الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

البرلمان.. يُمثل من؟!

السبت 21/أبريل/2018 - 02:43 م

كان رئيس الدولة مُحقًا حينما قال قبل الإنتخابات البرلمانية " أحسنوا اختيار من يُمثلكم في مجلس النواب".

وقد وجدتُ ذاكرتي تسترجعُ هذه الكلمات المُضيئة وعيناي ترى وأذاني تسمع مقاطع الفيديو التي دارت تحت قبة البرلمان حول أحوال ومعاناة المعلمين ورواتبهم، فرأيت وسمعت من يقول "رواتب المعلمين من أفضل الرواتب في الدولة"، ولا أدري من أي مصدر جاء بهذه المعلومة وهو يمثل رأس المنظومة البرلمانية التي  يجب أن تنطق  بلغة الأرقام التي لا تُجامل ولا تتجمَّل ومن مصادرها الموثوقة والموثقة.

ثم رأيت آخر يضعُ المعلم مع "الزبال" في سلة واحدة وهو يتحدث عن معاناة الناس، واعتراضي ليس على مهنة، فكل المهن التي تكسب من حلال شريفة ولها قيمة ودور في المجتمع، ولكن اعتراضي أن مسمى وظيفة "زبال" لا وجود له في القانون المصري، والموجود "عامل نظافة أو عامل خدمات"، والذي يسمونه في البلاد التي تحترم الإنسان بـ " بمهندس البيئة"، وكون العضو قد استدعى هذا المسمى المُهين وقرن به وظيفة المعلم فهي إهانة لمواطنين شريفين، كلاهما يخدم المجتمع، فأحدهما ينظف العقول ويرتبها ويعلمها، ويهندم الوجدان ويرقيه ويهذبه، والآخر ينظف ممراتنا ومتنزهاتنا ومنتدياتنا لنراها جميلة ولنستشق فيها هواءً نظيفًا، فأي جرم ارتكبه المعلم وعامل النظافة ليُزج بهما في آتون الإهانة والإستخفاف؟!.

مصدوم كمواطن مصري، وكمعلم قضى نصف عمره في التعليم، من نظرة البرلمان للقاعدة الشعبية العريضة من الناس عامة، وللمعلمين الذين علموا الجميع خاصة، إذ في الوقت الذي يُعاني فيه المعلم مهنيًا وماديًا واجتماعيًا، ونراه في حب ووطنية يمتثل لدعوات الصبر كي تمر البلد من أزمتها الإقتصادية؛ نرى على الجانب الآخر من فقدوا الصبر فسارعوا بسن قانون لرواتبهم ومعاشاتهم الباهظة، وعما قريب أوقف حكمًا قضائيًا لمعاشات الغلابة، فأي توقيت هذا الذي يُدفع فيه بمثل هذا القانون المُستفز، الذي يحرك الضغينة ويهدد السلام الإجتماعي، في وقت اجتمع المصريون الشرفاء وهم الغالبية العظمى؛ ولأول مرة؛ حول قيادتهم وجيشهم وشرطتهم بكل الحب والتضحية، داعين الله أن ينصر الوطن على أعدائه في الداخل والخارج، وآملين في غدٍ مُستقر رغيد؟!.

إن برلمانًا لا يشعر بمعاناة الوطن وبمعاناة المواطنين لا يستحق شرف تمثيل الشعب، والتعبير عن آماله وآلامه.