الحَوسَبة السَحابية Cloud computing
بطريقِ العينِ السخنةِ اِفتتاحُ مَركزِ البياناتِ والحَوسَبةِ السَحابيةِ الحكوميةِ؛ وتلعبُ مراكزُ البياناتِ الضَخمةُ تلك دورًا رئيسيًا في تخزينِ البياناتِ وإدارتِها. ويُعَدُ مركزُ البياناتِ والحَوسَبةِ السَحابيةِ الأولُ من نوعِه في تَحليلِ ومُعالجةِ البياناتِ الضخمةِ وهو يُقدمُ خِدْماتِ الذكاءِ الاِصطناعي في مصر وشمال إفريقيا.الحوسبة السحابية
تبَلغُ مِساحةُ المَركزِ نحو ٢٣،٥٠٠ متر مربع، يُمكنُ اِستغلالُ ١٠،٠٠٠ متر مربع منها للإنشاءاتِ والباقي مُخَصَصٌ للتوسعاتِ المُستقبليةِ. وقد شارَكَ في هذا المشروع عدةُ شركاتٍ محليةٍ وعالميةٍ، وأيضًا أكثرُ من ١،٢٠٠ مهندسٍ وعاملٍ.
لذا من الضروري التعريفُ بالحَوسبةِ السَحابيةِ باِعتبارِها من أهمِ مظاهرِ وأدواتِ التكنولوجيا الحديثةِ.
ما هي الحَوسَبة السَحابية Cloud computing؟
الحَوسَبةُ السِحابيةُ هي توفيرُ مواردِ تكنولوجيا المعلوماتِ عبر الإنترنت عند طَلبِها مع تحديدِ المُقابلِ المالي وفقًا للاِستخدامِ، هذا بدلًا من تَملُكِ مراكزِ البياناتِ وتحمُلِ تكلُفةِ شرائها وصيانتِها. وبالتالي يمكنُ الوصولُ إلى خدماتِ التكنولوجيا، مثل الحواسبِ السريعةِ وسعةِ والتخزينِ غيرِ المحدودةِ وقواعدِ البياناتِ المُتنوعةِ عندَ الحاجةِ، وذلك من مُوفِري خدماتِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ مثل Google، Microsoft، Apple، Amazon.
من يستخدمُ الحَوسَبة السَحابية؟
تستفيدُ هيئاتٌ عِدةٌ من اِمكاناتِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ كالنَسخِ الاِحتياطي للبياناتِ Backup، ومواجهةِ الكوارثِ Disaster recovery، والبريدِ الإلكتروني Email، وتطويرِ البرامجِ واِختبارِها Program development and testing، وتحليلاتِ البياناتِ الضَخمَةِ Big data analysis، وتطبيقاتِ الإنترنت التي تُواجِهُ العملاءِ Customer-facing web applications. على سبيلِ المثالِ، تستخدمُ شركاتُ الرعايةِ الصحيةِ الحَوسَبةَ السِحابيةَ لتطوير ِعلاجاتٍ أكثرِ تخصيصًا للمرضى. كما تحتاجُ شركاتُ الخِدماتِ الماليةِ الحَوسَبةَ السَحابيةَ للكشفِ عن الاِحتيالِ ومنعِه. أما صانعو ألعابِ الفيديو فتُساعِدُهم الحَوسَبةُ السَحابيةُ في تقديمِ ألعابٍ عبرَ الإنترنت لملايين اللاعبين في جميعِ أنحاءِ العالمِ.
فوائدُ الحَوسَبةِ السِحابيةِ
خِفةُ الحركةِ Agility. تتيحُ الحَوسَبةُ السَحابيةُ سهولةَ الوصولِ إلى مجموعةٍ واسعةٍ من التقنياتِ التي تُمكنُ من الِابتكارِ بشكلٍ أسرعٍ وبَناءٍ. وذلك بإتاحةِ المواردِ بسرعةٍ وقتَ الحاجةِ، كخِدْماتِ إتاحةِ البِنيةِ التَحتيةِ، من حَواسِبٍ وتخزينٍ وقواعدِ البياناتٍ، والتَعلُمِ الآلي، والتحليلاتِ، وغيرِه وغيرِه. إذ يُمكِنُ نَشرُ خِدماتِ التكنولوجيا في فِترةٍ وجيزةٍ، والاِنتقالُ من الفكرةِ إلى التنفيذِ بسرعةٍ، مع حريةِ التجربةِ والاِختبارِ.
المُرونةُ Elasticity. مع الحَوسَبةِ السَحابيةِ، لا حاجةَ للإفراطِ في توفيرِ المواردِ مُسَبَقًا تَحَسُبًا للتعاملِ مع مستوياتِ ذُروةِ الضغوطِ على السَحابةِ، بدلًا من ذلك، تُتاحُ المواردُ بقدر ِالحاجةِ.
التوفير ُ في التكاليفِ Cost savings. تَسمَحُ الحَوسَبةُ السَحابيةُ بتوفيرِ نَفقاتِ إنشاءِ مراكزِ البياناتِ والحَواسِبِ وذلك مقارنةً بنفقاتِ اِستهلاكِ تكنولوجيا المعلوماتِ عند الحاجةِ لاِستخدامِها، هو ما يُحقِقُ وفرًا كبيرًا.
