اعلام الجامعة بين عدم المهنية و تحقيق رسالة الجامعة و اهدافها
من الثابت في القانون المنظم لعمل الجامعات ان هياكلها التنظيمية تتضمن من بين وحداتها البنائية ما يسمى ادارة الاعلام و التي يجب ان تتميز ببناء تنظيمي و هيكل وظيفي على درجة عالية من التخصصية بما يؤهلها من القيام بمهامهما و مسئولياتها الوظيفية نحو تحقيق رسالة الجامعة و اهدافها الاستراتيجية. لذلك من الضرورة إمدادها بالكوادر المهرة ليس فقط المتخصصين اعلاميا بل بالإعلاميين ذوى الثقافة المستنيرة بمهام الجامعة في النواحي التعليمية و البحثية و الادارية و التنويرية الثقافية، و كذلك دورها في تنمية المجتمع و دفع خطة التنمية المستدامة.
وتأسيساً على ذلك يمكننا القول بآن هذه
الادارة غاية في الاهمية من حيث الوظيفة و المهام المنوط بها في
تحقيق ما تصبو الية الجامعة من التميز و المنافسة في مجالات عملها الاكاديمية و الادارية
و المجتمعية و ما ترنو اليه من شغل موقع متقدم في التصنيفات العالمية للجامعات. لذا
وجب على القيادة الجامعية التدقيق في اختيار العاملين بهذه الادارات اعتمادا على معايير
المؤهل الدراسي و الكفاءة المهنية و الخصائص
و السمات الشخصية مثل المصداقية و الواقعية
و الشفافية و الامانة في نقل البيانات و المعلومات من مصادرها الاصلية و التجرد من
الذاتية في عرض الحقائق. فتلك هي المعايير التي تقييم عليها الجامعات في عصرنا الحاضر
من خلال ما ينشر عنها في وسائل الاعلام المتنوعة،
الالكترونية منها (بوابة الجامعة الالكترونية – مواقع التواصل الاجتماعي – محركات
البحث الالكترونية..، الخ) او المقروءة او
المسموعة او المرئية. .
ان المدقق للحالة المهنية و الوظيفية التي
عليها معظم الإدارات الاعلامية بالجامعات يجد
ان هناك فجوة كبيرة بين الواقع و المأمول منها، كون اقتصار نشاطها على القيام بوظيفة
الأخبار و الاعلام المتمحورة حول المدح والاطراء في محاسن ونرجسية القيادة متناسية على
حساب ذلك دورها الاصيل في تعزيز العمل الاكاديمي و تفعيل مجالات العمل الجامعي الاخرى،
وهذا ما نجده في المواقع الالكترونية لمعظم الجامعات او تصريحات مراكز الاعلام الجامعية
على صفحات التواصل الاجتماعي او في الصحف او المجلات، من حيث كونها زاخرة بالصور الفوتوغرافية
للقيادات تعبيرا عن مشاركاته في فعاليات متعددة
على مدار الفترة الزمنية للتشغيل. و من هنا نستطيع القول بان هؤلاء الاعلامين
لم يدركوا مدى الضرر الذى يلحقوه بهذه القيادات
من وجهة النظر التقييمية!!، ان عملهم هذا انما يعكس مؤشرات سلبية في القيادة ، فالقائد
المتميز يجب ان يكون متفرغا لوضع السياسات و مراقبة تنفيذها
وتقييم نتائجها من خلال ما يعهد به الى الادارات و المراكز و اللجان المعنية بشئون المتابعة و التقييم.
ان هناك ثمة اخطاء اخرى يعهد اليها ما يسمون
انفسهم مستشارين او منسقين إعلاميين بالجامعة
و هي غاية في الاهمية و تتعلق بتوظيف الافعال و الكلمات الواردة فيما ينشر في
الاوعية الاعلامية المختلفة و الخاصة بإعلان النشاطات الجامعية و نتائجها، فحينما تكون
الافعال التالية مقرونة بالقيادة العليا مثل يصرح /يدلى/يعرب/يقول/يقرر، في ذات السياق، يجب التوقف عندها كثيرا لدراسة و تحليل مضمون هذا الخبر، فلا يصح ان يكون
القائد هو الجوكر الوحيد في المؤسسة، و الا فما فائدة معاونيه من النواب الاكاديميون
و الاداريون و المجالس المتخصصة و التنفيذين ...الخ. ان هذا انما يعكس نمطا اداريا
سيئا، فهل يفطن الاعلاميون لهذا؟ هل يفطن الاعلاميون
انهم بهذا التصريح اضروا بالسياق الإداري و التنظيمي الذى اعده و يشرف عليه القائد و يتابعه؟ هل فطن الاعلاميون بتصريحاتهم هذه انما
يعكسون قدرا كبيرا من عدم المصداقية و الشفافية امام القراء، فالجميع يعلم ان القيادة
العليا لا تنفذ و لا تقول ، انما يخطط و يضع السياسات و من خلال اداراته المنوط بها ذلك يستطيع ان يتابع
و يقيم سياسته و يطورها. لذلك و تعقيبا على ما سبق يبرز السؤال المهم هل آن الاوان
لهؤلاء القيادات ان تفعل ما ذكر بعالية من معايير لاختيار من هم قائمون على الاعلام
بالجامعات بما يتناسب مع ما تشهده الجامعة من تطور علمي في كافة الأصعدة. بأسلوب مهني
واحترافي، يحافظ على الجامعة و قيادتها؟؟؟
·
كاتب
المقال
د/ احمد الخطيب - الاستاذ بجامعة سوهاج