تايم: أزمة الصحة في سوريا تلوح في اللأفق بعد هروب الأطباء
الثلاثاء 04/فبراير/2014 - 09:52 م
ذكرت مجلة (تايم) الأمريكية, اليوم الثلاثاء, أن أكثر من نصف الأطباء فروا من سوريا وهي في أمس الحاجة إليهم, بعد ثلاث سنوات من الصراع الدائر هناك. وأوضحت المجلة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن الأسبوع الثالث من الانتفاضة السورية تطور إلى حرب أهلية وحشية وبدأ الجرحى بالتوافد على مستشفى في ضاحية دمشق خلال مرور الطبيب أحمد (29 عاما) خلال الإقامة الطبية له. وأضافت أنه "أثناء قيام أحمد الذي طلب الكشف عن اسمه الأول فقط بسبب خوفه من ملاحقة الأجهزة الأمنية السورية بالكشف الطبي على شاب مصاب بكدمات وجرح عميق في جنبه الأيمن, قام اثنان من مسئولي قوات الأمن السوري بطرح العديد من الأسئلة على المصاب في غرفة الاختبار عن هويته وكيفية إصابته وتبين أن المريض كان في مظاهرة احتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, وفي تلك الأثناء, قام المسئولان باعتقال الشاب ولم يفعل أحمد شيئا. وأشارت المجلة إلى أن شبيحة الأسد يقومون باصطياد المتظاهرين المصابين من المستشفيات ومن ثم يقومون بالبحث عن المتمردين الذين يقاتلون ضد حكومة الأسد. وتابعت "عندما إزدادت قوة المعارضة في مدينة دوما السورية, بدأ المعارضون بالبحث في ممرات المستشفى - التي يعمل بها أحمد - عن أي مؤيد للنظام السوري الحاكم أصيب خلال الاشتباكات والقضاء عليه". ونوهت الصحيفة إلى أن كل تلك التداعيات جعلت أحمد يستسلم ويتخلى عن المرضى واختيار الحياة في الولايات المتحدة وساعده أقاربه بالفعل في الهجرة, وقال معلقا "نعم, ربما أشعر بالذنب, يمكن أن أكون جبانا لمغادرة سوريا, لكن كطبيب يستحيل أن تعمل هناك". ولفتت إلى أنه في يوليو من عام 2012, أقرت الحكومة السورية مشروع قانون لمكافحة الإرهاب بتجريم تقديم الرعاية الطبية إلى أي شخص يشتبه في دعمه للمتمردين. وذكرت المجلة أنه وفقا لتقرير صدر في الثاني من فبراير من العام الجاري من قبل أطباء من أجل حقوق الإنسان, يعد أحمد واحد مما يقدر بـ 15 ألف طبيب فروا من سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية, وهو ما يمثل نصف عدد الأطباء المعتمدين في البلاد, وأن الأطباء الفارين سببوا أزمة طبية مروعة. وجاء وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف المستشفيات السورية دمرت أو تضررت بشدة , بعد أن كانت المدينة السورية حلب تتباهى بعدد الأطباء الذي يقدر بـ 6 آلاف طبيب ولم يتبق منهم سوى 250 طبيبا يخدمون 5ر2 مليون نسمة وفقا لمنظمة الصحة العالمية, وفي ضواحي دمشق حيث يعمل أحمد تم خفض عدد الأطباء من ألف طبيب إلى 30 طبيبا فقط في ديسمبر الماضي. ووفقا للتقرير, اضطر الممرضات والفنيون وسائقو سيارات الإسعاف وأفراد الدعم الطبي للتخلي عن وظائفهم, وأصبحت المستشفيات غير قادرة على توفير الرعاية الطبية و إمدادات
الأدوية. وأضافت المجلة أن "الأمم المتحدة تقدر أن نصف مليون سوري تعرض لإصابات موهنة تتطلب
رعاية طويلة الأجل في مستشفيات فارغة", مشيرة إلى أن الطاقم الطبي الذي فر من مستشفى أحمد استقروا في فرنسا وألمانيا ودبي والمملكة العربية السعودية, وأن لدى البعض عقودا مربحة مع المستشفيات المحلية هناك وعمل آخرون في العيادات الخاصة. وذكرت المجلة أن العديد من الأطباء مروا بعملية شاقة للحصول على إعادة إصدار شهادات حتى يتمكنوا من العمل في الولايات المتحدة وأوروبا.. ونقلت عن رئيس الجمعية السورية الأمريكية الطبية ومقرها ولاية شيكاغو الأمريكية الدكتور زاهي زحلول قوله "لن يعود معظم الأطباء إلى سوريا بعد انتهاء الأزمة", مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي سيكون سيئا للغاية. وأضاف أن "حوالي 1200 طبيب شرعوا في إجراءات الإقامة في الولايات المتحدة منذ بدء الصراع, وأنه ليس متأكدا من تعافي النظام الطبي السوري من تلك الأزمة", وأشارت إلى أن النظام الصحي الأمريكي هو المستفيد من الأزمة وأن العديد من الأطباء السوريين أنهوا الدراسات العليا والتراخيص للعمل في الولايات المتحدة مع رواتب عالية ورعاية طبية متقدمة.