الخميس 31 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

طلاب الجامعة الأمريكية: "ولاد الناس اللي مش كلهم أغنيا "

الجمعة 13/يناير/2017 - 09:03 م
مظاهرات طلاب الجامعة
مظاهرات طلاب الجامعة الامريكية

 "ولاد الناس الأغنيا "  هذه هي الصورة الذهنية لطلاب الجامعة اﻷمريكية لدى غالبية المصريين الذين طالما اعتبروا مجتمع الجامعة، والمنتمين له، "كوكب تاني "  وكان هذا سببًا في دهشتهم التي وصلت حد الاستنكار أحيانًا، حين تابعوا خلال الشهرين الماضيين التظاهرات التي اندلعت بين طلاب الجامعة ،  اعتراضًا على مطالبة إدارة الجامعة لهم بسداد نصف المصروفات الدراسية بالدولار اﻷمريكي أو ما يعادلها بالجنيه المصري، في أعقاب تعويم الحكومة المصرية للجنيه مطلع نوفمبر الماضي.

 

كانت تلك التظاهرات بمثابة التحدي للصورة الذهنية للمصريين حول الجامعة وطلابها، كما بدا أنها تعكس تغيرًا جذريًا في طبيعة مجتمع الجامعة، خاصة بعدما شهدت هتافات من نوعية "أبويا مش حرامي" ، التي أشار بها الطلاب إلى عدم قدرة أهاليهم على الاستمرار في دفع المصروفات التي كان متوقعًا أن ترتفع بقرابة 30% حال الالتزام بسعر الصرف الجديد.

 

 

تعترف الطالبة عليا المراكبي بأن الجامعة تضم بالفعل أبناء أكثر العائلات ثراءً في مصر، لكنها في الوقت نفسه تعتقد أن هؤلاء قد لا يمثلون الغالبية العظمى من طلاب الجامعة، على اﻷقل مؤخرًا. في المقابل ترى «المراكبي» أن الجامعة تضم طلابًا -هي واحدة منهم- ينتمون لشريحة أخرى من العائلات: «اللي بتصرف اللي وراها واللي قدامها عشان تعلّم عيالها وبس»، حسبما قالت.

 

تدرس «المراكبي» حاليًا في السنة الثالثة بقسم علوم الإنسانيات، وهي تحصل على منحة من الجامعة تضمن لها تخفيضًا جزئيًا من قيمة المصروفات، حيث تدفع مصروفات تبلغ خمسين ألف جنيهًا في الفصل الدراسي، بدلًا من ثمانين ألفًا، وهي تخشى من عدم قدرتها على الوفاء بدفع المصروفات في حال زيادتها. وبالرغم من ارتفاع مبلغ المصروفات، الذي قد يضع «المراكبي» في مصاف الشريحة الأغنى في مصر، إلا أن هذه الشريحة، والتي تمثل 14.7% من سكان مصر، تشمل الأفراد الذين يزيد إنفاقهم الشهري عن 1000 جنيه، طبقا لمسح الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2015 الذي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء هذا العام. فيما بلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في السنة نفسها 3614 دولار سنويًا، بحسب بيانات البنك الدولي.

 

كانت الجامعة اﻷمريكية قد أصدرت تقريرا في 2015 أكدت فيه تصاعد نسبة الطلاب المتقدمين لبرنامج المساعدة المالية، التي توفرها الجامعة للطلاب بتكلفة 28 مليون دولار سنويًا، في صورة منح وتخفيضات في المصروفات. وأشار التقرير إلى أن قرابة 60% من طلاب الجامعة يعتمدون على هذا البرنامج لتغطية نفقات الدراسة، وأضاف التقرير أن 48% من الطلاب المعتمدين على برنامج المساعدة ينضمون إليه بسبب حاجتهم المالية، بينما يتقدم آخرون، قدرهم التقرير بحوالي 25% من الطلاب وقتها، للحصول على «منح الإنجاز» مستفيدين من إنجازاتهم الأكاديمية أو الرياضية أو أي إنجازات أخرى.

 

وطبقا للتقرير نفسه، ففي محاولة لسد الحاجة المتزايدة لبرنامج المساعدة المالية، قررت إدارة الجامعة التركيز عليه لدعم الطلاب الذين يثبتون حاجتهم المالية بشكل أساسي، في مقابل إلغاء المنح المعتمدة على إنجازات الطلبة لسد الحاجة المتزايدة لبرنامج المساعدة المالية.

