الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

يونس يوجه نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

الأربعاء 18/أبريل/2018 - 07:00 م

ما تقترحه معاليك بخصوص نظام جديد للثانوية العامة على المستوى النظري كلام رائع وجميل ومنظم ومنمق ، ولكن يصعب تطبيقه عملياً لعدة اسباب نذكر منها:

اولا: البنية التحتية للمدارس في المدن والقرى والنجوع والكفور ليست مهيئة لتطبيق مقترحكم.

ثانياً : البيئة الالكترونية في مدارسنا وبيوتنا تعاني من مشكلات شبكات الانترنت علماً بأننا نعاني من هذه المشكلات من الان وقبل تطبيق مقترحكم ، فما بالنا بعد التطبيق وبعد زيادة نسبة الاحمال على الشبكات ، ففي وقت الدراسة بالمدرسة سيزداد الاحمال ، وفي وقت المذاكرة بالبيوت سيستمر ازدياد الاحمال، ناهيك عن تكلفة الاشتراك والحاجة لزيادة السرعات التي سيتحملها أولياء الامور.

ثالثاً : المعلمون الذين يعملون الان بالمدارس لم يتم اعدادهم ولا تدريبهم على مهارات استخدام هذا النظام الجديد وهذا يزيد من احتمالات فشل مقترحكم.

رابعاً:كلنا يعلم ان البيت المصري يدعم تعليم الابناء ويحرص على متابعتهم ، واعتقد ان هذا النظام المقترح لن يجد صداه في البيوت لأن هناك نسبةكبيرة من الاباء والامهات في مصر مازالوا لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وقد يؤدي عدم قدرة الاباء على متابعة الابناء الى انحراف الابناء عن متابعة الدروس والانصراف الى مواقع اللهو واللعب وغيرها من المواقع الاباحية.

خامساً : تطبيق نظام بهذا الحجم في ظل هذه المحاذير دون التهيئة والاستعداد له وفي مرحلة الثانوية العامة تحديداً تمثل قلقاً لكل البيوت وتوتراً للطلاب والمعلمين.

سادساً: البدء بتطبيق النظام هذا العام يعني اننا سنكون امام نظامين مزدوجين في المدارس في آن واحد فطلاب الصف الاول سيدرسون بنظام التابلت وطلاب الصفوف الاعلى سيدرسون بالنظام التقليدي مما يلقي بأعباء أكثر على الادارة المدرسية والادارات التعليمية.

سابعاً: جزئية التقويم في نظامكم المقترح تعاني من خللٍ رهيب لان الامتحان وفقاً لمقترحكم لن يكون موحداً على كافة المدارس أو الادارات وهذا يقتل مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص لأن معيار التقويم هنا لن يكون موحداً وبالتالي ستظهر الفروق واضحة في نتائج الطلاب مما سيؤثر على القبول بالكليات.

ولهذا اقترح على سعادتكم التريث في التنفيذ ومعايشة الواقع التعليمي المتردي بالمدارس ومراعاة التفاوت في الخدمات التعليمية التي تقدم في المدارس على مستوى الجمهورية فالخدمات التي تقدم في أحياء القاهرة الفاخرة ليست بنفس الخدمات التي تقدم لأهالي الصعيد أو القرى الفقيرة بالوجه البحري ، وأطالبكم بالتراجع عن تعميم النظام المقترح والبدء بتجريبه اولا على عينة من مدارس المدن والقرى والكفور والنجوع قبل تعميمه حتى لا نفاجأ بعد التطبيق بالعديد من المشكلات التي تعوق تنفيذ المقترح ، وهنا سيكون الامر في غاية الصعوبة بل ان النتائج ستكون كارثية لان الامر يتعلق بمستقبل جيل بأكمله.

اللهم بلغت ، اللهم فاشهد.

·         كاتب المقال

أ. د .مجدى محمد يونس

أستاذ متفرغ أصول تربية وخبير تربوى دولى

جامعة المنوفية