خدعة اسمها (الجامعة الأمريكية)
خطوة ممتازة من الدولة، ووزارة التعليم العالي، بالإعلان أمس عن توفير منح بديلة لمنح الجامعة الأمريكية، التي تخلت عن التزامها بتحمل نفقات الطلاب المقبولين على برنامج الوكالة الدولية التي علق ترامب نشاطها وتمويلها، والأهم في تلك الخطوة أنها جاءت للطلاب ببديل موازي في فروع الجامعات الألمانية والكندية والأوروبية بالعاصمة الإدارية في رسالة مهمة بأن خيارات مصر باتت متعددة.
التزامات مفقودة.. وأعلى مصروفات دراسية!
اللافت أن هذه الخطوة سبقها قرار الوزارة تحمل نفقات ٨٠٠ طالب آخرين على برامج المنح الأمريكية بمختلف جامعات مصر، على أن تتحمل الجامعة الأمريكية نفقات الطلاب المقبولين بها على برنامج المنح، لكن من الواضح أن الجامعة الأمريكية تخلت عن التزامها تجاه الطلاب المقرر قبولهم هذا الفصل الدراسي، والفصل المقبل وعددهم أقل من ١٢٠ طالبا، وهو ما يثير كثير من علامات الاستفهام حول تلك الجامعة التي حصلت لعقود على امتيازات كبيرة وتسهيلات من الدولة المصرية، بحجة دورها المجتمعي ونشاطها غير الربحي، رغم أنها الجامعة الأعلى في مصروفاتها الدراسية التي تقترب من نصف مليون جنيه.
درس المنح الأمريكية يلزمنا بضرورة مراجعة آليات التعامل مع هذه الجامعة التي أنشأت كجامعة أهلية غير ربحية، وحصلت على حصانة شبه تامة جعلتها طوال الوقت تفرض شروطها المجحفة، وتبالغ في تقدير مصروفاتها الدولارية، وتجمع تبرعات بالملايين على حس نشاطها الأهلي، ويتاح لها تقديم أنشطة ربحية على هامش العملية التعليمية بدعوى تنمية مواردها الذاتية، ثم تأتي في أول اختبار حقيقي لدورها المجتمعي لتتخلى عن التزامها تجاه الهدف الأساسي الذي أنشأت من أجله.
لعقود طويلة صنعنا هالة غير حقيقة حول تلك الجامعة حولتها من مجرد مؤسسة تعليمية لآداة هيمنة، برغم أنها ليست أكثر من جامعة خاصة بمصروفات مبالغ فيها، وتعامل نظيراتها كذلك في دول شقيقة مثل لبنان والإمارات، حتى في أمريكا ذاتها هي ليست أكثر من مؤسسة تعليمية ضمن مئات الجامعات.
ظروف إنشاء الجامعة الأمريكية في مصر منحها وضع خاص في وقت لم يكن هناك غيرها، ويجري استغلال ذلك حتى الآن برغم إن دورها المجتمعي تضاءل بشدة أمام ما تقدمه جهات أخرى، وإذا كان أهم ما تتميز به الجامعة الأمريكية بالقاهرة هو المنح الدراسية للمتفوقين، فإن ما تقدمه، قبل وقف البرنامج أصلا، لا يذكر ولا يقارن أمام ما تقدمه جهات أخرى مثل الهيئة الألمانية للتبادل العلمي بالقاهرة(DAD) التي أعلنت الأسبوع الماضي عن منح استثنائية إضافية توزاي تقريبا كل عدد المنح الموجودة بالجامعة الأمريكية،أتحدث عن منح استثنائية وليس عن البرنامج الثابت لمنح تلك الهيئة، أو حتى تلك المنح الشاملة التي تقدمها الجامعة الألمانية بالقاهرة بالمئات لأوائل الثانوية والمحافظات سنويا ورغم ذلك تعامل كجامعة خاصة رغم إنشائها بتعاون صريح بين دولتي مصر وألمانيا، بخلاف منح الجامعات الخاصة الأخرى الكندية والأوروبية. واليابانية والصينية.
خلاصة القول في هذه المسألة علينا سريعا إعادة النظر في التعامل مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ووضعها في حجمها الطبيعي، وإلزامها بما يلتزم به غيرها، والتعامل بمبدأ المصلحة المتبادلة ولنا فيما حدث عبرة.
- الجامعة الامريكية
- منحة الجامعة الأمريكية
- منح وزارة التعليم العالي
- بدائل منح الجامعة الأمريكية
- المنح الدراسية في مصر
- منح الجامعات الألمانية والكندية
- التعليم في العاصمة الإدارية
- برنامج الوكالة الدولية للتعليم
- مصروفات الجامعة الأمريكية بالقاهرة
- المنح الدراسية للمتفوقين
- الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD
- المنح الحكومية المصرية
- أزمة منح الجامعة الأمريكية
- المنح الدراسية في مصر 2025
- منح الجامعات الخاصة في مصر
- بدائل منح الجامعة الأمريكية بالقاهرة
- منح الهيئة الألمانية للتبادل العلمي
- أفضل المنح الدراسية في مصر
- مصروفات الجامعات الخاصة في مصر
- الجامعات الأجنبية في العاصمة الإدارية
- الدعم الحكومي للطلاب المتفوقين
- مقارنة بين الجامعات الخاصة في مصر