الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

Climate Change – You Cannot Manage What You Cannot Measure

تغير المناخ - لا يمكنك إدارة ما لا يمكنك قياسه..طلال أبوغزالة

الجمعة 21/أكتوبر/2022 - 01:06 ص

ننشر أهم أخطر وأهم مقال  فى القرن عن تغير المناخ للمفكر العالمى والخبير الاقتصادى الدكتور طلال أبوغزالة لمؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبوغزالة الدولية والذى حجبته محركات البحث العالمية باللغتين العربية والأنجليزية 

المقال 

بحكم خبرتي كمدقق مالي، يمكنني أن أؤكد أن "ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته" بشكل فعال. ولسوء الحظ، كان هذا هو الحال بالنسبة لمسألة تغير المناخ منذ بدايتها. لقد أظهر أحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة (في أبريل 2022) أن الحد بشكل جدي من انبعاثات الكربون التي تلوث غلافنا الجوي يجب أن يحدث الآن وإلا فلن يحدث أبدًا، وأننا بالتالي نتجه لوضع يصبح فيه عالمنا غير صالح للحياة.

بدون رقابة فعالة، فإن التعهدات التي قدمتها الدول بشأن كبح مستوى الإجراءات المضرّة بالمناخ لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه. هناك فجوة شاسعة بين الموعود وما تحقق على أرض الواقع. لقد غضت بعض الحكومات الطرف عن الصناعات الملوثة للمناخ وتلاعبت بعض الشركات في أرقام انبعاثات الكربون لمواصلة عملها كالمعتاد. كما زادت انبعاثات الاحتباس الحراري في جميع القطاعات على مستوى العالم، حيث يتم التلاعب بالإحصاءات بذكاء من قبل الكثيرين للتظاهر بالامتثال لقواعد الحفاظ على البيئة. ولا يمكننا محاسبة البلدان إذا لم تكن لدينا طريقة دقيقة لقياس الجهود التي تبذلها لمكافحة تغير المناخ.

من الواضح أن المساءلة البيئية تأتي مع وجود ممارسات محاسبية مناسبة بحيث تلتزم الشركات بالإبلاغ بشكل فعال عن قيمة الأضرار التي تتسبب بها للبيئة. إن وجود هذه الشفافية يسمح بتحسين المساءلة وتوضيح ما يحدث، لأنه لا يمكنك إدارة ما لا يمكنك قياسه. يفلت الملوثون من العقاب ويجب تحسين وسائل محاسبتهم لتحفيز الشركات على الإفصاح عن أوضاعهم الحقيقية، وهو أمر ضروري للإدارة الفعالة لانبعاثات الكربون.

لقد تحدثت عن هذا النوع من التكاليف البيئية فيما سبق، في العام 1999، حيث قُدتُ فريقًا كُلِّفَ بصياغة تقرير مفصل مع خبراء دوليين من كل هيئة محاسبية في العالم بعنوان "المحاسبة وإعداد التقارير المالية للتكاليف والمسؤوليات البيئية". وكان ذلك تحت إشراف جمعية المحاسبين القانونيين العربية (ASCA) التي أنشأتها في عام 1984، وتم صياغة التقرير بالتشاور مع الأمم المتحدة ومعايير المحاسبة والإبلاغ المالي الدولية (ISAR)، بتوجيه من الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك السيد كوفي عنان.

ولأن هذا التخصص المحاسبي يتضمن طبقات من التعقيد، فقد شعرت بالحاجة إلى صياغة تقرير يقدم المساعدة للمؤسسات والهيئات التنظيمية وهيئات وضع المعايير بشأن أفضل ممارسة في محاسبة المعاملات والأحداث البيئية. وكان الهدف هو توفير معلومات حول المركز المالي للمؤسسة بطريقة مفيدة لمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة للقيام بعمليات اتخاذ القرار وهي ضرورية لمساءلة الإدارة عن الموارد المعهود بها إليها.

يؤثر الأداء البيئي للشركة على صحتها المالية ويمكن استخدام المعلومات المالية المتعلقة بهذا الأداء لتقييم المخاطر المالية للشركة بشكل أفضل. كما تعتبر إدارة مثل هذه المخاطر من اهتمامات مجلس الإدارة والمساهمين والمستثمرين والهيئات التنظيمية المالية. ويهتم المالكون بذلك بشكل خاص بسبب التأثير المحتمل للتكاليف البيئية على الصحة المالية للشركة والتي تشمل عناصر مثل التكاليف المرتبطة بالأضرار البيئية وعمليات التنظيف والممتلكات والتخلص من النفايات والغرامات والعقوبات والمسؤوليات البيئية الأخرى.

