طلاب بجامعة الأزهر ينقذون صديقا لهم من الإلحاد بعد أن إنكاره وجود الله
الخميس 23/فبراير/2017 - 09:32 م
تمكن طلاب بجامعة الأزهر إنتشال صديقا لهم من هاوية الإلحاد بعد أن أنكر وجود الله في حديث بينهم داخل مسكنهم الجماعي بمدينة التجمع الخامس .
حيث ذكر احد الطلاب أن زميلا لهم كان يمر بظروف نفسية صعبة جعلته يخلو إلي غرفته فترة تعدت الأسبوعين علي غير عادته , فهو مشهور بينهم بطبيعته الإجتماعية التي تميل للجلوس في تجمعات لا تخلو من الضحك والهزار وتبادل الإبتسامات والمناقشات في الأمور الشائكة دينيا وسياسيا وإجتماعيا .
وبعد عودة أقرب أصدقائه من السفر , وإخباره بإنطوائه كل تلك الفترة دون مشاركتهم الأكلات كعادته , بدأ صديقهم العائد من السفر التقرب منه لمعرفة الأسباب التي جعلته يبدو كئيبا هكذا , حتي الصلاة بدأ يتخلف عنها رغم إلتزامه الشديد بقيامها علي وقتها ,
وبعد خروجه من غرفته , و تبادله الضحك والهزار مع رفاقه كما كان سابقا , قال له أحد الأصدقاء ," الحمد لله اللي رجعك لينا تاني يا عبده .
وهنا فاجئهم الطالب المكتئب بالرد الذي أطار عقولهم ," أنا اللي طلعني من أوضتي أعز أصحابي مش ربكم ده "
وبدأ الرفاق يتمتمون بالإستغفار وينظرون إليه نظرات تتخللها الخيفة , ظنا من البعض أن صديقهم مصاب بالمس الشيطاني علي أثر عزلته بالغرفة كل تلك الفترة .
وبدأ الحوار بينهم ليسألوه عن قصده من إنكاره الفضل لله , فخاطبهم يقول أنه يمر بضائقة منذ فترة . وبدأ يتقرب لله أكثر من ذي قبل , وهو يدعو ليل نهار , ويتقرب أكثر في سجوده ظنا منه أن الدعاء قد يستجاب صباح اليوم التالي من قيام تلك الليلة التي يتقرب فيها إلي الله , ولكنه يستيقظ اليوم التالي ليجد أن الامور تزداد سوءا , حتي أنه يري بعض المواقف التي يبني عليها آمالا في التخلص من ضائقته تغلق في وجهه , وأخبرهم بأنه قد تأكد أن الحياة تسير بحركات طبيعية غير متوقعة , لا يتحكم في مجراها أحد , وأن الأقدار ما هي إلا مسميات إخترعها من إدعوا أنهم أنبياء حتي يطلقوها علي تلك المصائب التي تصيب البشر وغيرهم من الكائنات الحية الموجودة .
وهنا عرفوا أن الشيطان قد وسوس إليه بالإلحاد مستغلا تلك الضائقة التي يمر بها هو وأسرته , لا سيما أ ن الإجابة الفورية التي ينتظرها لدعائه قد تاخرت علي عكس ما كان متوقع ,
وهنا خاطبه الصديق العائد من السفر خطابا لاقي إستحسان أصدقائه فقال له , أن الله سبحانه وتعالي قال
" ولقد خلقنا الإنسان في كبد "
كما قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم " و ماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
أي أنه بصلاته وقيامه ودعائه الذي يحكي عنه , لم يؤمر بهم الإنسان ليكونوا سببا مباشر في تخفيف ما أصابه , وإنما لأن الله الذي خلقه يستحق أن يعبد , وأنه لا يتفضل علي الله بعبادته والتقرب إليه بالقيام والدعاء , وإنما هي أداءا لشكره علي نعمه التي أنعم بها عليه ,
وحينما ينكر وجود الله تعالي عند أول مصيبة تصيبه , فهو بذلك يثبت أنه إنسانا ضعيفا , يعبد الله علي حرف أصابه .
وكذلك قال الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلي ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون " صدق الله العظيم
وبدأ الرفاق في توجيه الأسئلة لصديقهم هل كان يتمني أن ينفذ الله أوامره فور إصدارها بدعائه , هل تلزم ربك بإستجابة دعائك , هل تود ان تكون إنسانا معافي مدي الحياة لا تمر بك ضائقة , هل تود أن تعيش عمرك كلها سعيدا بلا لحظات شقاء , هل الحياة عندك هكذا لتثبت وجود الله .
ماذا لو فقدت الآن بصرك او سمعك , أو فقدك أخد أطرافك ككثير ممن أصابهم الضر , ماذا كنت تفعل , وما موقفك حينها من الله جل في علاه ؟
وطالبه رفاقه بالإستغفار علي ما قدمته نفسه , ونصحوه إن يخلو إلي ربه متقربا لعبادته , لا تقربا لغرض دنيوي يريد أن يقضيه له .
بالفعل خلا صديقهم إلي غرفته تائبا آيبا إلي ربه , و عاد إلي رشده شاكرا لأصدقائه وجودهم لجواره في محنته التي يمر بها , وشعر براحة نفسية لم يكن يتخيلها بمجرد تمتمته بالإستغفار , رغم أن ضائقته لا زالت معقدة . ولكن تخوفه منها لم يعد كما كان مسبقا .