الاِنتشارُ على مستوى العالمِ في دقائقٍ Deploy globally in minutes. باِستخدامِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ، يُمكِنُ التَوسَعُ إلى مناطقٍ جُغرافيةٍ جديدةٍ في غضونِ دقائقٍ. على سبيلِ المثالِ، لدى مُوفري خِدماتِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ بنِيةٌ تَحتيةٌ في جميع أنحاءِ العالمِ، وهو ما يُتيحُ نَشرَ مُختلَفِ التطبيقاتِ في مواقعٍ على مقربةٍ من مُستخدميها بما يُقلِلُ من البُطءِ ويُحسِنُ تَجربتَهم.
أنواعُ الحَوسَبةِ السَحابيةِ
تَشملُ تَصنيفاتُ الحَوسَبةِ السَحابيةِ تَوفيرَ ثلاثِ خِدْماتٍ، البِنيةُ التَحتيةُ كخِدْمة Infrastructure as a Service (IaaS)، والمَنصَةُ كخِدْمةٍ Platform as a Service (PaaS)، والبرمجياتُ كخِدْمةٍ Software as a Service (SaaS). يُقدِمُ كلٌ منها مُستوياتٍ مُختلِفةٍ من التَحكُمِ والمُرونةِ والإدارةِ حسبما يَحتاجُ مُستخدمُها.
البِنيةُ التَحتيةُ كخِدْمةٍ (IaaS). تحتوي الخِدْمة IaaS على اللَبِناتِ الأساسيةِ لتكنولوجيا المعلوماتِ السَحابيةِ. وهو ما يُوفرُ الوصولَ إلى مَيزاتِ الشبكاتَ والحَواسبِ ومساحاتِ تخزينِ البياناتِ، بما يسمحُ بأعلى مستوى من المُرونةِ والتَحكمِ الإداري في مواردِ تكنولوجيا المَعلوماتِ المَطلوبةِ. وذلك دون وجودِها الفِعلي في إداراتِ تكنولوجيا المَعلوماتِ.
المَنَصَّة كخِدْمة (PaaS). تُزيلُ الخِدْمةُ PaaS الحاجةَ إلى إدارةِ البِنيةِ التحتيةِ الأساسيةِ من حَواسبٍ وبرمَجياتِها، ويسمحُ بالتركيزِ على نشرِ تطبيقاتِ المُستخدمِ وإدارتِها، وهو ما يزُيدُ من كفاءتِه حيث يزُيحُ قَلقَه بشأنِ شراءِ المواردِ أو التوسعِ فيها أو صيانةِ البرامج.
البرَمجياتُ كخِدْمةٍ (SaaS). تُوفرُ الخِدْمةُ SaaS منتجًا كاملًا يتمُ تشغيلُه وإدارتُه من قِبلِ مُزَوِّدِ خِدْمةِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ، ومن أبرزِ أمثلَتِها تطبيقاتُ البريدِ الإلكتروني. مع SaaS، ليس على المُستخدمِ التَفكيرُ في كَيفيةِ الحِفاظِ على الخِدْمةِ أو كَيفيةِ إدارةِ البِنيةِ التَحتيةِ الأساسيةِ، ما عليه إلا التفكيرَ في كيفيةِ اِستخدامِ التَطبيقِ.
ما الفَرقُ بين السَحابةِ العامةِ والسَحابة الخاصةِ؟
السَحابةُ الخاصةُ Private cloud هي خِدْمة يكونُ التَحكمُ فيها بالكاملِ من قِبَلِ مُنَظمِةٍ أو هيئةٍ واحدةٍ ولا تَتِمُ مُشاركتُها مع الآخرين. في الحَوسَبة الخاصةِ لا يَتيحُ مُقدِمُ الخِدْمةَ جميعَ المواردِ عبرَ الإنترنت، ذلك أنه يَدعمُ الاِتصالَ فقط عبرَ شبكةٍ خاصةٍ لمُستخدمين مُحَددين. وهي الأفضلُ في حالِ الحاجةِ إلى بِنيةٍ تَحتِيةٍ مُتَمَيِّزةٍ وأمانٍ عالٍ وخُصوصيةٍ. لكن يعيبُ هذا النوعَ من الحَوسَبةِ اِرتفاعُ تَكلُفةِ شراءِ الأجهزةِ وإنشاءُ البنِيةِ التَحتيةِ وصيانةُ البرمجيات.
في المُقابلِ فإن السَحابةَ العامةَ Public cloud هي خِدْمةٌ باِشتراكٍ تُتاحُ للعملاءِ الذين يريدون خِدْماتِها. في الحَوسَبةِ العامةِ يجعَلُ مُزَوِّد الخِدْماتِ جميعَ المَواردِ عامةٍ عبرَ الإنترنت، مثلَ الحَواسِبِ والتخزينِ والتطبيقاتِ، في مُقابل اِشتراكٍ. تَستخدمُ Google سَحابةَ هذه لتشغيلِ بعضَ تطبيقاتِها مثلَ Google Forms أو Google Drive أو YouTube، وما إلى ذلك. والسَحابةُ العامةُ هي التِقنيةُ الأكثرُ شيوعًا لتنفيذِ الحَوسَبةِ السَحابيةِ وهي الأفضلُ للشركاتِ التي تحتاجُ إلى بِنيةٍ تَحتيةٍ تَستَوعِبُ عددًا كبيرًا من العملاءِ والأعمالِ دونَ تَحَمُلِ أعباءَ إنشاءِ وصيانةِ سَحابةِ خاصةٍ.
اللهم لوجهِك نكتُبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ والجوائزِ،،
كاتب المقال
د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس