الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
تغريدة وبوست

تعرف على رسالة طارق شوقى لـ "المعلمين وأولياء الأمور" عبر "فيسبوك"

السبت 03/يونيو/2017 - 01:01 م
الدكتور طارق شوقى
الدكتور طارق شوقى

وجه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى رسالة الى كل من يهمه الأمر فى تطوير التعليم فى مصر من اولياء أمور وطلاب ومعلمين وتربويين.

وجاء نص الرسالة كالتالى:
"رأيت أن اكتب لكم هذه الكلمات لعلي أوضح لكم بعض الأفكار ونحصل جميعاً على قدر من الهدوء والتفكر فيما فيه مصلحة اولادنا جميعاً "بعيداً عن التشكك والهجوم والتطاول أحيانا" .... إن النقاش وتبادل الأراء مختلف كثيراً عن الهجوم والشكوى والتظاهر والشتائم. أود أن أقول لكل من يتشكك أن المهمة المطروحة هي إنقاذ التعليم المصري مما وصل إليه عبر سنوات طويلة مما جعلنا في مرتبة متأخرة عن دول كثيرة من حولنا.

دعونا نتفق أن التعليم الحالي لا يلبي أهداف الدولة في التنمية المستدامة ولا يجهز جيلاً من الشباب القادر على المنافسة العالمية أو الإلتحاق بسوق العمل.

دعونا أيضاً نتفق أن الهدف الأصلي من التعليم قبل الجامعي هو بناء إنسان قادر على التعلم يمتلك شخصية متوازنة، متنورة، قادرة على بناء الرأي والعمل الجماعي وتقبل الرأي الأخر وإحترام الأخر والتفكير بمنهجية علمية.

إن سنوات التعليم الأساسي ما هي إلا تدريب لرحلة مليئة بالتعلم ونطمح جميعاً إلى تزويد اولادنا بالأدوات التي تمنحهم فرصة لحياة أفضل وتمنح بلدنا فرصة للتنافس في عالم يتطور ويتغير كل يوم.

لقد تغيرت اهدافنا، في مصر، إلى رؤية التعليم كوسيلة للمرور إلى الجامعة عبر بوابة التنسيق والتباهي بدخول ابنائنا إلى "كليات القمة" غير عابئين إذا كانوا تعلموا شيئاً أم لا! نتحدث ونهتف عن البوكليت وجدول الامتحان ولا نتحدث عن "التعلم". 

نتحدث ونهتف للتنسيق والعدالة المزمعة ولا نتحدث عن رغبات الطلاب أو قدراتهم أو البطالة أو مستوى الخريجين!

أنا على يقين أن كل الأمهات والأباء يهمهم مصلحة اولادهم و"أتفهم كل المخاوف التي تذكرونها" بعد سنوات من فقدان الثقة عانينا منها جميعاً. ولكن:

١) هل ترون أن المصلحة تتمركز في الإصرار على "نظام تقييم" أثبت فشلاً واضحاً بكل المقاييس والتقارير والدراسات المحلية والدولية؟
٢) هل ترون المصلحة في "نظام تنسيق" يختار لأبنائنا ما يدرسوه حتى لو كان هذا مخالفاً لرغباتهم أو قدراتهم؟
٣) هل ترون المصلحة في حرمان أولادكم من فرصة بناء الفكر والقدرة الحقيقية على التعلم وليس القدرة على اجتياز الثانوية العامة عن طريق التلقين والاسترجاع والحفظ والسناتر والغش؟
٤) هل ترون أن مصر ومستقبلها تستفيد من "تخفيف المناهج" و"الترم المنتهي" و"تقصير العام الدراسي" و"تسهيل الامتحانات" و-"تيسير الغش"؟
٥) هل حقاً ترون أن التعليم في مصر حالياً "مجاني"؟ 
٦) هل يرى كل منا المصلحة العامة أم نتحمس لمصلحتنا الشخصية فقط؟

أود أن أضيف انكم تتكلمون عن "نظام الثانوية الجديد" و"نظام القبول الجديد" وكأنهم امامكم للدراسة والتقييم. إن واقع الأمر انني طرحت "أفكاراً" للتفكر سوياً ونعمل ليل نهار لكي نبلور هذه الأفكار مع عشرات من الخبراء في علوم التقييم والعديد من المؤسسات الدولية والدول التي طبقت نظماً يمكن الإستفادة منها. 

إن هذا الخوف والاعتراض على أفكار وليس حتى على برنامج محدد بعد!

إن التعليم مثل أي فرع من فروع المعرفة هو علم له مختصين في كل مجالاته. إن التطوير التعليمي في كل دول العالم مهمة يقوم بها خبراء في هذا المجال وليس مجالاً للتجارب كما يخشى البعض كما أنه ليس شأن لغير المختصين أن يقرروا ما ينبغي اضافته أو حذفه من المناهج والجداول والامتحانات.

أود أن اطمئنكم انني أتابع ما تكتبون بصدرٍ رحب، فيما عدا التجريح والإهانة، ونعمل على بناء نظام تعليم يشرفكم ويضمن مستقبلاً أفضل لأبنائكم بالتعاون مع اساتذة اجلاء ومؤسسات مرموقة في مجال التعليم والتعلم والمعرفة.

لن يكون هناك نظام غير مدروس أو نظام يستبدل الثانوية العامة بثلاث سنوات أو نظام يتحكم فيه المعلمون بمستقبل الطلاب أو نظام قبول قائم على المحسوبية أو الأموال أو الواسطة.

لا علاقة لما نطرحه بمجانية التعليم من قريب أو بعيد.

اتمنى أن أكون قد أوضحت بعد الأفكار وأدعوكم إلى أن نتحاور في هدوء وأن تثقوا أن الهدف الأوحد لنا هو توفير تعليم حقيقي لأبنائنا وهو السبيل الوحيد لمصر أن تحقق أحلامها في مستقبل أفضل".
كل سنة وحضراتكم بكل خير.