المواطنه والانتماء
هناك خلطا كبيرا بين مفهوم المواطنه والانتماء والولاء رغم الفرق الشاسع فى مفهوم كلا منهما فالمواطنه تعنى ارتباط الفرد بالمكان الذى ولد فيه فهو وطنه . وفى علم الاجتماع المواطنه شعور وسلوك .
وهى تتأثر بالحقوق والواجبات اما الانتماء
فهو الانتساب الحقيقى والفعلي للوطن والدين فكرا وتجسده الجوارح عملا والانتماء هو
شعور داخلى يجعل المواطن يعمل بحماس ويمتزج بل يذوب عشقا فى وطنه ويتفانى فى الدفاع
عنه لأنه من شروط المواطنه الانتماء للوطن .والدفاع عنه والافتخار به .
والانتماء مفهوم يشير الى كيان ما قد يكون
الفرد منصهرا معه مندمجا فيه مقبولا فيه كعضو ويجد نفسه وذاته بداخله يشعر فيه بكرامته
وعزة نفسه .وقد يكون هذا الكيان هو الاسره او جماعه او نقابه او العشيره او الوطن وهنا
يتداخل الولاء مع الانتماء والذى يعبر فيه الشخص عن الكيان الذى ينتمى اليه ويدين له
بالولاء وهو يبداء مع الانسان منذ الصغر منذ اللحظات الاولى للميلاد التى تتجه فيه
النفس بطبيعتها الى من يشبع حاجتها الضروريه واللازمه للحياه فهى تتجه الى الأم والاب
داخل الاسره الأم لانها تشبع حاجته الاساسيه من حنان وحب وغذاء وامان والاب الذى يحنو
ويشعر الطفل فى وجوده بالامان والسؤال الأن هل اذا تربى الطفل بعيدا عن الاب والام
الحقيقين مع اناسا اشبعوا حاجته الضروريه فهل سيتجه بمشاعره وانتماءه وولاءه لهم ؟
والاجابه البديهيه نعم اذا الانتماء والولاء له علاقه
بالحاجات الضروريه منذ الصغر الى ان يكبرالانسان ويتجه بمشاعره وحواسه الى المجتمع
والناس والدوله التى تطلب من الشاب ان يزود عنها ويدافع عن ترابها وان يعمل ويجد ويجتهد
وان يفنى ويذوب داخل المجتمع وهذا واجبه تجاه الدوله والمجتمع فماذا عن حقوق الفرد
فى المجتمع حتى يفعل الواجب عليه .اعود واؤكد ان العلاقه تبادليه فبدون ان يعطى المجتمع
للأنسان حقه فى العزه والكرامه والعداله الاجتماعيه ومن دون ان توفر له الدوله فرص
العمل المتكافئه دون محاباه وان يعامل معامله أدميه تشعره بذاته وكرامته فلن يكون هناك
انتماءا ولا ولاءا وسيتجه الشاب بمشاعره واحاسيسه وانتماءه الى جماعه او عشيره حتى
وان كانت متطرفه وهذا هو الخطر المحدق بأى وطن يترك ثرواته تنهب من بعض الاشخاص وتنتفع
قله بمقدراته ويعيش باقى المجتمع فى ضنك وغلاء ووباء
ومن هنا فأنى ادق ناقوس الخطر واقول ان الانتماء
لايأتى بأذاعة الاغانى الوطنيه التى قد تفقد اثارها يوما بعد يوما فأن الشعوب تزحف
على بطونها واخطر شىء ان تحاول السيطره بأعلام زائف على العقول التى قد تسيطر على العقول
لفتره اما البطون فلا يملأها الكلام والأغانى افيقوا يرحمكم الله لدينا ثروه سكانيه
وغالبيتها من الشباب فلا تجعلوهم يفقدون ايمانهم بالوطن وبالانتماء وبالولاء ويقول
الفارابى ( لادوله فاضله دون مواطن فاضل ) ولذلك حرصت كل الشعوب المتقدمه على تعميق
الشعور بالأنتماء لدى شبابها الذى يمثل حجر الزاويه فى اساس اى تقدم واى تماسك وترابط
مجتمعى وما درس الاخوان عنا ببعيد عندما اتجه بعض الشباب بالانتماء لهم ثم بالولاء
الكامل والطاعه العمياء والذوبان داخلهم متناسين واجب الدوله عليهم فهل سنظل نعالج
مشاكلنا بالمزيد من الاغانى والقاء اللوم على الشباب والشعب
· كاتب المقال
المستشار احمد جاد الباهوق المحامي بالنقض
نائب رئيس حزب تحيامصرارادة شعب
ووكيل مؤسيسين للحزب