الأربعاء 22 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

شعار مسابقة المعلمين ( انت تربوي مكانك مش هنا! )

الجمعة 03/أبريل/2015 - 02:40 ص

كليات التربية هي الجهات المنوط بها إعداد المعلمين تربوياً وأكاديمياَ لإمتهان مهنة التدريس , وخريجي تلك الكليات وطبيعة دراستهم وخبراتهم لا تؤهلهم إلا للعمل بمهنة التعليم ولكن أين يذهب هؤلاء وكل الابواب دونهم توصد ؟

فإذا ما أراد الخريج منهم الإلتحاق بأية مهنة اخرى فقطعاً الرد الذي سمعه كل طلاب كليات التربية على مر الأيام وإن اختلفت مراحله ( انت تربوي مكانك مش هنا! ) أصبحت تلك العبارة لا تقتصر على جهات بعينها , فقد إنتهجت وزارة التربية والتعليم نفس النهج فى نتيجة تعيناتها الأخيرة على عكس الدور المنوط بها وهو اختيار الكوادر ألمدربة للإنضمام إلى العملية التعليمية ,

ففي السابق اثناء دراستنا بكليات التربية كنا نعيب على عبارة " التدريس مهنة من لا مهنة له " ولكن أصبح الواقع يجعلنا نتيقن بصدق تلك العبارة ومطابقتها للواقع التعليمي الذى تدنى بشكل ملحوظ وأصبحت مخرجاته تقاس بالكم والعدد فقط والسبب في ذلك ضعف ألية اختيار المعلمين الجدد وفق اسس علمية وأطر وأنظمة عالمية تعمل بها كل الدول فى مجال التعليم والتدريب و لا سيما المتقدمة منها , لجعل التعليم بيئة جذب للكفاءات المؤهلة إلى الإنضمام لركب العملية التعليمية ,

وقد رأينا منذ ايام قلائل تقدم الاَف المعلمين من خريجى كليات التربية للمسابقة المشهورة إعلاميا (30 الف معلم ) فكان حري بوزارة التربية الجهة المنوط بها تقييم المتسابقيين وإعلان نتائجهم أن تتحرى الشفافية في ألية الإختيار لما عليها من تسليط الضوء ودرءا لأية شبهة قد تلاحقها و لكن العكس قد اصاب تلك المرة وجاءت بخيبة أمل لجموع التربويين وتمت إختيارات لا تمت للمصداقية بأى صلة, ناهيك عن كم الأخطاء فى بيانات المتقدمين ومؤهلاتهم ,

ومما يثير غضبنا ايضا كتربويين تصريح وزارة التربية والتعليم قبيل ساعات من إعلانها للنتيجة بعدم عودة التكليف لخريجي كليات التربية !!! اين سيذهب هؤلاء إذاً ؟ من ناحية اخرى فقد افرزت تلك النتائج سلبيات عدة ابرزها المساواة بين خريجي كليات التربية وخريجي الكليات الأخري دون النظر إلى أى إعتبارات , وكيف لنا ان نساوي بين من درس أربعة أعوام تربوياً وأكاديمياً بين نظريات على جانب وتطبيق على جانب أخر بخريج أكاديمي اخر بحجة تأهيله تربوياً بدبلومة مدتها عام والتي اصبحت الأن ثلاثة شهور فى بعض الجامعات واحيانا يلجأ لها الخريج فقط كأداة للوظيفة ليس إلا!

فلنتخيل إذا سلكت الجهات الأخرى نفس النهج في إختيار كوادرها وسداً للعجز ايضاً ماذا سيحدث ؟ استحداث دبلومة طبية ويصبح الخريج طبيباً او حتى عضو هيئة تمريض !! وأخرى هندسية على نفس الطريقة !! بالطبع ستكون نتائج كارثية , هذا بالفعل ما يحدث بالمجال التربوي ألاَن جراء ضعف عملية الاختياروالتقييم وقد انعكس كل ذلك سلبا على مستوى التحصيل وضعف المستوى التعليمي للطلاب ولكنه موتاً اكلينيكاَ يختلف عن الموت الذي نعرفه,

فنحن لا نقلل من قدرات الأكاديميين غير التربويين فمن المؤكد أنهم مبدعون فى مجالهم بطرق أخرى ولكن جم حديثنا يصب هنا عن تجاهل وزارة التربية والتعليم لخريجي كليات التربية ووضع معايير للاختيار دون المستوى, فعلى وزارة التربية أن تتدارك الأمر وتضع رؤية مستقبلية واضحة لمعايير قبول المعلمين والتركيز على إنتقاء افضل العناصر وأكثرهم إستعدداد لممارسة مهنة التدريس وعليها ان لا تلعب دور وزارة القوى العاملة ينحصر دورها فقط في إيجاد فرص عمل للخريجيين ولتنظر إلى كيفية توظيف تلك الكفاءات ممن لديهم إتجاهات إيجابية ودافعية وإستعداد للعمل بتلك المهنة وفق متطلباتها وظروفها فهي أم المهن واعرقها وانبلها ...