر هناك لأي شكل من أشكال العنف، بل يمكن منعها والتصدي لها كلها. وقد تم وضع هذا الدليل من أجل إحداث تغييرات كبيرة بمساعدة الأوساط المدرسية والمجتمع الدولي على نطاقه العام حول التصدي للعنف وتنفيذ التدابير الرامية إلى منعه.
لقد تطرق تقرير منظمة اليونسكو إلى مجموعة من الإجراءات لتوقيف ظاهرة العنف المدرسي وهي
1- الدعوة إلى اتباع نهج شامل يشترك فيه الطلاب وموظفو المدارس والآباء والمجتمع
-انظروا إلى السبل التي يمكن بها لمدرستكم تقليل عوامل العنف بتعليم الطلاب مهارة حل النزاعات بدون عنف.
– النشاط في الغرفة الدراسية: اطلبوا من الطلاب التحدث فيما بينهم ومع المعلمين والمشرفين الاجتماعيين عن العنف في المدرسة، ومن يتضرر من ذلك وكيف ومن يمكن الاتصال به من داخل المدرسة أوالمجتمع التماسًا للمساعدة.
2- اجعلوا من طلابكم شركاء لكم في منع العنف
– استعينوا بطلابكم في عملية وضع القواعد وتحديد المسؤوليات في غرفة الدراسة، واطلبوا منهم ان يكتبوا معكم مدونة تتضمن قواعد االسلوك التي ينبغي اتباعها. أي قائمة التصرفات التي من شأنها أن تساعد الطلاب على التعلم في بيئة يسودها السلام، على أن تكون حقوق ومسؤوليات كل فرد واضحة..
– النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا من طلابكم أن يناقشوا معكم وفيما بينهم ما يشكل وما لا يشكل السلوك العنيف. وما هي الحقوق المحددة التي لا تحترم بسبب أعمال العنف؟ اقترحوا طرقًا للتوعية بحقوق الإنسان في المدرسة وتعزيز احترام الاختلافات وتقديرها، ومن بينها مثلًا المداولات والرحلات الميدانية والألعاب ولعب الأدوار وسرد الحكايات.
3- استخدموا تقنيات وأساليب بناءة لضمان الانضباط
– استخدموا التشجيع الايجابي …وشجعوا السلوك البناء..
– استخدموا الأساليب التأديبية التي تكون تربوية لا عقابية …
– خصصوا وقتا في نهاية اليوم الدراسي أو أثناء فترات الراحة لمناقشة سوء السلوك، لماذا نشأ وماذا ينبغي عمله لتقويمه.
– اطلبوا من الطالب أن يعتذر.
– غيروا أماكن الجلوس.
– أرسلوا مذكرات إلى الآباء أو قوموا بزيارات منزلية.
– حللوا مدى خطورة الحالة، وقرروا إرسال الطالب إلى مكتب المدير وفقا لها.
– النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا على الطلاب إنشاء ناد للطلاب ضد العنف. ويمكنكم مساعدتهم في تنظيم الأنشطة في إطار حملة للسلام وإيجاد حرم مدرسي آمن للجميع.
4- كونوا قوة نشطة وفعالة لوقف تسلط الزملاء
– ساعدوا الطلاب المستهدفين من الزملاء المتسلطين وشجعوهم على التكلم مع المعلمين والمشرفين في المدرسة بتنسيق مع الآباء لحمايتهم من تكرار الاعتداء عليهم…ومن الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك وساطة الزملاء وبرامج حل النزاعات التي تدرب عليها الطلاب.
– النشاط في غرفة الدراسة: شجعوا الطلاب على مساعدة زملائهم على تسوية الخلافات بدون عنف وانصحوهم بالتكلم معكم أومع المشرف الاجتماعي في حال تعرض أحدهم للعنف.
5- ابنوا قدرة الطلاب على الصمود أمام الصعوبات وساعدوهم على التصدي لتحديات الحياة
– التوعية السليمة من أجل بناء مهارات حل النزاعات من شأنها أن تسمح للطلاب بفهم كيفية حدوث العنف وبناء قدرات التصدي له بطريقة بناءة وتعلم السبل البديلة للعنف.
– شجعوا مدرستكم على وضع برنامج لتوجيه الطلاب من خلال المشرفين الاجتماعيين الذين بوسعهم أن يساعدوا الطلاب على التصدي للصعوبات في حياتهم وأن يتدخلوا بطريقة وقائية..
