اول حفيد لـ"محمد علي" يكشف كواليس مذبحة القلعة التي قضت علي المماليك
الأحد 23/مايو/2021 - 02:57 م
نشرت صفحة تاريخ مصر القديم، علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تفاصيل مذبحة القلعة "مذبحة المماليك" التي اندلعت في 1 مارس 1811 هناك يراها مذبحة متكاملة الأركان من حيث انعدام الآدمية وتفشي الوحشية وهناك من يراها أنه رد فعل سياسي من محمد علي تجاه المماليك والذين كانوا يتسمون بالخيانة مما جعل محمد علي يؤمن بأنهم خطر على مشروع دولته.
بين هذا وذاك لم يتكلم أحد من أسرة محمد علي عن رأيه في تلك المذبحة طوال 122 عام حتى يجيء الأمير محمد عمر طوسون نجل الأمير محمد طوسون باشا ابن والي مصر محمد سعيد باشا ابن محمد علي باشا ، ويدلي بدلوه في مذبحة القلعة ، ليكون أول من تكلم عن مذبحة القلعة من الأسرة العلوية ففي الأول من شهر مايو سنة 1933 م .
ونشرت مجلة الهلال مقالا مطولاً من 4 صفحات كاملة تحت عنوان ” كيف انتهى المماليك بعد مذبحة القلعة ” .جاء هذا المقال في إطار تغطية الهلال لمحاضرة لعمر طوسون في المجمع العلمي ، أشار فيها إلى أن المماليك لم ينتهوا بعد مذبحة القلعة ، حيث أن ظل منهم أحياء و من ماتوا إما هرباً أو جوع .
وكشف عمر طوسون أنه بعد مذبحة القلعة بـ 3 سنوات توفي أقدم اثنين من قادة المماليك وهما إبراهيم بك الكبير و عثمان بك حسن ، وتولى إدارة المماليك خلفاً منهما عبدالرحمن بك ومحمد بك منفوخ واللذين أرسلا لمحمد علي خطابا يفيد برغبة المماليك في رجوع مصر كمواطنيين فوافق محمد علي مشترطاً أن لا يستردوا أي شيء من ملكهم ولا يغادروا مصر إلا بعلمه
⭕ هل اختار و قرر و عزم محمد علي باشا علي قتل المماليك ؟!! :
حقيقة علاقة محمد علي بالمماليك أن محمد علي لم يبدأ مع المماليك الحل الدموي و ابتغاء القتل، فلقد حاول معهم إبرام الصلح والارضاء بالأموال لدرجة أنه أراد أن يسترضي مراد بك زعيم المماليك وأعطاه حكم الوجه القبلى مقابل فريضة من المال وعدم مساعدة المماليك للانجليز.
حيث قرر السلطان العثماني لمحمد بتجهيز الجيوش والخروج لمحاربة الحركة الوهابية " السلفية الجهادية " فى شبة الجزيرة العربية .
تسرب القلق لمحمد علي حيث رأى أنه إذا خرج الجيش في هذا الوقت وترك محمد على وحيدآ دون حماية فسوف يفكر المماليك في انتهاز هذه الفرصة والقضاء عليه و الصغود للحكم.
لذلك فكر "لاظوغلي باشا " رجل الدولة الاول و اشار علي محمد علي التخلص نهائيا من المماليك حيث اشار عليه أن يدعو زعماء المماليك إلى القلعة بحجة أنه سوف يقيم حفلا لتوديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابيين ، وذهبت الدعوة إلى المماليك في كل صوب من أركان مصر من مشرقها إلى مغربها ولم يشك زعماء المماليك في نية محمد على بل استعدوا وارتدوا الملابس الرسمية استعداداً للحفل وهم لا يعلمون أنه سوف يكون اخر يوم لهم في الحياة .
تفاصيل و مشهد المذبحة :
حل يوم الأول من مارس ، واستعد محمد علي للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم وبعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكى يمشون في موكب الجيش الخارج للحرب .
استغل محمد علي فرصة تقليد ابنه طوسون قيادة الحملة الموجهة لصد الوهابيين فأقام حفلاً كبيرًا لتقليده، ودعا أمراء المماليك مع بقية الكشاف والأمراء لحضور هذا المهرجان واستقبلهم بترحاب في قاعة الاستقبال، واعتذر من حضر من المماليك عن تخلف بقية زملائهم في الصعيد، فتظاهر محمد علي بقبول الاعتذار.
وعندما بدأ موكب الحفل سار في مقدمة الطابور فرسان الدلاة ثم مشاتهم يليهم فرسان المماليك ثم بقية الجند من الأرناؤوط، ولم يكد الموكب يخرج من باب العزب حتى استمر الباب مفتوحًا ليخرج الفوج الأول من الجنود وكذلك رئيس الشرطة والمحافظ والوجاقلية ، ثم أغلق الباب فجأة قبل أن يخرج أي من المماليك فلما رأوا الباب يغلق أخذوا في الاستعداد للقتال.
ولكن جنود محمد علي الذين كانوا قد تسوروا القلعة وأسوارها أمطروهم بوابل من الرصاص ، فلم يستطيع المماليك الدفاع عن أنفسهم إذ لم يكونوا يحملون سوى السيف، وما هي إلا ساعات حتى انتهت المجزرة وأسفرت عن قتل 470 منهم ولم ينج سوى أمين بك الذي قفز بفرسه واستطاع النجاة بينما قتل الفرس وسار في الصحراء حتى وصل إلى الشام بالتحديد الي سوريا ..