شم النسيم.. وأعياد الربيع
السبت 07/أبريل/2018 - 09:35 ص
شم النسيم اليوم التالي من رأس السنة القبطية.. احتفل به قدماء المصريين زمان من أيام الفراعنة، شم النسيم أى اللفظ الفرعوني شمو.. ونحن الآن نحتفل بشم النسيم وهو يوم عطلة رسمية نحتفل بالخروج للمنتزهات وأكل الرنجة والفسيخ.. وتوجد ناس لا تأكل الفسيخ يعتبرون السمك المملح ميتة.. وفى شم النسيم أكل البصل الأخضر أو البصل عموما لأنه رمز للحياة وقهر للموت مع أن من يرى البصل الناشف فى المنام يعد مرضا، والخس، والترمس وتلوين البيض لأطفالنا..
وكان احتفال الفراعنة عند الاهرامات حيث يجتمعون فيه أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشاهدوا غروب الشمس، حيث كان يميل الغروب بشكلٍ تدريجي مقترباً من قمة الهرم، فيبدوا للناظرين كأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفي هذه اللحظة يحدث أمر عجيب، تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، تبدو للناظر للهرم واجهة الهرم كأنها انشطرت إلى قسمين..
ويقوم الاولاد فى شم النسيم تعليق سعف النخيل فى شرفات المنازل.. ما أجمل الزهور وهى موضوعة فى البلكونات والنوافذ.. فصل الربيع قلوب تتوهج كضوء الشمس، له رحيق عذب يسرى إلى القلوب لا يحجبه ضباب ويكتسى بثوب الخضرة والبراءة والشباب والآمال المبهجة، وتشعر كأنك تتجول فى دروب حديقة خضراء لا تعرف قلب مغلوب، شمس تشرق فى خجل لكنها تعانق الفقير والغنى كعادتها فى همس رقيق..
وأحلامنا مثل شمس الربيع رقيقة تارة وتعلوها الشمس فى سحر وجمال.. وتارة غيوم مثل رياح الخماسين محملة بالأتربة لا يخلو منها طريق، لا عواصف عنيفة ولا غيوم إلا قليل ولا رعد ولا برق وترى سحب بيضاء فى سماء زرقاء قاتمة.. وتارة سماء زرقاء صافية ولا ضباب ولا أمطار لكن تحمل أمطارا خفيفة أحيانا..
نسمع غناء قلوبنا على الأشجار وبين الزهور مثل الفراشات الملونة التى تلهث وراء النور وتسمع غناء العصافير وهى تعزف أحلى موسيقى تطرب لها الأذن.. والناس بعد الركود وعتمة الشتاء القابع بداخل صدورها يتحرك الجميع فى خفة وإبتسامة راقصة مثل الورود وهى تتمايل على الغصون، وينتشر فى الجو عبير الأزهار، والأشجار خضراء ضاحكة نظيفة ليس عليها غبار بعد المطر.. ونسعد بأحلى زهور زهور الربيع وألوانها الرائعة
الربيع زهور تمتع العيون، وتهذب النفوس وتعبر عن العواطف والأحاسيس.. تشرح حبك فى لمحة تعبر عن أشواقك وحرقتك ونار اشتياقك تجاه من تحبه والكبرياء والشهامة والاخلاص..