 

من جانبها، تقول «المراكبي» -أحد الطلاب الناشطين في الحركة الطلابية المناهضة لرفع مصروفات الدراسة- إن معظم الطلاب الملتحقين بالجامعة يعلقون آمالهم على هذه المنح والمساعدات لاستكمال تعليمهم في الجامعة.

 

وتضيف: «انضم الكثير من الطلاب للجامعة الأمريكية لأنها تقدم تعليمًا هو الأفضل بمصر، وبها أقسام للدراسة لا مثيل لها في باقي الجامعات المصرية، مثل القسم الذي أدرس به. ما لا يفهمه الكثيرون من خارج الجامعة أن هناك الكثير من الأهالي الذين يضعون تعليم أبنائهم كأولوية قصوى لهم، ويختارون في المقابل التضحية بالكثير من الرفاهيات والضروريات من أجل تقديم فرصة تعليم أفضل لأبنائهم».

 

هؤلاء تخرجوا من هنا.. ولكن

 

 

لكن «المراكبي» تقول إن بعض العائلات تضطر في كثير من اﻷحيان لبيع ممتلكات خاصة أو التصرف في جزء من ميراثها في مقابل تعليم أبنائها، أو تقضي سنوات طويلة في دول الخليج لتوفير نفقات الدراسة، «ويكون هذا هو كل ما يملكون فعلا، وبالتالي حينما ترتفع المصروفات لقرابة الربع مليون جنيه سنويا، من الطبيعي أن يثور الطلبة ويطالبون بوقف هذه الزيادة لأن الغالبية العظمى منهم سيصبح مستقبلها التعليمي على المحك وربما لا يستطيعون الاستمرار في الدراسة بالجامعة».

 

وربما تعكس الإجراءات التي اتخذتها الجامعة للتعامل مع الأزمة الراهنة طبيعة المشكلات التي عبرت عنها «المراكبي»، حيث أعلنت إدارة الجامعة عن تحصيل القسط المتبقي لهذا الفصل الدراسي بالسعر القديم للدولار، وهو ما كلف الجامعة خسائر قدّرها رئيس الجامعة فرانسيس ريتشارد دوني بمليون دولار، فضلًا عن ذلك قررت الإدارة تقديم «برنامج منح طارئ»، بقيمة خمسة ملايين دولار، للطلاب غير القادرين على دفع مصروفات الفصل الدراسي الثاني؛ لضمان ألا يضطر أي طالب من طلبة الجامعة لعدم استكمال دراسته.

 

من جانبها، تقول «المراكبي» إنها شخصيا ستتقدم لهذا البرنامج في الفصل الدراسي المقبل، إلا أنها لا تعلم كيف ستتمكن من تغطية مصروفات السنة النهائية المتبقية لها في الجامعة، مضيفة: «ربما أضطر للتحويل لجامعة أخرى أو السفر لألمانيا، نظرًا لانخفاض قيمة المصروفات الجامعية هناك، لكن لا أدري إن كنت سأستطيع احتساب كل المواد التي درستها هنا، يسيطر علينا مناخ من القلق والتخبط وعدم التأكد في ما يتعلق بمستقبلنا».

 

 

فريدة مقار، اﻷستاذة بقسم التاريخ في الجامعة، والمتخصصة في دراسة تاريخ التعليم، تقول إن برنامج المساعدات المالية والمنح أتاح للكثير من الطلبة خريجي المدارس الخاصة متوسطة المصروفات، كالجزويت على سبيل المثال، الالتحاق بالجامعة، ومع الارتفاع الحالي للمصروفات وإلغاء المنح المعتمدة على الإنجاز الأكاديمي أُجبر هؤلاء الطلاب على السفر للخارج للدراسة في دول توفر أنظمة تعليمية جيدة وأقل تكلفة مثل ألمانيا. وتضيف «مقار» أيضًا أن الكثيرين من أبناء الطبقة الأغنى في مصر قد بدأوا في التوجه للسفر خارج مصر للدراسة، وهو ما يعني عمليًا أن الجامعة الأمريكية ربما لم تعد الخيار الأول بالنسبة لهؤلاء، وهو ما قد يسمح بدخول مجموعات أخرى من الطبقات الأقل للجامعة.

