مافيا المؤتمرات الطبية..!
الأحد 08/أبريل/2018 - 03:09 م
تطرقنا في مقال سابق الى ملاحظتنا التى تتعلق بزيادة كبيرة فى اعداد ما يطلق عليه بالمؤتمرات الطبية فى كافة التخصصات وكذلك تعدد الجهات التى تقيم هذه المؤتمرات وقلنا إن هذه ليست بمؤتمرات بل ندوات، بات حتميا ترشيدها..! ولذلك نقترح على الحكومة ونقابة الأطباء التدخل لاستخدام بند الإنفاق على هذه الأمور فيما ينفع التدريب والتعليم الطبي المستمر وتخفيض اسعار الدواء واقترح على نقابة الأطباء اخذ رسوم نظيرالموافقة على عقد المؤتمرات فى الفنادق الفاخرة..
ولا يمكن ان تظل الحكومة تلعب دور المتفرج بل وجب عليها التحرك لمقاومة هذا الإنفاق وتلك الخسائر التي تتحملها الدولة.. لأن الأطباء الذين يحضرون تلك اللقاءات يحصلون على رواتبهم كاملة وليست هناك دولة فى العالم تسمح لطبيب بحضور أكثر من مؤتمرين على نفقتها..
والأخطر من ذلك أن عددا ليس بالقليل من مشاهير الأطباء صاروا يعملون لحساب شركات الأدوية وشركات المستلزمات الطبية وبالتالي يروجون لتلك البضاعة من خلال هذه اللقاءات المسماة بالمؤتمرات...! ولا أحد يدرى عن حجم المقابل نظير هذا الجهد في التسويق...!
ولم يقتصر الدور على المؤتمرات الداخلية فقط بل تعداه للمؤتمرات الخارجية وعلى الرغم من أن الجامعات المصرية لا تدعم الا مؤتمر واحد كل 3 سنوات تجد هؤلاء المحترفون يسافرون للخارج سنويا اكثر من عدد شهور السنة تقريبا ومرتباتهم محسوبة..! فمن أين يأتي التمويل..؟ وهل تضع مصلحة الضرائب والرقابة الإدارية ذلك فى الإعتبار...؟ ثم كيف يحصلون على موافقات السفر للخارج بهذه السهولة أم انهم يسافرون دون موافقات أمنية....؟ وهذا موضوع آخر نضعة أمام الجهات الرقابية..
الأستاذ الدكتور/ محمد نبيه الغريب
استاذ بقسم التوليد وأمراض النساء
بكلية الطب - جامعة طنطا
