ثانوية الكوارث.. الراسبون بالأزهر في أكثر من خمسة مواد 84%.. والنجاح بالدور الثاني لن يتجاوز 10 %
الأحد 02/أغسطس/2015 - 01:43 م
على الرغم من شدة العاصفة التي ألقى بها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، يوم 14 يوليو بإعلان نتيجة الثانوية الأزهرية ونسبةالنجاح هي الأقل في تاريخ المؤسسة 28.1%، إلا أن الصدمة الحقيقية ليست في انخفاض نسبة النجاح.
والتي وإن كانت صادمة بلا شك ، إلا أن صدمة ما وجدناه بالبحث خلف تلك النتيجة، وما لم يذكره "شومان" ودلالاته، كانت أكبر، حيث كشف حجم الانهيار في التعليم داخل تلك المؤسسة.
وكيف أنه فشل بجدارة في هدفه السابق حينما اصر على تدريس المواد الفقهية والثقافية من إخراج طبيب داعية أو مهندس داعية أو مدرس داعية، بل أنه فشل حتى في إخراج ولو "داعية" فقط أو "طبيب" فقط .
الرسوب في مادة واحدة كفيل بإدخالك دور ثاني، ومدتان او ثلاثة او حتى أربعة مواد من أصل 15 مادة لطلاب الثانوية الأزهرية في القسم الأدبي، و16 مادة في القسم العلمي، لا يبدد أمل التحاقك بكلية، خاصة إذا كان فارق نجاحك درجة أو اثنان.
وبالتالي فاحتمالات أن تقفز تلك النسبة الضئيلة للنجاح من 28% إلى 60% أو اقل بقليل ليست ببعيدة، هذا ما ظننته في البداية، واعتقد أن غيري الكثيرين ساورهم الاعتقاد ذاته، إلا أن البحث في نتائج الطلاب الراسبين، وما كشفته عن التدني الكبير في مستوى الطلاب الأزهريين، تجعل احتمالات نجاح طلاب الدور الثاني لا تتجاوز الـ10% منهم، لاسيما إذا صدق المسئولون فيما أكدوه من أن اللجان ستشهد الانضباط ذاته الذي شهدته اللجان في الدور الأول، وأن سياسة منع الغش ستستمر.
لم نلجأ إلى التخمين أو تصريحات مسئول هنا أو هناك، فلقد حاولنا الوصول إلى أقرب نسب ممكنة، لم يخبرنا بها "كنترول" المعاهد الأزهرية، الذي رفض إخراج أي نتائج أخرى غير تلك المعلنة " نسبة النجاح الإجمالية28.1%، نسبة النجاح للقسم الأدبي 25.8%، نسبة النجاح للقسم العلمي 40.2%، تقدم للامتحان 121722 طالبا وطالبة، حضر الامتحان منهم 120069 طالبا وطالبة، نجح فى الدور الأول 33796 ،وبقي للدور الثاني 58976.
بينما ألغيت الامتحانات لـ400 طالب بسبب الغش. ولأننا لسنا متيقنين من أن اجابات ما نبحث عنه أهتم الكنترول بإحصائها، والبحث خلف اشارتها من الاساس، لجأنا إلى عمل "احصائية" على الطلاب الراسبين، معتمدين على عينة عشوائية من نتائج الطلاب الراسبين من مختلف المحافظات، بعدد 100 طالب، 50 منهم في القسم الأدبي، و50 في القسم العلمي.
وشملت الاحصائية طلاب من محافظات " القاهرة- الجيزة- القليوبية- المنوفية- كفر الشيخ- الغربية- الشرقية- الدقهلية- قنا- الفيوم- البحيرة- الاسكندرية- الوادي الجديد- الاقصر- الاسكندرية- دمياط- اسوان- السويس- سوهاج- اسيوط- بني سويف- البحر الأحمر- شمال سيناء- المنيا"، مع الحرص على أن تتضمن النتائج لطلاب وطالبات".