– اجعلوا طلابكم يعلمون أن سلوكات وألفاظ العنف، مهما كانت تافهة، لن يتم التغاضي عنها. ومن شأن التنفيذ المستمر للتدابير التأديبية ومتابعة الاعتداءات في المدارس جعل الطلاب يفهمون تمامًا أن التصرفات المسيئة وعدم احترام حرية أي فرد من الأفراد هي أمور غير مقبولة.
6- كونوا قدوة للآخرين بالمجاهرة بمكافحة العنف الجنسي والمستند إلى النوع الاجتماعي
– اكسروا حاجز الصمت، واجهروا بالدعوة ضد العنف، واستفيدوا من قنوات الإبلاغ المتاحة. وشجعوا الزملاء والطلاب على تحديد أسماء مرتكبي العنف داخل المدارس وخارجها.
– النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا من الطلاب تجنب الإهانة أو المضايقة الساخرة، خاصة فيما يتصل بالاختلافات الجنسية، فكلنا مختلفون ولكن كلنا سواسية.
7- كونوا من المطالبين بوجود آليات تسمح بضمان السلامة في المدارس
– ساعدوا إدارة المدرسة وشجعوا على وجود قيادة فعالة فيها. فمن المهم أن تتعاون هيئة إدارة المدرسة مع المعلمين والسلطات التعليمية لوضع وتنفيذ سياسات من أجل القضاء على استغلال القوة والكشف عن أنشطة العنف في مراحلها الأولى وبناء ثقة المجتمع المحلي في المدارس، والتسليم بحق الجميع في التعلم والتعليم في بيئة مدرسية مأمونة..
– خذوا شكاوى الطلاب فيما يتعلق بالعنف مأخذ الجد، وضعوا راحتهم في الاعتبار. ويتضمن ذلك إيلاء الاعتبار الواجب لما يقوله الطالب وعدم التقليل من شأن أي حالة.
– النشاط في غرفة الدراسة: تنظيم جلسات حوار مع المعلمين والطلاب ومدير المدرسة والمشرف الاجتماعي لوضع مدونة لقواعد السلوك التي ينبغي أن يحترمها الجميع في المدرسة.
8- وفروا أماكن آمنة ومريحة للطلاب
– النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا بدء حملة لتهيئة البيئة المدرسية الآمنة عبر إضاءة الأماكن المظلمة وإعادة تأهيل الفضاءات والقاعات غير المستعملة.
9- تعلموا مهارات منع العنف وحل النزاعات وعلموها للطلاب
– احصلوا على تداريب حول حل النزاعات وأساليب الوساطة في النزاعات وطرق التفاوض.
– النشاط في غرفة الدراسة: ساعدوا الطلاب على تعلّم كيفية الوساطة في النزاعات بين الزملاء… حتى يتعلم الجميع حل النزاعات ومهارات التفاوض.
10- حاربوا العنف والتمييز ضد الطلاب ذوي الإعاقة وطلاب الأقليات
النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا من الطلاب معاملة زملائهم في غرفة الدراسة على قدم المساواة وبالطريقة التي يودون أن يعامَلوا بها، خاصة من يختلفون عنهم وينتمون إلى ثقافات مختلفة أو الذين لديهم قدرات بدنية أو عقلية خاصة، وتذكروا أنه يتعين على الجميع تقدير الاختلافات وأن من حق كل شخص أن يكون مختلفا.
ظاهرة العنف المدرسي تخلق بيئة تعليمية خطيرة على الأطفال
وفى تقرير لمنظمة اليونسيكو عام 2015، قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو عن ظاهرة العنف المدرسي
“من الواضح أن العنف القائم على أساس النوع بالمدارس يخلق بيئة تعليمية خطيرة على الأطفال والمراهقين.. ينبغي على المدرسة أن تكون ملاذا آمنا للشباب، ولا سيما في البلدان المهمشة والمتأثرة بالصراعات، لذلك من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على معرفة حجمه ونطاقه ووضع سياسات للقضاء عليه نهائيا
ويقول آرون بنافو، مدير المرصد العالمي لتوفير التعليم للجميع:
“نعرف أن العنف القائم على أساس النوع في المدارس يخلّف آثارا على صحة الطفل، فضلا عن تأثيره على الالتحاق بالمدارس وإكمال التعلم.. لذلك فإن معالجة هذه الظاهرة ستساهم في زيادة نسب حضور التلاميذ وتعزيز نوعية التعليم وتحسين نتائجه، ويجب أن يكون هذا الهدف عنصرا حيويا في أي جدول أعمال رسمي