بعد أن تم إعداد التقرير الذي أشرتُ إليه بجهد كبير مع إسهامات من خبراء من جميع أنحاء العالم، طلب مني السيد كوفي عنان أن أقدمه إلى لجنة خاصة ضمت سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وبعد الاطلاع على التقرير والنقاش حوله بنجاح، قال السفير الأمريكي إنه لا يمكنه قبول التقرير لأن الكونغرس الأميركي لن يقبل تطبيق الإجراءات التي نصَّ عليها التقرير على الشركات الأمريكية. ونتيجة لذلك تم حفظ التقرير دون إجراء.

إن العمل الجماعي من قبل جميع دول العالم لا يعني شيئًا إذا لم تتخذ الولايات المتحدة والصين إجراءات حقيقية في مجال كبح انبعاثات الكربون. الصين على وجه الخصوص تعتبر أسوأ ملوث في العالم من خلال بنيتها التحتية الصناعية الضخمة، وهي مسؤولة عن 30٪ من الانبعاثات الكربونية العالمية وحرق نصف إمدادات الفحم في العالم كل عام على الرغم من تعهد الرئيس شي جين بينغ بتقليل الانبعاثات إلى الصفر. أما ثاني أكبر ملوث فهو الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مسؤولة عن حوالي 15٪ من انبعاثات الكربون في العالم. لا أحد يخضع للمساءلة ولا دليل على وجود أية نتائج لسنوات من عقد اجتماعات مؤتمر تغير المناخ.

خلال رئاسته، نفى الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا حقيقة مشكلة تغير المناخ بطريقة صارخة للغاية. ولقد قدّم الرئيس بايدن وعودًا كبيرة بشأن المناخ وإن بوفاءٍ قليل لتلك الوعود. في الواقع، تجنبت الولايات المتحدة خلال العقود الستة الماضية القيام بأي اجراء جوهري في مجال تغير المناخ. ومنذ رئاسة ليندون جونسون في عام 1965 حذّر العلماء من أن خطر أزمة المناخ كان صارخًا وأن دول العالم تغامر بشكل خطير من خلال إطلاقها لانبعاثات هائلة تؤثر على حرارة الكوكب وأن هناك حاجة مُلّحة لاتخاذ إجراءات لمعالجة ذلك. لقد كانت صناعة الحفريات ناجحة تمامًا في نشر المعلومات المضللة، كما أن المناورات السياسية والاقتصادية في ضوء التهديد الذي يمثله تعاون روسيا والصين ربما أعاقت الإجراءات الأمريكية للحد من انبعاثاتها.

نحن نجتاز مرحلة زمنية للقرارات التي نتخذها فيها الآن تأثير مباشر على مستقبل حياة وبقاء الأجيال القادمة. لا يزال من الممكن خفض الانبعاثات بنسبة 50٪ بحلول عام 2030 وهو هدف حاسم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 5،1 درجة مئوية بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب خفضًا عميقًا للانبعاثات ويتطلب من الصين والولايات المتحدة العمل بجدية في هذا الصدد.

ما لم يتم اتخاذ إجراءات الآن، ستغرق بعض البلدان قريبًا تحت الماء وسنشهد عددًا غير مسبوقًا من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك موجات الحر والعواصف الضخمة وزيادة شحّ المياه وانقراض العديد من مقدراتنا الطبيعية وأنظمتنا البيئية، إلى جانب إبادة العديد من أنواع الكائنات النباتية والحيوانية. وسيؤدي هذا إلى خلل في التوازن البيئي العالمي وهو احتمال مخيف حقًا وله تداعيات لن يتمكن أي مبلغ من المال أو القوة من حلها.

ما نحتاج إليه هو جهد مشترك على جميع الجبهات، بما في ذلك تغيير أساسي يشمل أنماط حياتنا وعاداتنا، فضلًا عن السياسات الصحيحة والبنية التحتية والتكنولوجيا والمساءلة لمساعدتنا في هذا التحول. يجب على جميع الدول تقليل إدمانها على استخدام لوقود الأحفوري بشكل كبير، وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء المستدامة، وتحسين كفاءة الطاقة، وزيادة استخدام أنواع الوقود البديلة، واستخدام التكنولوجيا للمساعدة في تجميع الكربون وتخزينه بكميات أكبر.

بصفتي رئيس اتحاد التحضر المستدام في نيويورك، أقول أنه يجب علينا المطالبة بعمل أسرع وأكبر من حكوماتنا وتطوير ثقافة العيش المستدام داخل منازلنا وأعمالنا ومدننا بسرعة. نحن بحاجة إلى وضع معايير لضمان الامتثال، حيث لا توجد محاسبة وقليل من المساءلة في الوقت الحالي.

