اعتذار..واجب!
رئيس تحرير.. ذلك المنصب و هذا اللقب.. حلم حياة أي صحفي .. و منتهي أمله في الوصول لأعلي درجة في عالم الصحافة .
فجأة.. وبلا مقدمات تلقيت اتصالا من أحد
السادة الأساتذة اعضاء الهيئة الوطنية للصحافة يبشرني بأنه قد وقع الاختيار عليَّ لأكون
رئيسة تحرير لأحد إصدارات مؤسسة أخبار اليوم العريقة (بيتي الكبير).. للحق… تملكتني الدهشة
للحظات ثم الفرحة للحظات أخري .. فللقب بريق ولممارسة السلطة بريق أكبر وامتيازات المنصب
أكبر وأكبر..
ولكني فجأة انتبهت الي أن كل ذلك لم يكن
من أهدافي يوما عند دخولي عالم الصحافة منذ أول يوم خطت فيه قدماي دار أخبار اليوم،
وأنا أتعامل مع مصادر من كبار المسئولين والوزراء.. الذين انتقدتهم كثيرا.. ورصدت نجاحاتهم
واخفاقاتهم.. تذكرت كم التحقيقات الصحفية..وكم المقالات التي أغضبت مسئولين مقصرين
وأثنت علي غيرهم مبدعين.
وكيف هي حياتي ممتلئة بقراء أعتز بهم وبجينات
الصحافة تتملك روحي وقلمي..لأجدني أفيق من نشوة الفرحة باختياري لرئاسة تحرير إصدار
صحفي..إلتزام قد يبعدني عن عالم شقاوة ممارسة المهنة التي وجدت نفسي فيها ..لأجدني
في التو واللحظة قد اتخذت قراري بالاعتذار عن قبول هذا الترشيح الذي أسعدني وأرضي غروري
للحظات ..مفضلة شقاء ممارسة المهنة كصحفية.
وكلي امتنان وتقدير لمن رشحني واختارني
لهذا المنصب..
ولاستجابة أعضاء اللجنة الموقرة لقبول اعتذاري،
بعد تفهمهم الكامل لرغبتي في ممارسة مهنة الصحافة بشقائها وبشقاوتها، بعيدا عن الالتزام
بعمل تنفيذي ولو كان ذا بريق.