مجلة فورين بوليسي : الشعب الأمريكي لا يأبه بتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط
الأحد 11/مايو/2014 - 11:49 م
رأت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية اليوم أن الشعب الأمريكي لا يأبه بإقامة السلام في منطقة الشرق الوسط. وتساءلت المجلة ـ في تقرير على موقعها الإلكتروني -"هل نستطيع إلقاء اللوم على الرئيس الأمريكى لعدم اتخاذه ما يلزم لدعم محادثات السلام المنهارة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وقالت " لا يستطيع أحد أن يقول إن اتفاقية السلام في الشرق الوسط ستكون سهلة , فتوسط الولايات المتحدة في الاتفاقية كان قضية خاسرة من ضمن قضايا الرئيس باراك أوباما
, ولذا حينما شرع وزير الخارجية جون كيرى في بدء محاولة جديدة للتوصل إلى تسوية
نهائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل خلافاتهما على أراضي القدس وقضية
حق عودة اللاجئين الفلسطينين انتقده المشككون معلقين على المبادرة بأنها ضرب من
الخيال وأنها لن تتحقق , وثبتت وجهة نظر المشككين عقب انهيار المحادثات في الشرق
الأوسط".
وأضافت " ومع انهيار المحادثات , بدأت الأطراف الثلاثة (اسرائيل وفلسطين وأمريكا)
في توجيه أصابع الاتهام إلى بعضها البعض, ولكن فى الوقت الذي تتبادل فيه الأطراف
الاتهام لا يري الشعب الأمريكي أن التوتر بين الجانبين يشكل خطرا على الولايات المتحدة
, ولم يضع قضية مفاوضات السلام في أولويات اهتمامه , ولم يعتقد في نجاحها في
المقام الأول , وانقسم إلى فريقين : فريق متعاطف والآخر يدعم مساعي باراك أوباما
نحو التوصل الي معاهدة سلام في الشرق الأوسط بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتابعت " لقد أظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه مركز (بيو) للأبحاث في شهري أكتوبر ونوفمبر
2013 أن 3 بالمائة من الشعب الأمريكي رأوا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
يمثل خطرا على أمريكا , مقارنة برأي 16 بالمائة أعربوا عن تخوفهم من الصين وإيران".
واستطردت المجلة " حتى قبل انهيار مبادرة جون كيري الخاصة بمفاوضات السلام بين اسرائيل
والفلسطينيين , انقسم الأمريكيون حول ما إذا كانت هناك وسيلة لصياغة حل الدولتين
(دولة اسرائيل ودولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة) , ومن جانب آخر لما
تراجع الدعم بشكل سريع".
وأظهر الاستطلاع ـ الذي أجراه نفس المركز في شهر أبريل الماضي ـ أن 46 بالمائة من
الأمريكيين يرون إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة يمكن أن تتعايش بسلام مع إسرائيل
, في حين أعرب 44 بالمائة عن استحالة حدوث الأمر.
وفي هذا الصدد لم يكن الأميركيون وحدهم هم المتشائمون بل إنهم شاركوا كلا من الإسرائيليين
والفلسطينيين هذا الشعور , حيث رأي 50 في المئة فقط من الإسرائيليين و14
في المئة فقط من الفلسطينيين أن حل الدولتين كان من الممكن حدوثه.
ومضت المجلة الأمريكية تقول " في الوقت الذي كانت فيه الإدارات الأميركية المتعاقبة
تحاول تصوير أنفسها على أنها الحكم المحايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين , لم
يخف الشعب الأمريكي أبدا تعاطفه , حيث أعرب 53 بالمائة من الشعب الأمريكي عن تعاطفهم
مع اسرائيل و11 بالمائة مع الجانب الفلسطينى.
وقالت إن الصراع حول دعم اسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين لم يكن وليد البارحة بل
هو مستمر منذ ما يقرب من أربعة عقود رصدتها استطلاعات الرأي.