طلال أبوغزالة

Climate Change – You Cannot Manage What You Cannot Measure

As a financial auditor by profession، I can tell you that what is not measured cannot be effectively managed. Unfortunately، this has been the case with climate change from the beginning. The most recent report issued by the United Nations in April 2022 shows that the time is ‘now or never’ to seriously limit the carbon emissions that are polluting our atmosphere، and that we are heading to a world that will become uninhabitable. 

Without effective control، the pledges made by countries are not worth the paper they are written on. There is a vast gulf between what was promised and what has happened in reality. Some countries have turned a blind eye to climate polluting industries and certain corporations have fudged their carbon emission figures to continue business as usual. Greenhouse emissions have increased across all sectors globally، with statistics being cleverly manipulated by many to show compliance. We cannot hold countries to account if we do not have an accurate way of measuring the efforts they are taking to combat climate change.

It is clear to me that the issue of environmental accountability comes from having proper accounting practices in place، where companies can effectively report the cost of damage they cause to the environment. Having this transparency in place allows for better accountability and for a true picture of what is happening to be developed، as after all، you cannot manage what you cannot measure. Polluters are getting away and accounting must be improved to enhance corporate disclosure، which is essential to the effective management of carbon emissions.

This type of environmental-damage cost is something I spoke about as early as 1999 when I led the production of a detailed report with international experts from every accounting body in the world called ‘Accounting and Financial Reporting for Environmental Costs and Liabilities’. This was done under the Arab Society of Certified Accountants (ASCA) that I established in 1984، and was produced in consultation with the United Nations and the International Standards of Accounting and Reporting (ISAR)، under the instructions of the then UN Secretary General Mr. Kofi Annan.

This accounting specialization involves layers of detailed complexity and I felt the need to develop a report that provides assistance to enterprises، regulators and standard setting bodies on what is considered best practice in accounting for environmental transactions and events. The objective was to provide information about the financial position of an enterprise in a manner that is useful to a wide range of stakeholders in making decision and is necessary for the accountability of management for resources entrusted to it.

A company’s environmental performance affects its financial health، while financial information relating to such performance can be used to better assess corporate financial risk. The management of such risk is a matter of concern to the board، shareholders، investors، and financial regulatory authorities. Owners are particularly interested because of the potential effect of environmental costs on the financial health of the company، that include elements such as costs associated with environmental damage، cleanup operations، property and waste disposal، fines and penalties، as well as other environmental liabilities.

The report was produced with great effort and diligence with input from experts across the world. At the time، Mr. Kofi Annan asked me to present the report to a special committee which included the US ambassador to the UN. After going through the report and successfully arguing its case، the US ambassador said that he could not accept the report as the US Capitol would not accept such regulation to be implemented across corporate America. The report was subsequently shelved.

The collective action by all  countries of the World means nothing if the US and China do not put real action into decarbonization. China in particular، is guilty of being the world worst polluter with its massive manufacturing infrastructure، responsible for a frightening 30% of global emissions and burning half of the world’s coal supply each year despite President Xi Jinping’s  zero pledge. The next biggest polluter is the USA، responsible for around 15% of world carbon emissions. No one is being held accountable and years of COP meetings have little to show.

During Trump’s Presidency، he repeatedly denied the reality of climate change in a very flagrant manner. Biden has over promised and very much under delivered. In fact، for the past six decades the US has avoided doing anything substantial in the climate change space. Scientists warned Biden’s predecessor Lyndon Johnson in 1965 that the threat of the climate crisis was stark and that the world’s countries were conducting a vast، dangerous experiment through their enormous release of planet-heating emissions and that remedial action was needed. The fossil industry has been quite successful in its misinformation war، and political as well as economic maneuvering in light of the threat of Russia and China taking global position may well have stymied US action to reduce its emissions.

We are at a point in time where the decisions we take now will have a direct effect on securing a livable future and the survival of future generations. It is still possible to reduce emissions by 50% by 2030 which is a crucial target to limit global warming to 1.5 Celsius by 2050. This however، necessitates a deep reduction of emissions and requires both China and the USA to work seriously to clean up their yards.

Unless action is taken now، some countries will soon be under water and we will see an unprecedented number of natural disasters including heatwaves، mega storms، greater water scarcity and the extinction of many of our natural habitats and ecosystems، along with the annihilation of many species of plant and animal life. This will upset the world ecological balance which is a truly frightening prospect and will have repercussions that no amount of money or power will be able to solve. 

What is needed is a combined effort on all fronts، including a fundamental change including our lifestyles and habits، as well as the right policies، infrastructure، technology and accountability to aid us in this shift. All nations must reduce their fossil fuel addiction substantially، extend access to sustainable electricity، improve energy efficiency، increase the use of alternative fuels and use technology to help capture and store carbon in greater amounts.