 

«ربما أضطر للتحويل لجامعة أخرى أو السفر لألمانيا، نظرًا لانخفاض قيمة المصروفات الجامعية هناك، لكن لا أدري إن كنت سأستطيع احتساب كل المواد التي درستها هنا، يسيطر علينا مناخ من القلق والتخبط وعدم التأكد في ما يتعلق بمستقبلنا».

 

وتقول «مقار»، التي تخرجت في الجامعة نفسها عام 2008، إن مقدار المصروفات التي تعيّن على الطالب دفعها تحت برنامج المساعدة المالية في عام تخرجها كان يختلف على حسب التخصص الأكاديمي وعدد الساعات المعتمدة في كل فصل دراسي، إلا أن المعدل الذي يدفعه الطلاب المستفيدين من هذا البرنامج في كل فصل وقتها كان يبلغ قرابة 20 ألف جنيهًا، في وقت كان نصيب الفرد من الناتج المحلي 2061 دولار سنويًا.

 

وتضيف إنها ما كانت ستستطيع، هي والكثيرين مثلها، الانضمام للجامعة اﻷمريكية من اﻷساس لولا برنامج المساعدة المالية ومنح الإنجاز التي وفرتها الجامعة، مضيفة: «دومًا ما كان الموعد النهائي لتسليم استمارة التقديم الخاصة ببرنامج المساعدة المالية يومًا هامًا في حياة الكثير من الطلاب. كنا دائمًا ننتقد ارتفاع مصروفات الكتب وقتها، ونفكر في طرق تعويض عدم شرائها، في ذلك الوقت لم تكن مصروفات الجامعة مرتفعة بهذا المستوى من التوحش، بالطبع كانت مرتفعة، لكن كان الطلبة قادرين على سدادها ببيع بعض الممتلكات والاعتماد على برنامج المساعدة، أما الآن فالوضع أصبح مستحيلًا تقريبًا».

 

أما أحمد الدروبي، الذي التحق بالجامعة عام 2000، فيقول إن مصروفات الجامعة كانت أرخص بكثير  في ذلك الوقت، مما أتاح للكثير من أبناء الطبقة المتوسطة والمتوسطة العليا الالتحاق بالجامعة ببعض الجهد. وكان نصيب دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي وقتها 1461 دولارًا.

 

ويضيف «الدروبي» أن دفع المصروفات وقتها اعتمد على نظام الشرائح، حيث يتم تقسيم الطلبة لأربع شرائح مختلفة طبقًا لتقديراتهم، وكلما ارتفع تقدير الطالب انخفضت نسبة المصروفات التي يتعين عليه دفعها، مستكملًا: «بسبب هذا النظام تمكنت أنا والكثير من زملائي من الدراسة في الجامعة ولولاه ما كنت استطعت الالتحاق بها، أتذكر أن ربع الطلبة تقريبًا هم من استطاعوا دفع مصروفات الدراسة كاملة».

 

تشاركه في الرأي ليلى قطري، التي التحقت بالجامعة عام 1987 وتخرجت عام 1991. حينها، ولحصولها على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، دفعت قطري 25% فقط من المصروفات الدراسية، بقيمة 1800 جنيه مصري في الفصل الدراسي، حين كان نصيب الفرد من الناتج المحلي  وقتها 710 دولارا.

 

«بالطبع كان في انتقال حرم الجامعة من قلب المجتمع المصري في ميدان التحرير إلى التجمع الخامس دعمًا للصورة النمطية عن الجامعة وطلابها بشكل أكبر».

 

تقول «قطري» إنه على الرغم من أن المصروفات وقتها كانت مرتفعة مقارنة بمستويات الدخل، إلا أن توفيرها كان أمرًا ممكنًا لأبناء الطبقة المتوسطة العليا ببعض الجهد. في حين تضيف «مقار» أنها خلال رحلتها كطالبة ثم أستاذة، لاحظت توجها داخل الجامعة لزيادة التنوع الموجود داخل المجتمع الطلابي من خلال اجتذاب العديد من طلبة المنح.، وبحسب المذكور على الموقع الرسمي للجامعة، فهي تقدم أكثر من 90 منحة دراسية على أساس الاحتياج المادي والتفوق لضمان التحاق أفضل الكوادر الطلابية بها.

 

ويعد برنامج «إعداد وتنمية القادة» الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية أحد برامج المنح الأشهر داخل الجامعة، وهو يشترط قبول طالب وطالبة من كل محافظة بالجمهورية للحصول على منحة دراسية كاملة بالجامعة، وهو البرنامج الذي بدأ عام 2004 وتخرجت فيه ثماني دفعات حتى توقفه عام 2012 ،وعلى الرغم من أن عدد خريجي هذا البرنامج لا يتعدى الـ 450 طالب، إلا أنه يعتبر مقدمة لبرامج أخرى مشابهة تلته مثل منحة MEPI ومنح أخرى.

 

كانت هند الطاهر أحد خريجي الدفعة الثالثة من برنامج «إعداد وتنمية القادة»، فيما عادت للجامعة مرة أخرى في 2015 للحصول على درجة الماجستير في الإعلام والصحافة، ضمن منحة يوسف جميل لدراسة الماجستير، وهي المنحة التي بدأت للمرة اﻷولى في 2012.

 

تقول «الطاهر» إن نظرة مجتمع الجامعة للطلاب الحاصلين على المنح قد تغيرت بشكل كبير ما بين عام 2006، حينما دخلت الجامعة، والآن. وتتذكر أنها حين التحقت بالجامعة شعرت بالاغتراب وسط الطلاب، حيث نظر لها الكثيرون على أنها دخيلة على هذا المجتمع.

 

وتضيف: «كان هناك نظرة فوقية كبيرة، دائما كان هناك إحساس أننا قليلون، ولا بد أن نعمل بجهد كبير ونطور من أنفسنا كثيرًا حتى نستحق أن نكون في مكان مثل هذا. عانى زملاء لي من تعليقات على ملبسهم وشكلهم وحجابهم، أنا شخصيا تعرضت لضغط أكاديمي كبير، وخاصة بسبب الدراسة بالإنجليزية، تخيلي أن كل من حولك يفكرون ويتفاهمون ويحلمون بالإنجليزية، ويحدثونكِ عن الكورسات والساعات المعتمدة، وأنتِ تكافحين فقط حتى تفهمي ما تقوله الدكتورة بالإنجليزية في المحاضرة، في حين كانت آخر معرفتك بالدراسة هي العلمي والأدبي. كان هذا شيئًا قاتلًا، وكان من الصعب أن نتأقلم عليه، كان هذا النوع من الضغط موجود دومًا لنصل لمرحلة استحقاق أن نكون في الجامعة اﻷمريكية».

 

أما الآن، لا تشعر «الطاهر» كثيرًا بالحاجة لإثبات هذا الاستحقاق، مضيفة: «ما زال هناك أناس يقيمونكِ بمستواكِ الاجتماعي، لكن هؤلاء أصبحوا أقلية، الأكثرية حاليًا ينبهرون حين يعرفون أني طالبة منحة، أصبح هناك تقدير واحترام أكثر لهذا اﻷمر، وهو أمر بالتأكيد له علاقة بتغير الظروف الاقتصادية التي جعلت الكثير من الطلاب يفكرون في اللجوء للمنح حتى يكملوا تعليمهم».

 

ورغم ما تقوله «الطاهر» عن انبهار طلاب الجامعة حاليًا بالطلاب الحاصلين على المنح، إلا أن موقفًا تزامن مع التظاهرات اﻷخيرة قد يعكس مشاعر أخرى بخلاف الانبهار.

 

في أحد المجموعات المغلقة على فيسبوك، والتي كانت تناقش التظاهرات، تبادل بعض الطلاب منشورات ساخرة عن طلاب المنح الذين لا يحملون نفس القلق الذي يحمله باقي الطلاب بخصوص ارتفاع المصروفات، ما دفع الطالبة بسنت زين الدين، الحاصلة على منحة يوسف جميل، لنشر مقال بجريدة «القافلة» الطلابية تدافع فيه عن طلاب المنح، مؤكدة تضامنها التام مع مطالب باقي الطلاب بخفض المصروفات. وفي مقالها قالت «زين الدين»: «أود أن أرسل رسالة لمجتمع الجامعة لأقول لكم طلبة المنح جزء هام من الطلاب، والنظر إلينا على أننا مجموعة من المرفهين تؤلمنا، لأنها ببساطة ليست حقيقية».

