بالأرقام " نتيجة الثانوية الأزهرية".. إصلاح أم تطفيش؟
الثلاثاء 28/يوليو/2015 - 04:45 م
"من جد وجد ومن زرع حصد" و"من طلب العلا سهر الليالي" و"من سعى جنى" أمثال وحكم أطلقها السابقون ليتعظ بها اللاحقون، وجددها القائمون على زمام الأمور بالأزهر الشريف بتشديد الرقابة على امتحانات الثانوي الأزهرية، التي لم تتجاوز نسبة النجاح بها 28.1% هذا العام.
وأوضح شيوخ بالأزهر أن تلك النسبة كانت بسبب التشديدات في الرقابة على الامتحانات، إلا أنهم اعتبروها مُرضية وطريقًا للإصلاح، فيما وصفها طلاب بأنها ظالمة من شأنها المساهمة في عزوف أعداد كبيرة من الطلاب عن التعليم الأزهري.
من جانبه قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، عن النتيجة، إنها مُرضية، مؤكدًا أنها أولى ثمار الإصلاح.
ولفت إلى أنه في بداية من العام المقبل لن يقتصر ضبط الامتحانات على الثانوية أو الشهادات الأزهرية فقط بل سيعامل الصف الأول الابتدائي معاملة الثالث الثانوي ليتعود الطلاب على الاعتماد على أنفسهم، مما يدفعهم إلى الحرص على الحضور والاستذكار، مطالبًا الطلاب وأولياء الأمور على تقبل الوضع الجديد.
وأعلن توفير كافة متطلبات المعاهد الأزهرية وتهيئتها لتكون جاذبة للطلاب، من خلال تجهيزها بكافة الوسائل التعليمية والمعامل اللازمة لحسن سير العملية التعليمية، وتوفير المدرسين في كافة التخصصات وإلزامهم بالحضور وتأدية عملهم على أتم وجه، بالإضافة إلى تبسيط المناهج ووضوحها وربطها بالعصر وقضاياه.
تطفيش
"شيخ الأزهر يرغب في تصفية التعليم الأزهري والقضاء عليه".. بهذه الكلمات فسر "عيسى" أحد الطلاب بمعهد الخازندارة الثانوي بشبرا الإجراءات المشددة التي تسببت في رسوبه.
وتابع: "اعتمدنا على الغش في الأزهر منذ نعومة أظافرنا فمن غير المعقول أن يحرمونا منه الآن"، مضيفًا أن الامتحانات كانت صعبة وبعضها من خارج المقرر.
وقال عادل طالب أزهري:" إن كل أم وأب يدعون في كل صلاة وعند كل أذان على شيخ الأزهر أحمد الطيب وعباس شومان، ومحمد أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد قائلين حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".
وأوضح الطالب الملتحق بالقسم العلمي وحصل على 70% وتلك النسبة حطمت أحلامه وحرمته من الالتحاق بالكلية التي كان يرغب فيها.
فيما سخر حسين طالب أزهري آخر، قائلا:" الحمد لله رسبت في أربعة مواد"، معربًا عن أمله في أن يسعى شيخ الأزهر جاهدًا للارتقاء بالتعليم الأزهري وتبسيط المناهج على الطلاب.
من جانبه، قال محمد السيد غلاب وكيل عن شيخ معهد الخازندارة، إن نسبة النجاح بالمعهد كانت ضعيفة، بسبب التشديدات التي تمت لمنع الغش، مؤكدًا أن كل طالب حصل على حقه دون ظلم لأحد، فمن ذاكر أكرمه الله وحصل على مجموعة كبير أما الكسول فرسب.
وأوضح أن كثيرًا من الطلبة لم يأتوا أيام الدراسة وكانوا يعتمدون على الدروس الخصوصية فقط، معبرًا عن أمله عن أن يذاكر الطلاب في الدور الثاني لاجتياز الامتحان.
وتابع وكيل شيخ الأزهر: "نفسي يرتقي الأزهر بالطالب بحيث يذكر من أول السنة لآخرها ويحجم الدروس الخصوصية، وأن يضغط التفتيش على التوجيه لمتابعة المدرسين وحثهم على الانتظام في الحضور ومتابعة الطلاب والارتقاء بهم".
وعن تفسيره لتأثير نسبة النجاح هذه على التعليم الأزهري، أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أنها بمثابة تصفية للطلاب المجتهدين، وتجويد للعملية التعليمية وإعادة انضباطها ومن شأنها إنهاء حالة الفوضى الموجودة بالتعليم المصري.
وأشار الخبير التربوي إلى أن سبب تلك النتيجة هو لجوء طلاب الأزهر إلى الدروس الخصوصية كما هو الحال بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، موضحًا في الوقت ذاته أنه من أنصار إلغاء فكرة التعليم الأزهري واقتصاره فقط على الجمعيات للقضاء على الازدواجية الموجودة بالتعليم المصري.
واعتمد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، نتيجة الدور الأول للشهادة الثانوية الأزهرية بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2014-2015، بنسبة نجاح 28,1% .
وبلغت بنسبة نجاح للقسم الأدبي 25,8%، في حين بلغت نسبة النجاح للقسم العلمي 40,2%، وبلغت نسبة النجاح الإجمالية للشهادة الثانوية الأزهرية 28,1%.
وأوضح شومان، أنَّه تقدَّم للامتحان 121 ألفًا و722 طالبًا وطالبةً، حضر الامتحان منهم 120 ألفًا و69 طالبًا وطالبة، نجح في الدور الأول 33 ألفًا و796 طالبًا وطالبة، وبقي للدور الثاني 58 ألفًا و976 طالبًا وطالبة.