كل ما تريد معرفته عن سورة النساء .. فضائلها وسبب التسمية
سورة النساء هي إحدى السور في القرآن الكريم وقد نزلت في المدينة المنورة. اسمت بهذا الاسم نظرًا لأنها تحتوي على آيات تتعلق بحقوق النساء وتنظيم المجتمع المسلم. السورة تحتوي على تفصيل كثير حول حقوق النساء والتزامات المجتمع في حقهن.
تتحدث سورة النساء عن مواضيع متنوعة تتعلق بحقوق المرأة والأسرة، وتشدد على أهمية العدل والرحمة في التعامل مع النساء. كما تتحدث سورة النساء أيضًا عن قضايا اجتماعية واقتصادية، وتوجه بتوزيع الثروة بشكل عادل في المجتمع المسلم.
توجيهات للمسلمين بخصوص العدالة وحقوق الأيتام
إضافةً إلى ذلك، تقدم سورة النساء توجيهات للمسلمين بخصوص العدالة وحقوق الأيتام، وتشجع على العدل والإحسان في التعامل مع الناس بشكل عام. الهدف من هذه سورة النساء هو بناء مجتمع إسلامي يعتمد على العدالة والرعاية لجميع أفراده.
تكوين الإنسان من نفس واحدة
تتحدث سورة النساء في القرآن الكريم عن تكوين الإنسان من نفس واحدة، وذلك في الآية 1 حيث يقول الله تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".
تشير هذه الآية إلى أن البشر جميعًا خلقوا من نفس واحدة، آدم عليه السلام. ومن ثم، خلق الله زوجته حواء منه وأنتج منهما ذرية كثيرة. السورة تحث على تقوى الله وتحذر من قطيعة الأرحام، داعية إلى العدل والرحمة في التعامل مع الناس وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات العائلية.
وتقوية الصلة بين الأفراد في المجتمع والاعتناء بالعلاقات العائلية هي جزء من التعاليم الإسلامية التي تسعى إلى بناء مجتمع قائم على العدالة والتآخي
وهناك مفهوم صحيح من تعاليم الإسلام في سورة النساء، يُذكِّر المؤمنين بأن الله تعالى هو الرقيب، الذي لا يفوته شيء من أعمالهم، وإنه سيحاسبهم على كل فعل ونية. يُعبِّر ذلك عن مفهوم الإلهام الإلهي والمسؤولية الشخصية في الدين الإسلامي.
مثلًا، يقول الله في القرآن الكريم في سورة آل عمران (3:182):
"تِلْكَ أَمْوَالُهُمُ الَّتِي اشْتَرَوْا بِهَا أَنفُسَهُمْ ۖ وَلَوْ يَعْلَمُونَ ۙمَا أَنفَقُوا لَهُمْ ۖ فَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
التفكير في أفعال الإنسان والمحافظة على تقواه
هذا يذكر المؤمنين بأهمية التفكير في أفعالهم والمحافظة على تقواهم، حيث يتم حساب وجزاء الأفعال في الآخرة. هذه الفهمية تشجع على العمل الصالح وتحذر من الظلم والإسراف.
(وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).
القرآن الكريم وخاصة في سورة النساء تحث على رعاية اليتامى وحفظ أموالهم، ويوجه الأولياء لاختبار قدرة اليتامى على التصرف في أموالهم عند بلوغ سن الرشد. يأتي ذلك من خلال آية في سورة النساء (الآية 6)، حيث يقول الله تعالى:
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۙ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا"
يُحث هنا على التفاعل العادل مع اليتامى واختبار قدراتهم، وفي حال إظهارهم للنضج والقدرة على التصرف الحكيم، يتم إعادة أموالهم إليهم دون نقصان. هذا يعكس مفهوم العدالة والرعاية في الإسلام تجاه فئة اليتامى.