كتاب لو تعلمون عظيم يا "وزير التعليم"
على الرغم أنه ليس كتاباً للكبار، بل للصغار
فقط، فإنه كتاب فعلا يصادقك من أول نظرة، فإذا ما نقلته لصغارك يصادقهم أيضاً من أول
نظرة، فهو يحدثهم ويحاورهم.. يلعب معهم.. يداعب خيالهم.. يرجع بهم إلى ذكرياتهم ويعود
إلى حاضرهم.. ويبحر إلى مستقبلهم.
كتاب يجعل الطفل يكتشف نفسه وبيئته وقدراته الشخصية
ومميزاته وعيوبه، يطلب منه كتابة تاريخ ميلادهم، ورسم صورته وصور عائلته، ومحل إقامته،
اسم الشارع الذي يسكن فيه، يعلمه كيف يكتشف كل من حوله وكيف يتعامل مع الآخرين لا يسيء
لهم، ولا يترك أحدا يسيء له، فيصبح شخصية خلاقة متفاعلة متناغمة متزنة، وليس شخصية
تعتمد على الحفظ والتلقين، وتنتظر مجموع الثانوية العامة لدخول عالم الجامعة بلا وعي
أو إدراك للمطالب الحقيقية لقدرات كل شخص ورغباته وطموحاته، أو قدرات مجتمعه وسوق عمله.
هذا هو الكتاب الذي نريده لأطفالنا في المدارس،
لا كتاب للحفظ والتلقين، إنه كتاب لو تعلمون عظيم، نحن في أمس الحاجة إليه، لابد أن
تتبني وزارة التربية والتعليم نشره وتدريسه، وتعميمه، على مستوى مدارس الجمهورية.
كتاب أخذت مؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة،
على عاتقها، بشكل فردي نشره وتعليم مبادئه على بعض المدارس، قد يساعدها أحد هنا أو
هناك من بعض مؤسسات المجتمع المدني، لكن تبقي وزارة التربية والتعليم بعيدة كل البعد
عن دورها في تفعيل ذلك من خلالها.
كتاب «أنا ونحن» عبارة عن مجموعة أجزاء من تأليف
الدكتورة سهير الدفراوي التربوية بمؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة، يعمل الكتاب
على تنمية مهارات الطفل الذاتية وعلاقاته الشخصية مع الآخر، وهو كتاب من 4 أجزاء كل
جزء منه بها طريقة تنموية تدعم النشء في الحياة، وتعلموه أن الإنسان ماضي وحاضر ومستقبل.
الحقيقة ليس من المعقول أن تظل فكرة تعليم الأطفال
التي طبقتها مؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة في عدد من مدارس المحافظات مثل
محافظة سوهاج وأسيوط وبعض مناطق القاهرة، وأثبتت تميزها في تغيير المفاهيم الحياتية
لدي المتدربين، حبيسة أدراج أو أفكار القائمين على وزارة التربية والتعليم، بحجة عدم
وجود موارد مالية أو حجج أخرى وهي كثيرة.
يتحدث وزير التربية والتعليم على طبيعة المرحلة،
طبيعة المواجهة مع الفكر الإرهابي من خلال المدارس لأنها خط الدفاع الأول تعليمياً
وتثقيفياً وكفي، ودون خروج عن المألوف أو المحفوظ منذ عهود سحيقة.
يبقي أن يعرف وزير التربية والتعليم أن كتاب
«أنا ونحن»، وهو الكتاب الذي لجأت إليه خبيرة اجتماعية إيطالية، لتدعم به قبائل اليمن
لمحاربة الفكر المتطرف للحوثين، خوفا من تأثر أطفالهم بهذا الفكر في المدارس التي يسيطر
عليها الحوثيون.
لقد انتهت مؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة،
من التدريب على المرحلة الرابعة من برنامج «أنا ونحن» منذ أيام بسوهاج، ومستمرة في
نشر ثقافة التفكير، لكنها مازالت تأمل في نشر ذلك على كل مدارس الجمهورية يا دكتور
هلالي.