اظهرت نتيجة الاحصائية أن 84% من الطلاب في القسمين الأدبي والعلمي- العينة العشوائية التي اعتمدنا عليها- رسبوا في أكثر من 5 مواد، مما يعني أن تعويض تلك المواد، وإعادة مذاكرتهم استعداداً لامتحانات الدور الثاني، في مدة لا تتعدى الشهر، أمر بالغ الصعوبة، وأن نسبة الراسبين في مواد تجاوزت الخمسه في أدبي أكبر منها لدى طلاب علمي، ففي أدبي بلغت النسبة 72 % من العينة، أما في القسم العلمي 64 % فقط. ومما يجدر ذكره هنا أنه لولا القرار الذي اصدره الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، عام 2011، بالسماح للطلاب دخول امتحانات الدور الثاني دون التقيد بعدد مواد محدد، لعاد أكثر من نصف الطلاب السنة مباشرة، ولم يدخل من الراسبين الدور الثاني إلا نسبة قليلة، حيث كان قبل ذلك يتوجب على من يرسب في اربعة مواد او اكثر اعادة العام بالكامل.
وعلى الرغم من صعوبة نجاح تلك النسبة في الدور الثاني، إلا أن النجاح يصبح شبه مستحيلاً لدى 50% من الطلاب الذين سيخضعون لامتحانات الدور الثاني في القسمين الادبي والعلمي ، وهم الراسبين بعدد 8 مواد فما هو أكثر، ومنهم 7% راسبين في 13 مادة من أصل 15 مادة في القسم الادبي و16 في العلمي .
ولان درجات الطلاب في المواد التي رسبوا تحمل العديد من الإإشارات ، واحتمالات نجاحهم، وما إذا كانت تلك المواد رسبوا فيها لصعوبتها، أم أنهم لا يفقهون عنها شيء من الأساس، خصصنا جدول تحت عنوان " المواد الحاصل الطلاب فيها من (0: 5) درجات.
اتضح أن نسبتهم وصلت إلى 64%، مع الإشارة إلى أن تلك المواد درجاتها من 40،بينما كان بعض الطلاب يتغيبون عن الامتحان من الاساس، في القسم الادبي، كان عدد من حصل على اقل من 5 درجات في مادة او اكثر 52%، بينما في القسم العلمي 40% فقط. و وصل عدد من حصلوا على أقل من الخمس درجات في 5 مواد او أكثر إلى 11% من عينة البحث في القسمين الأدبي والعلمي.
المواد الشرعية
وبالانتقال إلى المواد الشرعية التي يدرسها طلاب القسمين الأدبي والعلمي على السواء وهم "الفقه- التفسير- الحديث (ينقسم إلى تحريري 30- الشفوي 10)- التوحيد- القرآن ( تحريري 30- الشفوي 10)"، فيتضح أن 24% فقط من الطلاب الذين سيدخلون الدور الثاني نجحوا في اجتياز المواد الشرعية دون رسوب، بينما 76 % منهم رسبوا فيها، باختلاف بين الرسوب في مادة واحدة او الخمسة، حيث رسب 29% منهم في (القسمين الادبي والعلمي) بمادة شرعية واحدة، و14% رسبوا في مدتان، و16 % رسبوا في ثلاث مواد " اكثر من نصف المواد الشرعية"، 7% من الطلاب نجحوا فقط في مادة شرعية واحدة من أصل 5 مواد ورسبوا في 4 مواد، 8% رسبوا في الخمس مواد .
ولقد ركزنا في البحث بالمواد الشرعية على مادتي "القرآن والحديث" لأهميتهم بالنسبة للطالب الأزهري، وكونهم أساس تعليمه الذي تبنى عليهم باقي المواد الشرعية الأخرى، كانت النتيجة صادمة، إذ أن 28% من الأزهرين " ساقطين قرآن"، و27% حديث، أما في نسبتهم داخل القسم الأدبي، فكانت 32% من عينة البحث، و22% في علمي.
ومن الملاحظات التي رصدناها ان أعداد الطلاب الغائبين عن بعض الامتحانات في القسم العلمي أكبر منه في القسم الأدبي، وأن أكثر المواد التي رسب فيها الطلاب بالقسم العلمي كانت " الجبر- الميكانيكا- التفاضل- الكمياء"، أما في أدبي فكانت "التاريخ- الجغرافيا- الأدب" أما المادة التي نجح فيها الجميع تقريباً كانت "الإنشاء".
فيما تبدأ امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية في منتصف أغسطس، بمداتي الفقه والجبر والهندسة الفراغية، وينتهي يوم 3 سبتمبر بمادة المستوى الرفيع، بينما جاء توزيع المواد داخل الجدول بتخصيص أيام "الأحد- الثلاثاء- الخميس" للامتحانات، وباقي ايام الأسبوع أجازه.