 

من جانبه، يعود أحمد الدروبي، الذي التحق بالجامعة الأمريكية حين كان مقرها في ميدان التحرير، ليقول إن المجتمع الطلابي وقت التحاقه بالجامعة استوعب طبقات اجتماعية مختلفة، متذكرًا كيف كان يستقل أتوبيس النقل العام للذهاب للجامعة، شارحًا: «بالطبع كان في انتقال حرم الجامعة من قلب المجتمع المصري في ميدان التحرير إلى التجمع الخامس دعمًا للصورة النمطية عن الجامعة وطلابها بشكل أكبر».

 

 

وانتقل مقر الجامعة إلى القاهرة الجديدة عام 2008، بسبب خطط إدارة الجامعة للتوسع بعد عدم قدرة مقر الجامعة التاريخي في وسط القاهرة على استيعاب الطلبة، إلا أن الانتقال قوبل بالكثير من الانتقادات بسبب ما اعتبره الكثيرون فصلًا للجامعة عن الحراك المجتمعي الذي كانت في قلبه في السابق، وعزلها في القاهرة الجديدة، بالإضافة إلى التكلفة العالية التي تطلبها الانتقال للمقر الجديد، التي وصلت لقرابة الـ 400 مليون دولار.

 

 

«لم تكن الجامعة أبدا منفصلة عن التغير المجتمعي الحادث خارج أسوارها في أي لحظة من اللحظات، حتى وإن كانت تحمل ثقافة مختلفة بسبب طبيعة الدراسة أو اختلاف المستوى الاجتماعي لشريحة هامة من الطلاب، كان هناك تنوع قوي بين الطلاب».

 

فيما تضيف ليلى قطري عن فترة دراستها بالجامعة: «كان قرابة 25% من طلاب الجامعة من أبناء المهنيين المنتمين للطبقة المتوسطة العليا، الذين يملكون مدخرات قليلة تمكنهم من دفع المصروفات ببعض الجهد والحصول على منح جزئية كجزء من برنامج المساعدة، كما كان هناك الكثير من أبناء المصريين العاملين بالخليج». واستكملت قائلة إن نسبة مماثلة كانت من نصيب الطلبة الفلسطينيين والأردنيين الذين أتوا للدراسة بالجامعة من خلال برامج منح مختلفة إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وهو ما أدى لوجود حراك طلابي قوي واهتمام بالقضية الفلسطينية بين الطلاب، على حد قولها.

 

تقول «قطري» أيضًا إنها شهدت في هذه الفترة اتجاها أكبر بين طالبات الجامعة لارتداء الحجاب، الذي بدأ بالانتشار داخل المجتمع المصري منذ بداية الثمانينيات، «لم تكن الجامعة أبدا منفصلة عن التغير المجتمعي الحادث خارج أسوارها في أي لحظة من اللحظات، حتى وإن كانت تحمل ثقافة مختلفة بسبب طبيعة الدراسة أو اختلاف المستوى الاجتماعي لشريحة هامة من الطلاب، كان هناك تنوع قوي بين الطلاب».

 

أما «المراكبي»، فتعود لتقول إن مظاهرات الطلاب الحالية غير منفصلة عن المطالب الاجتماعية لمجموعات أخرى داخل الجامعة، بل إنها تمتد أيضا لمطالبات بإيجاد حلول لرواتب الموظفين والعمال الذين تأثروا بخطة تقشفية طبقتها الجامعة منذ عام 2011 للسيطرة على أزمة عجز كبيرة في ميزانيتها شملت تقليص الرواتب، وارتفاع مصاريف الدراسة الجامعية، وفصل قرابة الـ 20% من الموظفين بالجامعة، وبيع جزء من أملاك الجامعة، وتقليص الامتيازات المالية لعمال الجامعة، وإلغاء منح الانجاز للطلاب، مضيفة: «تأثر كل من في الجامعة بهذه القرارات، كنا نعلم تمامًا أن تظاهراتنا سوف تجتذب الكثير من الانتقادات انطلاقًا من الصور النمطية عن طلاب الجامعة، لكن هذه التصورات لا تعكس الحقيقة بشكل كبير».